قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بثلاثة أعوام ولد رائد تطوير المصارف السعودية عبدالله الحقيل، في ذلك الوقت كانت الحرب قضت على الاقتصاد العالمي، وكان تأثير الأزمة الاقتصادية لا يقل عن تأثير الحرب نفسها، واليوم توفي الحقيل في ظل أزمة اقتصادية أكثر سوء من الحروب التي يعيشها العالم. في يوم ميلاده كانت المملكة تخط خطواتها الأولى وكانت الأزمة العالمية لا تعني لها الشيء الكبير، واليوم الجميع يرى أن الأزمة المالية العالمية سيكون لها تأثر محدود وبسيط في المصارف السعودية بفضل سياستها ومحافظتها، وهذا يعود إلى رجال كان من بينهم الفقيد الحقيل. فقد كان الحقيل أحد رواد العمل المصرفي السعودي والذين كانت لهم الريادة في المساهمة في تعزيز مكانة المصارف السعودية وتطويرها، ووصولها إلى قدرة ملاءة عالمية، منذ ترؤسه مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني قبل 21 عاماً. ولد الشيخ عبدالله بن محمد الحقيل في المجمعة، ويحمل مؤهلاً جامعياً في اللغة العربية والآداب من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إضافة إلى دورة دراسية لمدة عام في المملكة المتحدة. وتنقل في عدد من لمناصب الحكومية والخاصة حتى أصبح عضواً في مجلس الشورى. وبدأت حياته العملية أميناً عاماً مساعداً للشؤون الإدارية بالمجلس الأعلى للتخطيط 1382ه، ثم مديراً عاماً للشؤون الإدارية والمالية بالهيئة المركزية للتخطيط 1383ه، وفي عام 1384ه أصبح مديراً عاماً لشؤون الموظفين بوكالة وزارة الداخلية لشؤون البلديات، ثم عمل مديراً عاماً للوزارة بوزارة الشؤون البلدية والقروية 1389ه. وفي عام 1394ه تم تعيينه وكيل وزارة مساعداً بوزارة الشؤون البلدية والقروية. وأثناء حياته العملية ترأس العديد من إدارات ومجالس الشركات المساهمة، فقد انتخب عضواً في مجلس إدارة شركة نادك للتنمية الزراعية لمدة 17 عاماً، وعضواً في مجلس منطقة الرياض. ولعل أبرز المهام التي ارتبط بها الحقيل عمله في المصرفية، حتى اعتبر واحداً من أبرز السعوديين الذي أبدع في هذا الجانب، وكانت رؤيته حول تأهيل الكوادر السعودية للعمل في هذا الجانب موضع تقدير من الجيل الذي أصبح يدير فعلياً المصارف السعودية. رحل الحقيل عن إبداعه، وبقي الإبداع الذي تركه يطمئن المصارف السعودية أنها ستنجح في تجاوز الأزمة التي يعيشها العالم، كما نجحت في مواجهة الآزمات المتعاقبة التي عصفت بالمنطقة منذ ثلاثة عقود مضت.