قررت وزارة التجارة والصناعة خفض إعانة العناصر العلفية التي تدخل في صناعة الأعلاف، بنسب تراوحت بين 46 و79 في المئة، وهو الخفض الذي جاء بعد تقليص إعانة الشعير، في حين أدخلت 3 عناصر جديدة في قائمة الإعانة. وأوضحت وكالة وزارة التجارة والصناعة لشؤون المستهلك في تعميم موجه للمستوردين حصلت"الحياة"على نسخة منه، خفض الاعانة لعدد من المدخلات العلفية هي: الذرة الصفراء، وكسب الصويا 48 في المئة، وكسب الصويا 44 في المئة، والذرة الرفيعة، والشوفان ونخالة القمح وكسب بذرة النخيل، وكسب بذرة القطن وكسب الكانولا، والبرسيم ودريس البرسيم وقشر فول الصويا وقشر دوار الشمس. وتراوحت نسب الانخفاض من 46 في المئة لغالبية المدخلات، ووصلت إلى 79 في المئة. وأكد التعميم أن الاعانات ستكون مشمولة بالكميات التي قدرها البنك الزراعي لمصانع الأعلاف ومشاريع الثروة الحيوانية والسمكية من الذرة الصفراء ومسحوق فول الصويا 48 في المئة، مع صرف اعانة الذرة الرفيعة لما يتم استيراده من غير أصحاب مصانع الاعلاف ومشاريع الثروة الحيوانية والسمكية بقيمة الاعانة نفسها. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وافق في مطلع كانون الثاني يناير من العام الماضي على دعم العناصر العلفية المستوردة التي تدخل في صناعة الأعلاف بوصفها مصدراً للطاقة والبروتين، ويشمل الدعم عدداً من العناصر بإعانة مقطوعة ووفق ضوابط صرف إعانتي الذرة الصفراء ومسحوق فول الصويا، على أن تكون مشمولة بالكميات التي قدرها البنك الزراعي. وكانت الوزارة خفضت قيمة إعانة الشعير المستورد من 300 ريال إلى 200 ريال للطن. ويلاحظ من خلال التعميم اضافة مدخلات علفية عدة لم تكن موجودة سابقاً، وهي حشيشة الرودس وحشيشة السودان وقشرة الرز. من جهته، قال رئيس اللجنة الفرعية للأعلاف التابعة للجنة الزراعية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبدالله الربيعان إن اضافة مدخلات علفية جديدة"يعتبر أهم خطوة للتطبيق الكامل للخطة الوطنية لتشجيع صناعة الأعلاف والتي أقرها مجلس الوزراء في شهر اذار مارس من العام الماضي، بعد خطوة اعتماد المدخلات العلفية التي تحتوي على البروتين والطاقة. وأكد الربيعان في تصريح إلى"الحياة"أن التحول من الشعير الذي تستهلك السعودية منه نحو 6 ملايين طن تقريباً سنوياً، ويعد أكبر استهلاك في العالم، أمر صعب والسبب في ذلك يعود الى ثقافة المزارعين التي يصعب تغييرها بسرعة. من جهته، قال عضو اللجنة المهندس أحمد الزهراني ل"الحياة"إن السبب في اضافة المدخلات العلفية هو أن"أسعار الشعير العالمية جداً مرتفعة والسعودية تدفع نحو 1.5 بليون ريال كإعانة للشعير، وعلى رغم ذلك فإن السوق العالمية تستغل اصرارنا على الاستمرار في شرائه، ما جعل التجار يقومون باستغلالنا في السوق العالمية". وأضاف:"المنتجات العلفية الجديدة أسعارها في السوق العالمية قليلة، ومع وجود الاعانة يعتقد أن تصبح أسعارها أقل من أسعار الشعير، ما سيدفع المستهلكين إلى الاقتناع بجدواها الاقتصادية، اذ تشير الابحاث إلى أن معدل النمو للمواشي التي تستخدم الاعلاف المركبة أسرع من تلك التي تستخدم الشعير". ويشير الزهراني إلى مشكلة قد تواجه المصانع المنتجة للأعلاف المركبة، وهي أن طاقتها الانتاجية ليست عالية وتتراوح بين 2.5 و2.9 مليون طن سنوياً. وقال رئيس فريق استراتيجية الأعلاف في وزارة الزراعة الدكتور حمد البطشان ل"الحياة"في وقت سابق إن مشروع إستراتيجية الأعلاف المركبة مطروح منذ سنوات، نظراً إلى تزايد أسعار الشعير سنوياً، وشح الكميات العالمية المتداولة في مقابل ازدياد الطلب، إذ ان السعودية تستورد 40 في المئة من الكمية المتداولة عالمياً. وأوضح أن استراتيجية الأعلاف المركبة تهدف إلى الحد من استهلاك الشعير، وعدم إرهاق موازنة الدولة أكثر مما يجب، والاستعاضة عن الشعير بالأعلاف المركبة، التي تضمن كمية أكبر من الطاقة للماشية وبكلفة أقل.