وصف فنانون تشكيليون صالات العرض السعودية، بأنها بدائية وتفتقد إلى أبسط المقومات الفنية، مطالبين القائمين على هذه الصالات بالحرفية والاهتمام أكثر في عملهم، على المستوى الرسمي، فضلاً عن توفير الدعاية الإعلامية. وأشاروا إلى أن ما يحصل في هذه الصالات، من غياب للحرفية وعدم الاهتمام بالفن، يؤثر في الحركة التشكيلية، ويتسبب في إحباط الفنانين. وتمنوا أن يصبح لهذه الصالات مرجعية رسمية قائمة بحد ذاتها للتواصل معها. واتهم هؤلاء الفنانون القائمين بأخذ أكثر من نصف ريع المعارض، في مقابل العرض. وقالت الفنانة التشكيلية نوال السريحي ل"الحياة"إن عدد صالات العرض قليل،"لكن أنا أشعر أنه يوجد اكتفاء، كما أن الموضوع ليس بكثرة الصالات بل يجب أن تقام صالات عرض بمقاييس جيدة، فالكثير من الصالات افتتحت وأغلقت بعد فترة قصيرة، والسبب عدم توافر جهات مسؤولة تضع المعايير الجيدة لافتتاح الصالة"، مضيفة:"عندما عرضت أعمالي لم أجد أية صعوبات، إذ وجدت الترحيب وجميع التسهيلات ولم أدفع أي مبالغ، لأن الصالة عندما تجد الأعمال جيدة لا تأخذ أي مبلغ، وأتمنى من صالات العرض أن تحترم الفنان وقت العرض، ولا تدعه وحيداً وتوفر له الراعي الجيد، وأن يتواجدوا مع الفنان بكل خطوة من خطوات العرض". ولفتت السريحي إلى أهمية أن يتزايد عدد الصالات،"ويصبح بكل شارع من شوارع المملكة دار عرض، وتصل المملكة إلى العالمية بالصالات وحضور الفنانين العالميين لعرض أعمالهم، فقد أصبحت ألاحظ في الفترة الأخيرة أن مبيعات الفنان، تكون شخصية أكثر ما تكون مبيعات معارض". وقال التشكيلي محمد الشهري إن صالات العرض المتخصصة المحترفة،"معدومة والصالات الموجودة لا تمتلك أية حرفية، وهي مجرد صالات تعرض فقط وهدفها ربحي بحت، وليس تثقيف أذواق الناس وهي لا تهتم بالثقافة الفنية ولا تنقلها إلى المجتمع، ما يؤثر كثيراً في قيمة هذا الفن"، مضيفاً أن الصالات"باتت تأخذ نسباً مرتفعة من ريع الأعمال، إذ ذهب النصف إلى الصالة"، متمنياً أن تنظم الصالات"معارض أكثر احترافية لناحية الإعلان والرعاية والتسويق والتنظيم والتجهيز، كالديكور، فمعظم الصالات عادية جداً، وهي عبارة عن مجرد قاعة فقط، ولا يوجد أي حس جمالي ولا أية إضاءات. الصالات ليست متخصصة وعلى مستوى عالمي، والغالب من جمهور المعارض هو جمهور الفنانين فقط، والسبب عدم الإعلان المرئي، ما يتسبب في عدم تفعيل أي دور لنشاط ثقافي. كما أن الافتقاد إلى المتاحف يؤثر سلباً في أذواق الناس". وقال إننا لا نرى معارض للفن الحديث أو معارض للفن التشكيلي،"فأكبر متحف موجود في جدة قائم على البحر وفي ساحاتها العامة، حيث المجسمات الفنية وأغلبها أعمال فردية بعيدة عن عمل المؤسسات، ولا يوجد أي تنظيم للحركة التشكيلية، كما لا توجد مرجعية للفنان، إن معظم الفنانين يعانون من هذا الإشكال وأطالب بمرجعية للفنان، وبعد ذلك تُفتح الصالات والمعارض حتى تكون هناك قوانين ومرجعيات للصالة وللفنان". غير أن الفنان فهد الحجيلي يرى إن معظم الفنانين الذين يعانون"هم الفنانون المبتدئون، ولا توجد عندهم أية علاقات مع الفن لأن الصالات ترفض الأعمال التي مستواها متدنٍ، فمعظم الصالات لا تعرض بشكل تجاري بحت، بل أصحابها ناس تحب الفن وتتذوقه بشكل راق، ويحاولون نشر الفن الحقيقي"، لافتاً إلى أنه لا يعاني من الصالات،"ولكن بعض الصالات لا توجد عندهم آلية للتعامل ولا صدقية. وبالنسبة للفنان يجب أن يستقر على صالة واحدة، هذا رأيي الشخصي، لأنني لا أحب أن أشتت أعمالي في كل مكان، والفن التشكيلي في المملكة لا يزال بالبدايات. وينقصنا الكثير، إن كل المطلوب على المستوى الرسمي أن ُيفعلوا الجمعيات الخاصة بالفن التشكيلي والمعارض الحكومية"، مطالباً وزارة الثقافة بأن"يكون لها دور فعال جداً، إذ لا يوجد أي تنسيق بين الجهات الرسمية والجهات الخاصة. ونحن كفنانين على المستوى الشخصي، نعمل بكل جد وكل ما نحتاجه هو دعم على المستوى الرسمي". وبينت بعض الفنانات أنه لا يوجد"أي تواصل بين الصالات المحلية والعالم، ولا توجد هناك أجندة مثل بقية الدول، مثلما نسمع من قنوات التلفزيون عن المعارض، التي تقام في دبي مثلاً ويأتون لك بنبذة عن الفنان وعن معرضه ولوحاته، وهذه مهمة الصالة وعلاقتها مع التلفزيون، فالصالة هي من توفر الرعاية والإعلان المطلوب، صالاتنا منفصلة عن العالم تماماً". وتمنين أن يشاهد العالم كله"ما يحصل في المملكة من نهضة تشكيلية، ومعارض فنية تثبت ذلك"، مطالبات بأن يكون مديرو صالات العرض"حاصلين على شهادة أكاديمية في الفن، ليتواصلوا مع الجمهور ومع الفنان بطريقة جيدة". مشيرين إلى أن المشكلة ليست فقط في ارتفاع أسعار الصالات، إنما أيضاً في غياب الجمهور،"إذ لا يوجد إقبال كثير من الناس على الصالات، والآن هناك ظاهرة جديدة وهي عرض الأعمال في الأسواق وهي حركة جيدة، ولكن لا تناسب أي فنان".