هي خطوة جيدة، إذ أتاحت بعض غرفنا التجارية الصناعية الفرصة للمرأة في بلادنا بالمشاركة في انتخاباتها لشغل مناصب في عضوية مجالس تلك الغرف... وليت هذه التجربة استمرت وتوسعت بحيث تشمل بعض القطاعات الخدمية كالمجالس البلدية ? ومراكز جمعيات الأحياء وغيرها ? وعلى رغم أنها تجربة وليدة وحديثة العهد، لكن ما نشهده على أرض الواقع في تلك الغرف التي شاركت المرأة في عضويتها عن طريق الانتخابات لم تكن بالتجربة الكافية والناجحة، بل كانت مشاركتها رمزية لم تسفر عن شيء يذكر سوى القول والتأكيد بأن المرأة قد شاركت. أما من وجهة نظري الخاصة فإن مشاركة المرأة في عضوية مجالس تلك الغرف عن طريق الانتخابات لم تكن فعالة، ولعل بعض فتياتنا اللواتي فزن يعتقدن أن الهدف من مشاركة المرأة في الانتخابات وفوزها فيها ان يضاف ذلك إلى قائمة سيرتهن الذاتية، بينما الهدف من وراء ذلك هو أن نستمع إلى وجهة نظر الجنس الناعم في أبرز قضايانا، وألا نتحدث نيابة عنهن، وأن يستهدف الحوار الرأي والرأي المضاد بكل شفافية وصراحة، والا نخفي رأي المرأة عن الوضوح، لا سيما أن هناك من يزعم ويقول: قد لا ينتظر البعض خيراً من وراء هذه الانتخابات، ويتخذ من حرمان المرأة من الإدلاء بصوتها مؤشراً على ذلك، وأقول لهؤلاء الرافضين لمشاركة المرأة في بلادنا في بعض الانتخابات بأن المرأة السعودية أثبتت مقدرتها في ما أنيط بها من مراكز وخدمات وفعاليات، بل ووصلت إلى درجات مرموقة بين نساء العالم، أما عدم إتاحة الفرصة للمرأة للإدلاء بصوتها فهو مسألة وقت، تتداخل فيها عوامل كثيرة، منها على سبيل المثال بطء المجتمع الذي ينادي بضرورة التغيير، في عصر أصبح العالم فيه وكأنه غرفة واحدة، ومن هنا فإن منع أو حظر انتخابات المرأة سيكون ضرباً من الظلم لأنه حق من حقوقها. أما الهدف من مشاركة المرأة في الانتخابات، بأن تكون فاعلة وجيدة وأن نستمع إلى وجهة نظرها ونعرف ماذا تريد أن تقول! أعود إلى استبيان أجرته الحكومة الكويتية، تبين، وبحسب ما صرح به أحد أعضاء الامة الكويتي لإذاعة لندن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن 72 في المئة لا يوافقون على مشاركة المرأة في الانتخابات، ولكن ماذا يضر المجتمع لو ترك الفرصة للمرأة بالمشاركة في انتخابات بعض القطاعات، فالمرأة اليوم غيرها في الماضي، إذ تطورت بحكم العصر وأصبح لها دور كبير في جهود التنمية، فالمرأة اليوم لم تعد مجرد ربة بيت، بل هي سيدة أعمال ومن الطبيعي أن يكون لها مشاركة في انتخابات مجالس الغرف التجارية الصناعية، وهي أيضاً كاتبة وأديبة ولابد أن يكون لها دور في مجالس الصحف ووسائل الإعلام، وهي كذلك طبيبة ومعلمة واختصاصية نفسية ومن الطبيعي أن يكون لها دور في هذه المهن سواء عن طريق الانتخابات أم غيرها. إن المرأة في بلادنا بعد أن أصبحت فاعلة في المجالات كافة تحتاج إلى تفعيل هذا الدور أكثر بأن تصبح عضوة فاعلة، على ضوء التقارير الاقتصادية التي تؤكد بأن نسبة إسهام المرأة السعودية في إجمالي قوة العمل السعودية 5.5 في المئة معظمها تتركز في المجالين التعليمي والصحي، بنسبة 90 في المئة من القوى العاملة النسائية كما تشكل النساء نسبة 14.11 في المئة القوى العاملة في المملكة، ويمتلكن نحو 20 في المئة من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية، ونحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة. وتبلغ نسبة استثمارات المرأة السعودية نحو 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص في المملكة، وهناك قرابة 43 ألف سجل تجاري بأسماء سيدات أعمال في مختلف مناطق المملكة، وإزاء هذا الكم الهائل من الاستثمارات النسائية السعودية، فلقد أصبح لزاماً بأن يكون للمرأة السعودية دورها الفاعل، وأن يتم تهيئة الفرصة لها لخوض الانتخابات النسائية في بعض القطاعات، ولكن بشرط الالتزام بالعادات والتقاليد العريقة. [email protected]