مهداة إلى الدكتور غازي القصيبي عُدْ لِلأرائِك يا "محمدُ" والضَّريحُ لكل شاعرْ أسفىً عليَّ ومَن تودِّعُ حينَ تلتهبُ المشاعرْ أسفاهُ والعَبَراتُ من حُممٍ تَحَدَّرُ في المحاجِرْ أسَفاهُ بركانٌ تفجَّرَ بالذي خَنَقَ الحناجِرْ أسفىً لِتَنْتَفِضَ القصائدُ كالحجارةِ والخناجِرْ اللهُ أكبرُ يا "محمدُ" إنَّ هذا القرنَ فاجِرْ اللهُ أكبرُ. لم يعُدْ في العالمِ المفضوحِ زاجِرْ اللهُ أكبرُ أيها الطفل المَضَرّجُ من تُشاجِرْ؟ قَذَفَ الجحيمَ عليكَ من سوقِ الخيانةِ كلُّ تاجِرْ هاجِرْ "محمدُ" من حياة الذلِّ والإرغامِ، هاجِرْ فبُكاكَ بُشرى. وانحناؤكَ ثورةٌ. والصمتُ هادرْ غادرْ، لأرحبَ من مَلاذ اليأسِ خلفَ أبيكَ، غادرْ غادرْ فليسَ يجوزُ إلا أن تموتَ بسهمِ غادر. سَتَظَلُّ تنزفُ يا "محمدُ" في الصحائفِ مِنْ بوادرْ سَتَظَلُ تهتفُ للجهادِ: ألا بمعتصمٍ يُبادرْ؟ أنتَ المواردُ للعزائمِ في الهزائمِ والمصادرْ لن يحجُبَ الطغيانُ من قَبَسٍ توهَّجَ أو يُصادِرْ قَلْ: أيها الجبناءُ عن قَدَرٍ. فإنَّ اللهَ قادرْ قل: أيها المَيْتُ المحنَّطُ أو يُنازِعُ ما تُحاذرْ قل انه لن يَعذُرَ المنقوشَ في الكرسيّ عاذرْ قل يا "محمدُ" ما تشاءُ فقدْ أمِنتَ من المحاظرْ قلْ: إنَّ للعُميانِ هذا اليومَ في مَرءاكَ ناظرْ أوَ ليس أفصحُ من لسانِ مُخضرمٍ هذي المناظِرْ؟ أوَ ليسَ من وأد البراءةَ في عيونِ الناسِ حاضِرْ؟ أو ليسَ يخطُرُ للمروءةِ يا "محمدُ" منكَ خاطرْ؟ أبلِغْ شعوبَ الأرضِ عن "طِفْلِ الحِجَارَةِ" إذ يُخاطرْ أبْلِغْ بني الإسلام في دَعَهٍ بإعصارِ المخاطرْ أبْلِغْ "دُعاةَ السِّلمِ" عن غضبٍ من الشهداءِ ماطرْ أبْلِغْ بإحدى الحُسْنَيَيْنِ بملءِ رسمك: من يُشاطرْ؟ أبْلِغْ فإنَّ بألفِ ألفٍ ألفِ قد يشتاقُ ظافرْ لو أنهم وضعوا السلاحَ لحرَّر "القدسَ" الأظافرْ لو أنّ كل المسلمينَ "تشهَّدوا" لم يبقَ كافرْ لو سافروا للمسجدِ الأقصى فريقاً، لم يُسافرْ زِدْنا "محمدُ" صورةَ التَّثبيتِ فالخِذلانُ وافرْ غفرَ اليهودُ ذيولهمْ وتركتَ وجه القُبحِ سافرْ فرأيتُ "شرمَ الشيخِ" تقلِصُ في الدماء لها مَشافِرْ ورأيتُ أخدودَ التفاوض مثل جرحِ الشعرِ غائرْ ورأيتُ من حرَفوكَ تَضْفِرُهمْ بمأتمِكَ الصغائرْ ورأيتُ حكماً للوفاق، ألم يكن إبليسُ جائرْ؟ ورأيتُ "فاجعةَ العروبةِ" إذ توارَدَتِ العشائرْ في "قِمَّةِ التَّنْديدِ" هاويةٌ فقد دفنوا البشائرْ في "هبَّةِ الأقصى" المهيب تكشَّفَتْ سوُءاتُ بائرْ رُصّوا العهودَ على الموائدِ لم يزل "شارونُ" حائرْ بقر السلام تشابهت إبَّان مذبحةِ الضمائرْ إبَّان عضَّ على النفوس نواجذٌ من غيظ ثائرْ زِدنا "محمدُ" صحوةً إنَّا تدورُ بنا الدَّوائرْ إذ نشهدُ "الخنزيرَ" نافِثَ رجسِهِ "للقدسِ" زائرْ سَفَّاحَ "صبرا والدِّيارِ" وقد تَدَنَّستِ الشعائرْ مَسخاً "بأولى القبلتينِ وثالثِ الحرمينِ" سائرْ جيشاً تَلَذَّذَ بالأنِينِ فَتِلكَ يا "عربُ" الخسائرْ في الموطنِ العربيِّ في مَسْرَى النَّبِيِّ فما الذَّخائِرْ؟ طفحَ الصبيُّ ويبصُقُ الحجرُ الأبيُّ بوجه خائرْ وتَساقَطَ "الزيتونُ" جَمْراً و"الحَمامُ" أخسُّ طائرْ أيموتُ ما يطأ اليهودُ و"حائطُ المبكى" ستائرْ؟ ماذا تراقبُ أمَّةٌ أمَةٌ. وماذا بعدُ صائرْ؟ صبراً فإن العُنْفَ جُرمٌ. أم سَنَصْطَبِرُ المقابرْ؟ صبراً "فراعيةُ السلام" تكيلُ لَعْنَتَها لصابِرْ صبراً "فغزةَ" أو "أريحا" عَظْمَتانِ لِمَنْ يُثابِرْ صبراً وإلا سوف تنفُخُ في الرَّميم بكل دابرْ صبراً "فَحَقُّ الفردِ" منتهكٌ فلا طفلٌ يكابرْ وتُحذِّرُ "العُظمى" صبياً يُرهبُ الجيشينِ عابرْ ليس "المَدافعُ" كالحصى. سُدُّوا على الشبلِ المعابِرْ كم أفزع "المقلاعُ" طائرةً وظلمُ "الهودِ" غابرْ ... غلبَ البكاء على "الولايات" الرَّؤوفةِ في المنابرْ! فَلتْوقفوا الإرهاب ليس لخدش "إسرائيلَ" جابرْ واستَرْسَلَ البهتانُ مما تقشعرُّ له الجبابرْ يا أمَّةٌ فَضَحَ السكوتُ لِفُحْشِ بَهْرَجِها... مَخابرْ ما بالُ جيشِ محمدٍ ما بالُ قادتِهِ الأكابرْ ماذا يهُزُّ أولي الحميَّةِ حول "خيبرَ" من كبائرْ؟ ماذا تبقَّى يستَفِزُّ الثَّأرَ. نُكِّستِ البصائرْ العارُ صمتُ الأرذلينْ وكلُّ "بادِرَةٍ" جرائرْ والعارُ في نجوى الأذِلَّةِ يوم تعريةِ السرائرْ والعار في خُطَبِ الشُّذوذِ فقد "تَهَوَّدََ" كلُّ وازِرْ والعار ما هَدَرَ "التفاوضُ" و"العناقُ" من المجازرْ العارُ "حِطَّةُ" "هيئةِ الأممِ" الغُثاءِ فمن توازرْ؟ ماذا يُحرِّفُ "مجلسُ الأمنِ" اللعينِ. ومن يشاورْ؟ ما لون أنهارِ الدماءِ ليكتبَ "الفِيْتو" مُحاوِرْ أوَ يشربُ "الأعضاءُ" منها نَخْبَ "كونغرسٍ" مُجاورْ فَلَعَلّها بيضاءُ. بل قالوا تعددتِ المَحَاورْ ولَعَلّها صفراء تجري. والظنونُ بها تُساورْ قلْ يا "محمدُ" إنها حمراءُ "فالتَّقْرِيرُ" شاغِرْ قلْ: إنما يغلي دمُ الشهداءِ من رَفَثِ الأصاغِرْ قلْ: إن هذا "المجلسَ" الأفَّاكَ زنديقٌ و"عاهرْ" شاهتْ وجوهُ الدائمين عليه من تلك المظاهِرْ ... رفقاً بنعلِكَ يا "محمدُ" إنَّ هذا النَّعلَ طاهِرْ سيقول لي أهل "السياسةِ": كُفَّ. هذا الشتْمُ ظاهرْ إنَّا نخافُ فكيف تصرخُ ولْنَمُتْ ذُلاً... لقاهرْ لا يصرخُ القَتْلى. وإن حُشرتْ دموعُكَ لا تُجاهر سأقولُ: "حيَّ على الجهادِ" لهذه العوراتِ ساترْ سأقولُ: وا "حِطِّينُ" ثم الطينُ يسترُ كلَّ عاثِرْ حِطِّينُ للجرحى تئنُّ وساحةُ "الأقصى" مآثِرْ حِطِّينُ للأطفالِ عُزلاً يُقتلونَ بكبدِ قاصِرْ حِطِّينُ للثَّكْلى تناشدُ بالعقيدةِ والأواصِرْ حِطِّينُ للحزنِ القديم و"صورةِ" البَطْشِ المعاصرْ حِطِّينُ وعدٌ في "فِلَسْطِينَ الخلاصِ" لكلِّ ناصرْ قد يخجلُ الأحياءُ بعدَكَ يا "محمدُ" إذ تُفاخِرْ قد يُبصرُ الشعبُ الضريرُ طريقَك الأبدِيَّ زاخرْ فتُسَجَّرُ العبراتُ ناراً والشجونُ بها مواخِرْ مهلاً "محمدُ" كي أجيبَ عن "الختامِ" ولستُ ساخِرْ أنا ما ابتدأتُ. لَئِنْ بَدَأتُ فليسَ "للبركانِ" آخِرْ. الرياض - رجب 1421 ه * شاعر يمني.