سمحت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض لسيدات الأعمال بالترشح في انتخابات الغرفة في دورتها ال15 المقبلة، لتحذو حذو غرفة جدة التي كانت الأولى في منح سيدات الأعمال حق الترشح والاقتراع. وقوبل القرار بترحيب كبير من جانب سيدات الأعمال في غرفة الرياض، واعتبر عدد منهن أن القرار نقلة كبيرة وخطوة مهمة لسيدات الأعمال، مع تنامي دورهن في مجال الاقتصاد، إذ تقدر رؤوس لأموال السيدات في السعودية بنحو 60 بليون ريال. وتشكل النساء نسبة 14.11 في المئة من القوى العاملة في المملكة، ويمتلكن نحو 20 في المئة من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية، ونحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة. وتبلغ نسبة استثماراتهن نحو 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص في المملكة، وهناك حوالى 43 ألف سجل تجاري بأسماء سيدات أعمال في مختلف مناطق المملكة. وقالت سيدة الأعمال امل بنيس ل"الحياة"، إن هذا التوجه ايجابي في ظل وجود عدد كبير من سيدات الأعمال اللاتي لديهن الرغبة في الترشح، بعد أن كان دورهن مقتصراً على الاقتراع، مشيرة الى أنها سترشح نفسها في الانتخابات المقبلة وتأمل بالفوز بمقعد في مجلس الادارة. وأشارت إلى أن سيدات الأعمال السعوديات اثبتن قدرتهن ومكانتهن، ليس على مستوى السعودية فقط، وإنما على مستوى سيدات الأعمال في عدد من دول العالم، وهذا يعد دافعاً لهن للدخول في الانتخابات بشكل قوي. وأكدت بنيس أنها كانت تنظر الى الترشح لمثل هذه الانتخابات بشيء من الاستحالة في الفترة الماضية، بسبب الأنظمة التي كانت تحد من دخولهن في كثير من المجالات، واليوم أصبح الأمر واقعاً ويجب أن يطبق بما يتوافق مع قدرة ومكانة سيدة الأعمال السعودية. من جهتها، قالت سيدة الأعمال هنادي مرزا ل"الحياة"إن هذا التوجه سيكون عاملاً مساعداً ومهماً لكثير من سيدات الأعمال في المملكة، لافتة إلى أن سيدات الأعمال بحاجة إلى من يضع لهن الانظمة والبرامج المتعلقة بعملهن في مختلف المجالات الاستثمارية. وتوقعت أن تشهد الانتخابات إقبالاً كبيراً من سيدات الأعمال، خصوصاً ان مثل هذا التوجه كان يناقش بشكل مستمر في الوسط النسائي، ما يؤكد أن العمل النسائي أصبح يمثل قوة كبيرة في مختلف القطاعات الاقتصادية. وبينت مرزا أن الأنظمة والعادات والتقاليد كانت السبب في تأخر دخول سيدات الأعمال في عضوية كثير من مجالس قطاع العمل في المملكة، على رغم وجود شريحة كبيرة منهن يمتلكن مكانة كبيرة وقدرة على التخطيط وتلمس حاجات سيدات الأعمال في المملكة. ويأتي ذلك عقب أن شاركت سيدات الأعمال السعوديات في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في جدة، بعد موافقة وزير التجارة والصناعة عليها، وشهدت الغرفة إقبالاً نسائياً كثيفاً للتصويت للمرشحات لعضوية مجلس الإدارة، واستطاعت سيدتان تحقيق الفوز، وهو ما اعتبر حدثاً غير مسبوق منذ تشكيل غرفة تجارة وصناعة جدة قبل 60 عاما. من جهته، أكد الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في الرياض حسين بن عبدالرحمن العذل، أحقية سيدات الأعمال في الترشح والاقتراع في انتخابات مجلس إدارة الغرفة للدورة المقبلة، المقرر عقدها في شهر شوال المقبل وليس الاقتراع فقط. وأكد أن نظام الغرف التجارية لا يميز بين المشتركين في الغرف من رجال وسيدات أعمال، وأن الفرصة متاحة وممنوحة للجميع بالتساوي. وبيّن أن الغرفة ملتزمة بتوفير المناخ المناسب لمشاركة المرأة بفعالية في مجلس الإدارة وفق الضوابط الشرعية، مشيراً إلى أن للغرفة تجربة ناجحة بكل المقاييس في افتتاح الفرع النسائي، الذي يسهم في تعزيز مشاركة المرأة السعودية في الأنشطة الاقتصادية وتسهيل السماح لها باستصدار التراخيص الخاصة والإسهام في تحسين وتطوير بيئة العمل المتاحة لها في منطقة الرياض من الناحية النظامية والقانونية، من خلال الرفع إلى الجهات المختصة والحث على تطوير هذه الأنظمة بما يزيد من فاعلية وأداء قطاع الأعمال النسوي، وتمكين المرأة من أداء مهامها وتطلعاتها في بيئة تحفظ لها خصوصيتها. وأهاب بسيدات الأعمال المشتركات في غرفة الرياض بممارسة حقهن في الترشح والانتخاب في مجلس الإدارة المقبل، مؤكداً أهمية هذه المشاركة، خصوصاً أن سيدة الأعمال السعودية أثبتت نجاحاً وتميزاً في ميدان الأعمال، وأسهمت بشكل بارز في جهود وخطط التنمية. وأضاف العذل أن الأمانة العامة للغرفة بدأت استعداداتها المبكرة للانتخابات، إذ شكّلت لجنة داخلية للتحضير والإعداد لعملية الانتخابات، وتوفير كل الامكانات والتجهيزات التي تهيئ أفضل الأجواء لممارسة عملية الانتخاب بطريقة سلسة وملائمة والتسهيل على المشاركين في عملية الاقتراع واختيار ممثليهم في مجلس الإدارة المقبل بطريقة سليمة وصحيحة. ولفت الى أن غرفة الرياض لديها سجل ناصع ومشرف في مجال ممارسة العملية الانتخابية لاختيار مجالس الإدارة التي كانت تتم في أجواء شفافة وشديدة الحيادية وإتاحة الفرصة المتساوية للجميع.