حافظ الحليب المجفف والطازج على سعره، على رغم انخفاض معظم السلع الغذائية بنسب بلغت نحو 10 في المئة، وفضلت شركات مورّدة للحليب المجفف القيام بعروض تسويقية بدل خفض الأسعار، فيما يتوقع أن تكون هذه العروض مقدمة لخفض الأسعار. وقال محمد الخلف تاجر جملة إن أسعار الحليب المجفف شهدت انخفاضاً في الأسواق القريبة من المملكة بلغت في حدها الأعلى نسبة 20 في المئة، لا سيما أوروبية المنشأ، جراء انخفاض سعر صرف اليورو أمام الدولار، وهو السبب الرئيسي في الارتفاع السابق للأسعار. وأضاف أن أسعار الموردين الرئيسيين لا تزال مرتفعة، على رغم انخفاض كلفة الشحن والعبوات البلاستيكية نتيجة تراجع أسعار النفط عالمياً، وهو ما يدعو إلى انخفاضها على المستوى المحلي مجاراة للانخفاض العالمي. وأشار إلى أن شركتين قدّمتا خلال اليومين الماضيين عروضاً على منتجهما من"الحليب المجفف"، الأولى من 56 ريالاً للعبوة وزن 1800 غرام إلى 43 ريالاً، والأخرى للوزن نفسه والقيمة تقريباً 39 ريالاً، مضيفاً أنه يتوقع أن تشهد الأسواق في وقت قريب انخفاضاً في الأسعار يتماشى مع الأسعار الإقليمية. وعلل توقعه لتراجع أسعار الحليب المجفف، بحال الركود التي تعاني منها السوق المحلية، وتوافر كميات كبيرة منه، إضافة الى انخفاض سعر صرف اليورو أمام الدولار، فضلاً عن أحاديث الموزعين التي تشير إلى تخفيضات مقبلة. من جانبه، قال عبدالعزيز مشاري تاجر مواد غذائية إن الأسعار في انخفاض، وستصل إلى ذروة الانخفاض خلال شهر رمضان المقبل، إذ تجتمع التخفيضات والعروض السنوية، مع ذروة الأزمة الاقتصادية، ولن يكون أمام التجار حلول كثيرة سوى القيام بتخفيضات للحصول على حصة من الموسم. وأضاف أن الجميع يعلم أن كثيراً من السلع بدأت تشهد انخفاضاً في بلد المنشأ، متوقعاً أن تشهد أسعار الحليب المجفف وعدد من مشتقاته كالقشطة، والجبن، والزبدة، وبعض أنواع"الشوكولاته"مزيداً من الانخفاض في حال استمرار الركود عالمياً ومحلياً وتراجع أسعار اليورو، على رغم أن أسعار الألبان المحلية حافظت على مستواها السعري ولم ترتفع بسبب المنافسة المحلية الشديدة، مضيفاً أن الانخفاض الأكبر سيكون في أسعار الجبن، بسبب ارتفاعه الكبير في الفترة الماضية. وأوضح أن السلع المستوردة هي التي ستشهد انخفاضاً، مستبعداً أن تنافس أسعار المنتج المحلي، الذي حافظ خلال فترة الارتفاع على سعر مقبول جداً، خصوصاً في الحليب الطازج واللبن والزبادي، مستعيضين عن رفع الأسعار بزيادة حجم الطلب بسبب الزيادة السكانية. يذكر أن حجم سوق الألبان في السعودية بنوعيه"الطازج، والمجفف"في ارتفاع مستمر، وتوقعت دراسة لأحد المصارف زيادة حجم الطلب في السوق على جميع منتجات الألبان كل عام بنسبة تصل إلى 5.8 في المئة حتى عام 2010، وتوقعت ارتفاع القيمة السوقية للطلب إلى 10.1 بليون ريال، فيما ستصل قيمة الصادرات المتوقعة منها إلى 3 بلايين ريال.