رسمت الأندية أهدافها قبل بداية الموسم الرياضي الماضي، واتضح أن أندية القمة كانت تفكر في بطولة الدوري وهي البطولة الكبرى، ثم كأس الملك للأبطال، بينما اشتركت الأندية الأربعة التي تمثلنا خارجياً في هدف التأهل إلى ثمن النهائي في دوري المحترفين الآسيوي. نادي الاتحاد أو «نادي الوطن» كما يفضل أنصاره تسميته، وضحت أهداف القائمين عليه، وتركزت الأهداف على السعي لتحقيق بطولة الدوري في نسخته الأولى كأولية تخصص للاتحاديين، والتفكير في التأهل إلى ثمن النهائي الآسيوي ومن ثم التفكير مرحلياً في بقية بطولات الموسم المحلي. المدير الفني الأرجنتيني كالديرون ركز على تحقيق هذه الأهداف فحقق للاتحاد أهدافاً أولية سريعة، وهي تجهيز مواهب وشبان النادي بدلاً من الاهتمام برجيع الأندية، وكسب كالديرون الجولة بتقديم الهداف الخطير نايف هزازي والمهاجم السريع عبدالعزيز الصبياني والظهير الطائر طلال عسيري الذي غيبته الإصابة وسيكون نجم الموسم المقبل، كما برز عدد من الشبان الذين سيكون لهم شأن قريباً، مثل وسام سويد وسلطان النمري والغامدي وعدد آخر سيظهر في الموسم المقبل. بعد أن حقق كالديرون الهدف الأول وهو اكتشاف وتطوير مواهب الاتحاد الشابة بدأ يبني استراتيجية عمله الفني لتحقيق البطولات، فنجح في الفوز ببطولة الدوري وعلى حساب الهلال العملاق، وانتزع بطاقة التأهل إلى ثمن نهائي دوري المحترفين الآسيوي كممثل شرعي ووحيد للأندية السعودية، وقدّم فريقاً يملك إمكانات فنية عالية ولديه حلول من كل الاتجاهات بالتسديد القوي واللعب على الأطراف والخطورة من العمق والجمل التكتيكية التي تكشف مميزاته الفنية العالية. الاتحاد حقق أهدافه للموسم الماضي لأن مناخ العمل في مجمله، بدءاً من معسكر الصيف في الأرجنتين ثم معسكر التحضير في أبها ثم توزيع الأدوار على كل اللاعبين، يوحي بأن الاتحاد سيكون فرس رهان الموسم وقد كان، ولا ننسى أن الثبات والاستمرار هما مفتاح النجاح، فقد استمر الجهازان الفني والإداري وحافظ الفريق على وحدته فتفوق على الجميع، بينما الفرق التي غيّرت في أجهزتها الفنية والإدارية أضاعت كل شيء، وهذا يغري الاتحاديين للمحافظة على المنجز والاستمرار بالتوليفة نفسها وفريق العمل نفسه إذا أرادوا مواصلة النجاح، أما إذا كانوا بحاجة إلى الفوضى العارمة والضياع في كل شيء فعليهم تحمل تبعات ذلك، وعليهم إضاعة الوقت في البحث عن رئيس قادم وعن جهاز فني جديد وعن لاعبين عالميين يسدون العجز، وسيبدأ الموسم المقبل من دون تحقيق شيء من لبن الصيف المسكوب كالعادة على قارعة الطريق بطريقة الفلاشات والمؤتمرات الرنانة، لأن الكلام عند بعض الاتحاديين ما عليه جمرك، وهذا يساعدهم في بيع الكلام على أنصار النادي والذين يتحملون كل هذه الهنات على مضض. الاتحاد مميز في كل شيء ويحتاج إلى قلب دفاع دولي مثل القرقوري أو تفاريس وقلب هجوم تقليدي مثل الحوسني أو ايارا، ويحتاج إلى الثبات على أجهزته الفنية والإدارية فقط، وسيكون ممثل آسيا في مونديال أندية العالم إذا سلم من جعجعة الصيف. [email protected]