شهد مركز المحاني 170 كيلو متراً شمال محافظة الطائف حالاً من الاستنفار الشديد للجهات الصحية، عقب اكتشاف إصابة سبع حالات في المركز بفيروس التهاب الكبد الوبائي. وبدأت أعراض المرض في الظهور على الحالات المصابة، وهي تشمل الحمى، والغثيان، وتوعك البطن، فيما أثبتت التحاليل المخبرية التي أجريت على الحالات السبع إصابتهم بالتهاب الكبد الوبائي. وأكد الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيد الزهراني، اكتشاف حالات الإصابة السبع، مشيراً إلى أن سبب الإصابة بالمرض يعود إلى تناول المياه غير الصالحة للشرب"الملوثة"، ناصحاً الأهالي بالابتعاد عن المياه الراكدة، وتجنب شرب مياه الآبار المشتبه في تلوثها. وأوضح الزهراني أن مديرية الشؤون الصحية في الطائف ومركز صحي المحاني شرعا في متابعة الحالات المصابة، لتقديم العلاج اللازم لها، وإعطاء اللقاحات اللازمة للمخالطين للسيطرة على المرض. ويعد مرض التهاب الكبد الوبائي من الأمراض المعدية، ويوصف غالباً بالوباء الصامت، وقد شددت الدراسات الطبية المتعلقة بهذا المرض على ضرورة عدم مشاركة المصابين في أدواتهم الخاصة، كفرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة، لثبوت انتقال المرض من طريقها. يشار إلى أن وزارة الصحة قد اعتمدت قبل عام إنشاء مستشفى عام في مركز المحاني بسعة 50 سريراً، نظراً لبعد المركز من مستشفيات محافظة الطائف، وتعتبر المياه المتجمعة في الحفر عقب هطول الأمطار المصدر الرئيس لمياه الشرب في المركز بسبب عدم وصول المياه المحلاة وهو الأمر الذي سبب الإصابة بكثير من الأمراض ومنها الكبد الوبائي. وكان استشاري أمراض وزراعة الكبد والجهاز الهضمي والمناظير في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور عبدالله سعيد قزي الغامدي، أكد أخيراً أن 40 في المئة من المصابين بالفيروس الكبدي ج لا يعرفون مصدر الإصابة لديهم. وأوضح الدكتور الغامدي أن مسببات انتقال العدوى بالفيروس الكبدي ج كثيرة، ومن أهمها نقل الدم الملوث بالفيروس قبل العام 1993م"أي قبل إدراج التحليل عن المرض"، والأدوات المستخدمة في الحجامة، إذا استخدمت لأكثر من شخص، وكذلك أدوات الحلاقة، وأدوات قص الأظافر وتهذيبها المستخدمة في صالونات التجميل، وتعد من أهم مسببات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي في حال تلوثها بدم المصاب، واستخدامها من قبل شخص آخر سليم، من دون تعريضها لتعقيم كاف. وأشار استشاري أمراض وزراعة الكبد والجهاز الهضمي والمناظير إلى أن أكثر الحالات المكتشفة ظهرت من طريق الصدفة، أثناء عمل فحص ما قبل الزواج، أو عند التبرع بالدم. وأوضح الدكتور الغامدي أنه لا توجد حتى الآن دراسات دقيقة وكافية عن أعداد المصابين بالمرض في السعودية، وإن كان قد لوحظ أنه أكثر انتشاراً في بعض المناطق عن غيرها، مثل المنطقة الجنوبية.c