لم يسبق لمثقفي ومثقفات جدة أن اجتمعوا، في إطار ورشة تناقش القضايا المتعلقة بالشأن الثقافي، كما حدث مساء الأحد الماضي في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة. ففي ثلاث ساعات طرح ما يزيد على 100 مهتم ومهتمة بالثقافة، تعريفات مختلفة ومتفقة في آن واحد لمصطلح الثقافة، وتحاوروا وفق آلية العصف الذهني التلقائي حول خمس نقاط أخرى، أعدتها أمانة محافظة جدة بإشراف الدكتور سليمان العلي تحت مسمى"ورشة العمل الأولى: تنمية الثقافة في محافظة جدة"، فيما يعد اللقاء بمثابة فرصة لتفعيل تواصل حقيقي، بين مبدعين وفنانين وإعلاميين ومفكرين وتربويين. واختلف المجتمعون في الورشة الأولى لتنمية الثقافة في محافظة جدة، حول تعريف موحد وشامل للثقافة، فمنهم من رأى انها الناتج الفكري للامم وكل ما يتصل بحياة الناس العامة والخاصة وببيئتهم المعاشة، ومنهم من رأى انها جميع السمات الروحية والعاطفية والممارسات الفعلية، من خلال المنظومة المتكاملة من المعلومات التي تدوّن وتعكس الواقع الثقافي والسلوكي لأي مجتمع من المجتمعات، ومنهم من اقتصر تعريفها على منظومة القيم والعادات والتقاليد. وحاولت امانة مدينة جدة ان تلم شتات الثقافة والمثقفين، والتي اعتذر عن حضورها أمين جدة المهندس عادل فقيه وكان من المقرر ان يلقي كلمته ويلتقي بالمثقفين والأدباء ومناقشة الوضع الثقافي وكيفية تنميته. وأدار الدكتور العلي الورشة وتم النقاش حول بعض البرامج، التي من الممكن ان تسهم في تنمية الثقافة في مدينة جدة، كتفعيل العروض المسرحية والسينمائية بشكل متواصل ودائم، وايجاد اكاديمية للفنون واقامة مهرجان فني سنوي، واقترح المجتمعون اشراك الجهات المعنية بالثقافة كالنادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون وإدارة التعليم وبيوت الشباب وإحياء وتشغيل مكتبة الملك فهد الوطنية ومدينة الملك فهد الساحلية بالأنشطة الفكرية والأمسيات الأدبية، وتسهيل أمانة جدة لمهمة القطاع الخاص في تفعيل الأنشطة الفنية والتشكيلية، وإعطائهم التصاريح لممارسة العمل الثقافي. ورأى البعض تحويل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي الى مجمع ثقافي عام وشامل لمختلف الفنون على مدار العام، أسوة بالمجمع الثقافي في أبو ظبي بالامارات العربية المتحدة، وعكس الحراك الثقافي وتعريف زوار المدينة بما تحتضنه الثقافة السعودية من ابداع. كما اقترح البعض تقديم مقر لجمعية الثقافة والفنون في جدة في المركز، والتي لا تزال في مبنى مستأجر وغير مهيأ ومطالبتها بالقيام بالأدوار الفنية والثقافية، واشغال قاعات العروض بالأعمال الفنية والتشكيلية وتفعيل مسرح الطفل والفلكلور الشعبي، الذي تحتضنه منطقة الحجاز. وطالب الجميع بان تسارع الأمانة في دراسة المقترحات وتفعيلها، ولمّ شتات المثقفين وابداعهم وايجاد البرامج المناسبة للاسرة وزوار مدينة جدة عموماً. وقال العلي ستعمل الأمانة كل ما في وسعها لدرس ما طرحتموه والمسارعة في تنفيذه، ومحاولة تقديم التراث والثقافة السعودية وتعريف الآخرين بهما على الوجه الصحيح. يذكر ان الورشة حضرها عدد كبير من المثقفين والادباء واساتذة الجامعات من النساء والرجال، وعدد كبير من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وقدم البعض افكاراً وآراء ايجابية ومنهم الروائي عبده خال والمسرحي عمر الجاسر والتشكيلي محمد العبلان والدكتور زيد الفضيل والدكتور محمد الغامدي.