خلل العمل الإداري في الأندية السعودية لا يزال معلقاً من دون حلول، لأن الصوت الإعلامي يتعامل مع هذه الإدارات بطريقة"البيضة والحجرة"، وليته يسلم مع هذه الإدارات بأمزجتها الحادة وعدم تقبلها للرأي والرأي الآخر. يعتبر خلل العمل الإداري في الأندية من أهم أسباب عوائق العمل الاحترافي، بل هو الخلل الأساسي، لأن الأغلبية يغمضون عيونهم عن الخلل الإداري، ويرمون أية هفوة وأية هزة بسهولة تامة على التحكيم أو الجهاز الفني، أما الإداريون ففي الحفظ والصون ولا يوجد لهم مثيل. كتبنا عن سوء التعاطي الاتحادي من الإدارة ممثلة في الرئيس جمال أبو عمارة والعضو المؤثر منصور البلوي، وكيف يجاهرون بنقد المدرب على الملأ، ولا يترددون عقب كل مباراة يهتز فيها أداء اللاعبين عن جلد المدير الفني السيد كالديرون بكل سياط النقد وكأن عملهم فوق الشبهات والمدرب شماعة لكل زمان ولكل مكان، وهذه الأساليب تهز علاقة المدرب باللاعبين وتفقده هيبته، بل تضعه في زاوية ضيقة لا تساعده على العمل لعدم توافر مناخ صحي. في الهلال الذي كنا نتوقع نموذجية في الأداء الإداري أتت قاصمة الظهر ليس بانتقاد عمل المدير الفني كما يفعل الاتحاديون، بل بالبحث عن مدير فني وعروض وتوقيعات عقود ما يجعل الوضع الفني في غاية الخطورة، فمن غير المعقول التعاقد مع جهاز فني جديد بوجود جهاز حالي يبحث له عن موطئ قدم في بقية الاستحقاقات المحلية والخارجية. كان من المفترض على الإدارة الهلالية الاستعانة"بالكتمان على قضاء الحوائج"، وأن تؤجل الإعلان عن التعاقد مع الجهاز الفني الجديد بقيادة السيد ايرك غيريتس أما وقد تناقلت وسائل الإعلام الخبر وأصبح المدير الفني الحالي مثل المودع، فإن العلاقة بينه وبين اللاعبين ستكون فاترة، وقد تترك أثراً في نتائج الفريق لبقية مباريات الموسم الحالي، كما كررت الإدارة الهلالية الغلط بالبدء في مفاوضات لاعبين أجانب للموسم المقبل بدلاء لليبي طارق التائب والكوري الجنوبي سول، وهذا حق متاح لها لكن معمعة المنافسات الدائرة حالياً تحتاج إلى السرية التامة، فالعيار الذي لا يصيب يدوش، وعلاقة اللاعبين الأجانب حالياً قد يعتريها بعض الفتور وعدم المبالاة، وفي كل الأحوال يتضرر النادي الكيان. إدارات الأندية تشتكي من"الطابور الخامس"، وتأثيره في استراتيجية العمل بينما ممارسات الإداريين تترك آثاراً سلبية أشدّ من"الطابور الخامس"واسألوا اللاعبين. [email protected] نشر في العدد: 16828 ت.م: 01-05-2009 ص: 25 ط: الرياض