في خطوة تكتسب أهميتها من أهمية مصدرها وأسبابها ووضوح هدفها أطلقت وزارة الداخلية الهاتف رقم"980"لتلقي البلاغات ذات الصلة بالفساد المالي والإداري والرشاوى، وخصصت في الإطار ذاته الفاكس"4082558-01"لاستقبال الوثائق المهمة الداعمة لموضوع البلاغات، كوسيلة مباشرة لربط المواطن أو المقيم بالمسؤولين دونما وسيط، أي لتحقيق التواصل مع جهات الاختصاص لتغذيتها بالمعلومات الموثقة أو ذات الدلالة المؤدية للإثبات عن أي موطنٍ للفساد المالي والإداري أو خلافه، وهي بذلك تؤكد أن سياسات وإجراءات العمل في هذه الوزارة لم تغفل أي آلية يمكن أن تسهم في دعم وتحقيق المصلحة العامة وإزالة أي تعديات عليها. الحكومة دائماً صاحبة مبادرة، وهي بذلك تمد يدها للجميع مصافحة العمل الجماعي المشترك بين الشعب والحكومة لتقيد حركة الفساد وحصر منابعه ومواجهته بعد أن أخذت الظاهرة في النمو، على رغم ما تبذله الدولة من جهود لمكافحتها. المدارس الإدارية بمجملها أكدت انه لا يتحقق الرخاء ولا يمكن للتنمية المستدامة تحديداً أن تكون في ظل وجود مديرين فاسدين وعاملين من ذوي الذمم الرديئة الذٌين يضعون منافعهم فوق كل الاعتبارات، والواقع يقول إنه لا يمكن أن نحرس الضمائر، والمنطق يؤكد انه ليس بالوسع أيضاً التأسيس للمراقبة اللصيقة، إلا أن وضع هذه الوسيلة في متناول يد المواطن فرصة يجب استغلالها بوعي ودونما عبث، المسألة تحتم علينا جميعاً التفاعل والمهنية في التعامل والبعد كل البعد عن تصفية الحسابات. ابعثوا كل ما لديكم من معلومات ولا تترددوا، والنتائج حصيلة المعطيات، بالصدقية تكون النتائج مرضية ويتحقق الهدف المنشود، بمعنى أن المعلومة الواضحة تسهل الوصول إلى الهدف. شكراً لوزارة الداخلية... هذه المبادرة نقلة نوعية في مجال تعزيز ثقافة التواصل بثقة بين المواطن والمقيم والدولة، وهذا الرقم سيزعج الفاسدين ويعري مستغلي نفوذ الوظيفة، وفي المقابل فإن سرعة تجاوب الجهات المختصة مع ما يقدمه المواطنون والمقيمون في هذا الشأن طرف المعادلة الأهم. وعلى بركة الله نبدأ وشعارنا"جميعاً في خدمة الوطن". مانع بن صالح اليامي - جدة [email protected]