يتمركز مفهوم هذا العنوان حول سؤال مهم هو: كيف نجعل حُسن أعمالنا في شهر رمضان انطلاقة لما بعده؟! قبل الإجابة نسأل: كيف نؤهل أنفسنا لكي نجعل شهر رمضان نقطة إنطلاق للتغيير لتقوية العلاقة مع الله سبحانه؟! الإجابة بدايةً بأن التغيير موضوع حيوي، فمن منا لا يريد أن يغير بل ويرتقي بمستواه العلمي أو الثقافي أو النفسي أو الأسري أو الاقتصادي أو الاجتماعي إلى أعلى المستويات . هُنا نطرح خطوات عدة واقعية للقارئ، ليفتح له أبواباً للبحث والمعرفة والاستطلاع من خلال خمسة محاور هي: أولاً: الرغبة الحقيقة في التغيير ، فهناك كثيرون يقولون إنهم يريدون أن يتغيروا لكن في قرارة وأعماق أنفسهم هم لا يريدون ذلك. ثانياً: اتخاذ القرار... لا بد أن يكون الإنسان متدبراً لعواقب أي قرار يتخذه، من خلال درس وتخطيط عميقين، إن التغيير لا يأتي من الخارج بل من الداخل، ولذلك لا شيء يصعب أمام الإرادة، فالله تعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ. و لذلك تقرأ في خطبة الحبيب المصطفى"صَلى الله عليه وآله وسلّم"لاستقبال شهر رمضان "عملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب فسلوا ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامكم وتلاوة كتابه"إذاً الشرط هو النِيَّة الصافية والقلب النقي الذي لا يشوبه ريب. ثالثاً: معرفة كيفية مبادىء التغيير و استراتيجياته... هُنا ينبغي أن يكون مبنياً على معلومات صحيحة، البحث عبر سؤال المشايخ والعلماء و الكتب الدينية وشبكة الإنترنت .. رابعاً: التطبيق... هناك أناس يعرفون كيف يتغيرون لكنهم لا يطبقون فهم لا يتغيرون. فالتطبيق فقط هو الذي يأتي بالنتائج، هناك أناس يحسنون الكلام لكنهم لا يحسنون التطبيق، والتطبيق بإصرار وعزيمة بعد معرفة الطريق الصحيح هو الذي يأتي بالنتائج المرجوة. خامساً : قيّم ما قمت به بعد أن تنتهي من الشهر الفضيل وتطبيق ما رسمته في الخطة، اجلس مع نفسك جلسة تقويم واحسب الذي حققته في خلال هذه الفترة، إذا حققت 50 في المئة فأقل فارسم خطة اقل وابدأ من جديد فلا يأس مع الحياة"استعن بالله وتوكل عليه واطلب التوفيق منه لأنه تبارك وتعالى أهل لذلك ولا تعجز"قم فأبدأ من جديد، فالذي يخطط ولا يحقق كل ما خطط له خير من الذي لا يخطط بتاتاً لأن الذي لا يخطط لا يصل أصلاً، إذا حققت 51 في المئة إلى 70 في المئة فهذا جيد وأنت من المنجزين والمحققين لأهدافهم، وإذا حققت أكثر من 70 في المئة فأنت من المميزين والمنجزين بكثرة. نسأل الله لنا ولكم أن نكون من الذين قد استعدوا لقدوم رمضان وغيّروا أنفسهم خلال هذا الشهر الفضيل، فمن علامات القبول هو انشراح الصدر واستمرار العمل