في كل الخيارات التي أتيحت لم يكن بمقدور النصر أن يقارع الهلال، هناك فوارق كثيرة تصب في مصلحة الهلال، ومتى اعترف النصراويون بذلك فقد يتغلبون على الكثير من النواقص التي تجعل منهم فريقاً يصل إلى البطولات لا أن يكون تفكيرهم منحصراً في الفوز على فريق محدد بعينه، ومتى ما أراد الفريق النصراوي الفوز على الهلال الذي أصبح يشكل لهم قلقاً غير عادي في السنوات الأخيرة، فأنه من الصعب على النصراويين أن يقدموا لجماهيرهم النموذج الأمثل في كيفية تطويع الهلال كما كانوا يفعلون سابقاً. الفروقات بين النصر والهلال أصبحت واضحة وهي بالطبع تصب في مصلحة الهلال، تكشفها على الأقل ال10 مباريات الأخيرة بين الفريقين، ولعل هناك ثمة بارقة أمل نصراوية تسطع من بعيد بعد أن تولى الأمير فيصل بن تركي العديد من ملفات الفريق النصراوي كنائب للرئيس، ولعل تحركات النصراويين الأخيرة تشير إلى قدرة الفريق النصراوي في العودة إلى مقارعة كل الفرق على حد سواء شريطة أن تستمر الحماسة كما هي الآن، ويقول الأمير ممدوح بن عبدالرحمن عقب نهاية مباراة الهلال الأخيرة، إنه يرى في النصراويين عدم اتفاقهم على النصر من خلال تباين آرائهم حوله، وهو يسعى مع من يسعى إلى توحيد الصف النصراوي في القريب العاجل، تلك من الأمور المكشوفة في نادي النصر من أمد طويل، وستظل هذه المشكلة قائمة وحجر عثرة في طريق كل تطور نصراوي يخطط له، ونجزم هنا أن استقالة نائب نادي النصر الأمير الوليد بن بدر هي من الأمور التي تكشف الحال الذي وصل له النصر وهو يعاني من شق الصف الأصفر، فليست الظروف الخاصة هي التي تمنع قامة نصراوية من العمل ما لم تكن هناك مؤثرات حسية جعلت من الرجل يختار النصر على أن يدخل مع بعضهم في حوارات بيزنطية الخاسر الأكبر فيها الكيان ويترجل من أجل عيون النصر، والمشكلة ليست في شخص محدد بل إنها في مجموعة مترامية لا بد من العمل على جمعهم على كلمة النصر أو على الأقل تحييدهم بعيداً عن الشأن النصراوي. الكل يعرف أن مشكلة الفريق النصراوي ليست هلالية وليست اتحادية ولا هي من أي طرف خارجي آخر، هي مشكلة نصراوية - نصراوية، ففي البيت النصراوي ومن داخله تحديداً هناك من لا يجيد سوى التنظير والدفاع المستميت عن الأخطاء المتكررة، بينما غيرهم يعمل وفق أجندة محددة وواضحة متفق عليها مسبقاً من كل أطرافها. انتظروا فقط أيام قليلة ليظهر بعض النصراويين في التشكيك في بعضهم ليبدأ تصنيف جديد للوضع في النصر ليس فيه سوى مضيعة للوقت، وهذا ديدنهم عندما يفوز عليهم الهلال، فالهلال ليس بأقل من نجران مع احترامنا للجميع، لكنها عقد مستمرة وسوف تستمر ما دام أن هناك نصراويين يريدون هذا ولا يريدون ذاك، إن قلوبهم صوب النصر مشتتة. كل الجماهير النصراوية كبيرهم وصغيرهم، يؤمنون بالحماس والنشاط والتشجيع الذي يبديه الأمير فيصل بن تركي ومن معه من القلة القليلة بمستقبل النصر بينما الغالبية الغالبة مع الأسف ينظرون وينتقدون نقداً ليس بهادف ولا حتى بناء في وقت يتسابق الجميع على نيل مراتب الشرف العليا، كنا هنا نود إن نتحدث عن فوز نصراوي زفه الينا بعضهم، لكن مثل هذا الحديث مؤجل إلى أن يحدث الفوز المنتظر. [email protected]