تعددت الصالات التشكيلية التي تعرض للفن التشكيلي وتوسع وجودها وخاصة في الرياضوجدة، منها الجاد الذي يهدف إلى خدمة الحركة التشكيلية وتقديم المبدعين، ومنها صالات همها الكسب المادي فقط، كما أن بعض هذه الصالات أغلق لأسباب مجهولة والبعض ما زال يمارس دوره في التنظيم والإعداد للمعارض التشكيلية الجماعية والفردية. الوطن استطلعت آراء عدد من المتخصصين والمهتمين بالشأن التشكيلي لمعرفة رأيهم حول هذه القضية المهمة. النوعية يقول التشكيلي فايز أبو هريس: إن بعض صالات العرض التشكيلية أدت الدور المطلوب منها ولكن على استحياء، بينما هناك صالات أخرى لم تقم بالدور المطلوب منها لأن همها الكسب المادي وهذا من حقها لكن لا يجب أن يتجاوز ذلك الهدف الذي أنشئت من أجله، أما الجانب الثقافي فكان حاضراً في بعض الصالات في السابق أما الآن فلم يعد للشأن الثقافي أي دور يُذكر رغم أهمية تفعيل الجانب الثقافي إلى جانب العرض الفني. التخصص ترى الفنانة الدكتورة عواطف القنيبط أن الحراك الفني التشكيلي في المملكة متميز ومتنوع، غير أن هذا الحراك لا يتوازى مع عدد الصالات والجهد المبذول منها التي تعتقد بأن بعض هذه الصالات ليس لديها لجان متخصصة لاختيار ما يجب عرضه، فأغلب ما يُعرض يخدم المصالح الخاصة لأصحاب الصالات، مقترحة بأن يكون هناك اتحاد أو تجمع لأصحاب الصالات التشكيلية لاقتراح الأفكار والرؤى، وتفعيل الندوات والمحاضرات والورش التشكيلية المتخصصة. المنفعة من طرف واحد يؤكد مدير فرع الجمعية العربية للثقافة والفنون بالطائف التشكيلي فيصل الخديدي أن الصالات ما زالت تقدم ادوار تتباين بين المتوسط والضعيف القائم على المنفعة من طرف واحد، والكسب المادي بغض النظر عن جودة المعروضات، بينما صالات أخرى تقدم خدمات جيده للساحة التشكيلية رغم ندرتها وتمركزها في المدن الكبرى، ومع ذلك ما تزال الصالات التشكيلية أقل في العدد والخدمة مما هو مأمول لدعم الفنون وبأن صناعة التسويق التشكيلي وخدمة العروض التشكيلية تحتاج الكثير من الخطوات. الشفافية تؤكد الدكتوره إلهام الريس (أكاديمية متخصصة في الفنون) بأن الصالات أدت الدور الذي عليها إلى حد ما، ولديها لجان تجيز الأعمال الفنية التي يتم عرضها ولكن لا تعلم مدى مصداقيتها وشفافيتها، كما أنها تتفق مع أبو هريس في أن الصالات التشكيلية لا تهتم بالجانب الثقافي بقدر اهتمامها بعرض المنتج الفني للجمهور، وللنهوض بالصالات التشكيلية. و أوصت الريس بأهمية توفير كوادر متخصصة للإشراف على أنشطتها، وأن يكون لها رؤية واضحة ورسالة وأهداف تروم من خلالها إلى الارتقاء بالحركة الفنية التشكيلية المحلية. تطوير العمل قدم الكاتب والتشكيلي أحمد فلمبان حزمة من المقترحات، أهمها: أن تعمل الصالات على استخراج شهادات توثق للأعمال المباعة ليعرف المقتني مصداقية ما يقتنيه، وإصدار تقارير سنوية بالمعارض والمناشط التي تقيمها، وإنشاء المزيد من صالات العرض المتخصصة الرسمية، إضافة إلى أن تكون الصالات تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، وأن تخضع لمعايير وشروط كصالة عرض فنية، ومن ثم إصدار التصاريح اللازمة لمزاولة عملها المهني، وسن اللوائح والأنظمة والضوابط المنظمة لذلك.
ندرة الاقتناء يتفق الخزاف عمار سعيد مع فيصل الخديدي في قلة صالات العرض مع كثرة الممارسين للفعل التشكيلي واقتصار وجودها في المدن الكبرى فقط، ويضيف بأن بعض الصالات قد أدت الدور المطلوب منها إلى حد كبير إلا أنها بحاجة إلى التركيز على جودة العرض، وتفعيل لجان تمتلك الثقافة العالية والخبرة لاختيار ما يُعرض فيها، وتخفيض الأجر اليومي لإيجار الصالة الذي يثقل كاهل الفنان التشكيلي مع ندرة المقتنين لأعماله وارتفاع نسبة الصالة من مبيعات الأعمال الفنية.