مواجهة نصف نهائي أهم بطولات الموسم التي تجمع القطبين الاتحاد والهلال مساء الغد تخضع لمقاييس فنية واعتبارية، بصرف النظر عن القاعدة البليدة التي يتشدق بها البعض قاعدة الأرض والجمهور، فالهلال حقق الفوز في معظم مبارياته خارج أرضه، وجماهيره العريضة موجودة في كل مدينة وتلاحقه في كل ملعب، وخبرة لاعبيه تسمح له بتجاوز أي مطب، أي أن ميزة الأرض والجمهور لا تقدم ولا تؤخر. يذهب البعض في الفوارق الفنية إلى تفوق الهلال ميدانياً بوجود محمد الدعيع أفضل حارس، إذ ظهر هذا الموسم بشكل لافت، ووجود أقوى خط دفاع في الموسم بقيادة الداهية البرازيلي تفاريس، ووجود تخمة لاعبين موهوبين وسط الميدان، وخط هجوم ناري بوجود ياسر الكاسر، أي أن مقارنة خطوط الهلال بالاتحاد تعطي ميزة فنية للهلال، لكن هذه المميزات الفنية ذابت في لقاء نهائي الدوري، إذ تفوق الاتحاد ميدانياً وفرض إيقاعه على المباراة وتخلى الحظ عنه وخدم الهلال بشكل لم يسبق له مثيل، وإن قام حظك باع لك واشترى لك. الفوارق الفنية كما ذكرنا ميدانياً لمصلحة الهلال، والقيادة الفنية التدريبية أيضاً لمصلحة الهلال بوجود كوزمين الذي ترك بصمة واضحة على أداء الفريق، ووضح تمكنه من أدواته المهنية وقدرته على قراءة المباريات بشكل سليم، وتدخّله بشكل منطقي وفي الوقت المناسب، بينما المدير الفني في الاتحاد كالديرون ارتكب حماقات في لقاء الفريق أمام سبهان الإيراني، وعاد ليقدم هويته التدريبية في لقاء الرد أمام الاتفاق، ووضع استراتيجية لعب منطقية جداً تناسب أداء لاعبي الاتحاد وقدراتهم الفنية، وقد يستمر بالتوليفة نفسها لأنها الأفضل حالياً، وليس أمامه خيارات تساعده على تغيير أوراقه. ونعود لمحور الحديث، إذ سيركز جميع النقاد وجميع المحللين في القنوات الفضائية على هذه الفوارق الفنية، ولكن الفارق الفني الأخطر من وجهة نظري نختصره في التحضير البدني للقاء، ففي الهلال يوجد عبداللطيف الحسيني وهو أفضل المختصين في هذا المجال، بل لا أبالغ إذا قلت إنه هو السبب في توهج الهلال نهاية الموسم، وهو الورقة الخفية التي تدعم نجاحات كوزمين، بينما الإعداد البدني في الاتحاد يخضع لاجتهادات صديق المدرب القديم، والخوف كل الخوف على الاتحاديين من سوء توزيع المجهود خلال المباراة، ومن مشاركة طلال المشعل، لأنه لو شارك سيفقد الاتحاد كل حظوظه، إذ خسر الاتحاد بطولة كأس ولي العهد وبطولة الدوري بسبب محاولة تحضير المشعل وإعادته للمستوى المزعوم. واعتقد أن مشاركة لاعب موهوب مثل الصبياني أفضل من مشاركة لاعب معطوب مثل المشعل. اللقاء ساخن، والأجواء توحي بمباراة غنية فنياً وضعيفة تنظيمياً وجماهيرياً، لأن جدة لا يوجد فيها إستاد رياضي لمثل هذه اللقاءات! خاطرة إذا وضعت أحداً فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك. [email protected]