كاد خطأ إداري يتسبب في تبديل جثتي طفلين، فارقا الحياة بعد ولادتهما في مستشفى الملك خالد العام في محافظة حفر الباطن، لولا يقظة والد أحدهما. وكان أب مصري وُلد طفله متوفياً، ذهب إلى ثلاجة الموتى في المستشفى لاستلام جثة ابنه، بيد أنه تفاجأ بأن مأمور الثلاجة يسلمه جثة طفل"خديج"توفي قبل وقته، ووالده بنغالي. بدوره، أوضح مدير الإعلام الصحي والعلاقات العامة في مديرية الشؤون الصحية في محافظة حفر الباطن جوهر الرضيان، في تصريح ل"الحياة"، انه"حدث خطأ في تسجيل الطفلين المتوفيَين في الأوراق الرسمية الصادرة من جناح الأطفال، إذ تم تسجيل الطفلين باسم والدة كل منهما، ووضعا في ثلاجة الموتى الخاصة بالأطفال في مستشفى الملك خالد العام". وأضاف الرضيان، أن"إحدى الجثتين تعود إلى أب مصري، والأخرى إلى أب بنغالي"، موضحاً أن"الأب المصري عند تخليص أوراق الوفاة وتسلم جثمان طفله لدفنه، اعترض على استلام الجثة، لأنه كان متأكداً ان الطفل ليس ابنه، فقام مأمور ثلاجة الموتى بالتدقيق في جثث الأطفال المتوفين في الأوقات القريبة من وقت وفاة الطفل المصري، فاتضح ان الخطأ وقع في تسجيل الأوراق من جانب الممرضات". وأبان أن"صحة حفر الباطن ستقوم بإجراءات التحقيقات، وكشف المتسبب في عملية خلط أوراق المتوفيَين، وسيتم اتخاذ العقوبة المناسبة". وأكدت مصادر ل"الحياة"، أن"مدير المستشفى أمر بتحويل جميع المسؤولين عن هذه القضية إلى التحقيق، واتخاذ عقوبات صارمة في حق من يثبت خطأه، إحداها التوصية بنقل تأديبي لأحد الذين كان لهم الدور الأكبر في القضية". وحاولت"الحياة"، التواصل مع مدير المستشفى الدكتور خضر الظفيري، غير أنها لم تستطع ذلك، لتعذر الوصول إليه، بسبب عدم رده على الاتصالات. وأوضح مدير الشؤون الصحية مطلق الخمعلي، ل"الحياة"، أن"الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات، طالما أن المسألة مجرد خلط في الأوراق، فبالتأكيد أن الخطأ للموظف، وسيحال إلى التحقيق، وسيعاقب بحسب نظام الخدمة المدنية المندرج تحت مادة"معاقبة مخالفة الموظفين للإجراءات الورقية". وأفادت المصادر ذاتها، أن"الأب المصري تفهم وتقبل الموقف، ولم يبدِ اعتراضاً كبيراً، خصوصاً أن الطفلين حديثي الولادة، وأحدهما"خديج"، والآخر جاء إلى الدنيا في ولادة طبيعية، وقد تم دفن الجثتين في وقت لاحق". وتعيد هذه الحادثة، إلى الذاكرة ما شهده مستشفى نجران، حين تم تبادل طفلين حديثي الولادة، أحدهما سعودي والآخر تركي، ولم يكتشف التبادل إلا بعد مضي سنوات. وشددت وزارة الصحة في أعقابها الأنظمة والإجراءات المتبعة في غرف الحضانة والولادة، لمنع حدوث الخلط. فيما شددت في وقت لاحق الإجراءات، بعد وقوع حوادث خطف محدودة للأطفال، وقعت إحداها في مستشفى في الرياض، والأخرى في الجوف.