في النهائي اليوم كل الاعتبارات واردة حتى ولو كانت بحضرة الهلال الطامع في كل بطولات الموسم بحسب ما أعلن من قبل الهلاليون أنفسهم، وليس صحيحاً ما يتردد بأن النصر عندما يخسر الكأس يكون رد فعل النصراويين عنيفاً، ربما أخّر الكثير من مخططات المستقبل، كما انه ليس من المنطق التحدث عن أن النصراويين أكثر تعلقاً من الهلال بالفوز، وان فرحتهم ستكون مبالغاً بها إلى الحد الذي يمكن أن تكون فرحة هستيرية، فالنصر وهذا واقع الحال مثله مثل الهلال في مسألة الكسب، ربما يخسر الهلال الكأس ويخسر"الدربي"ويخسر من المنافس والجار، وهذه أمور ليست سهلة على الهلاليين ولا تحتاج إلى تعليق أكثر، فنياً ربما يكون الهلال أقدر على حسم هذه الموقعة، وإن حدث ذلك فلن تكون بالسهولة المطلقة، إلا في حال وجود ظروف ما تحتم على أن ينحني النصر أمام الهلال، ولن أقول إن فوز النصر من مصلحة الكرة السعودية ومنافساتها المحلية، وان كان هذا موضوع يحمل من الصحة الشيء الكثير من اجل تعادل القوى في المنافسة على البطولات بعد ان غاب النصر عنها طويلاً، لا أعتقد أن خسارة النصر الواردة اليوم ستكون نهاية المجد النصراوي الذي جعل الغالبية يتعلقون به، فالجماهير النصراوية لم تأت الى هذا النادي من فراغ، جاءته من أبواب كثيرة، لعل أهمها سيطرته على البطولات سنوات طويلة وتفرده بالامتياز عقداً من الزمن، اليوم ربما يكون دور الجماهير النصراوية أكثر تأثيراً من اللاعبين في الملعب إن هي حضرت بكثافة وساندت بقوة، كما حدث في نهائيات كثيرة كانت الجماهير النصراوية العامل الأبرز فيها، ومثل جماهير النصر من الصعب أن تسلم بالخسارة بسهولة حتى وان كان الحاضر المواجه هو الهلال، ثمة بريق أمل في تجديد العهد النصراوي بالبطولات، وان صار ذلك فإن النصر سيفرض الكثير من الوقائع الجميلة على بساط الكرة السعودية، فوز النصر اليوم سيمكنه من العودة من جديد لملامسة الإنجازات المقبلة، لأن ذلك متوقّف على دفعة قوية كالفوز بكأس هذا المساء، الحظ والفوز كثيراً ما وقف مع الهلال في السنوات الأخيرة ضد النصر، وكل ما يأمله النصراويون اليوم أن يكشر الفريق عن أنيابه أمام الهلال هذه الليلة، على النصراويين ألا يحترموا الفريق الهلالي فقط، عليهم أن يحترموا هذا الفريق المتمرس ألف مرة إن أرادوا تركيعه وكسبه والفوز عليه، ونجزم هنا بأن فريقاً مثل الهلال لن يفوت ضربة مؤلمة توجه الى النادي الذي وقف أمامه كثيراً في سنوات مضت لا يزال البعض يتغنى بها الى هذا الوقت، فالهلال أمام النصر تحديات لا يمكن البوح بها إلا من خلال دقائق المباراة، يهم الهلال الكسب كما يهم النصر، تعادل في الرغبات وتعادل في التحضيرات وتعادل الآمال، لكن من يكسر هذا التعادل سيكون الناجح الأكبر. [email protected]