سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد ل"الحياة" أنه لم يدعم ابنته في الانتخابات ... وأن "المجاملات" لا تحسم فوز المرشحين . الجريسي بعد تنصيبه رئيساً ل"غرفة الرياض": ضغوط رجال الأعمال سبب ترشيحي ... وحان "وقت الشباب"
أعلن رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الرياض عبدالرحمن الجريسي عن اعتماده شعاراً يهدف إلى"دعم الشباب"، وإعطائهم الفرصة في تطوير خدمات الغرفة خلال الدورة المقبلة. وقال خلال حديثه الى"الحياة"عقب اختياره مساء أول من أمس رئيساً لمجلس الغرفة للمرة الخامسة التوالي:"بعد الانتهاء من إحلال عدد من الشخصيات الشابة في الإدارات التابعة للغرفة، حان الوقت لدعم هؤلاء الشبان والاستفادة من أفكارهم المتطورة". وكشف الجريسي عن معلومات تؤكد"أن السبب الرئيسي في تغيير قناعته بعدم الترشيح لانتخابات الغرفة يعود إلى ضغوط مارسها عليه عدد من رجال الأعمال السعوديين"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لم يتدخل في ترشيح ابنته للانتخابات ولم يقدم لها أي دعم، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وهنا نص الحوار: أعلنت في فترة سابقة عدم رغبتك في الترشح لعضوية مجلس إدارة غرفة الرياض، لكنك تراجعت عن قرارك ورشحت نفسك، ما أسباب هذا التغيير المفاجئ للأوساط الاقتصادية؟ - عندما قررت عدم ترشيح نفسي لعضوية مجلس إدارة الغرفة، التي رأستها لأربع دورات سابقة، كنت أهدف إلى إتاحة الفرصة لأسماء جديدة، تملك القدرة على دعم وتطوير النشاطات التي تقدمها الغرفة لقطاع الأعمال، خصوصاً بعد أن توصلت لقناعة بأنني أديت جزءاً من الواجب الموكل اليّ لخدمة هذا القطاع، وبصراحة كنت متمسكاً بهذا القرار، لولا الضغوط التي تعرضت لها من بعض رجال الأعمال خلال لقائي بهم في عدد من المناسبات الاقتصادية، إذ طالبوني بخوض الانتخابات، والاستمرار في خدمة قطاع الأعمال عبر عضوية مجلس إدارة غرفة الرياض. هل كانت الضغوط محصورة على رجال الأعمال، أم تعرضت لضغوط أخرى من شخصيات حكومية أو قريبة من صناع القرار؟ - لا لم تكن هناك أي ضغوط من شخصيات حكومية، بل هي مطالبات من زملائي ممثلي القطاع الخاص، وتهدف إلى حثي على الترشيح وأداء واجبي الوطني، في ظل توافر الأدوات المناسبة. في ظل المتغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم حالياً، ما الاستراتيجيات التي ستركز عليها في إدارة غرفة الرياض؟ - سنعمل على إحلال مجموعة من الشبان السعوديين، حتى نستطيع أن نمزج بين الخبرة وروح الشباب، لتحقيق أهداف عدة منها تطوير غرفة الرياض، والاستمرار في تميزها، وإيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع المستجدات المحلية، والإقليمية والعالمية، بصورة تنعكس بالإيجاب على قطاع الأعمال، وكذلك الحرص على تكوين بيئة جيدة تضمن سرعة نقل آرائهم ومقترحات رجال الأعمال إلى صناع القرار في البلاد، إضافة إلى إطلاق آليات تعزز مشاركة السعودية في الفعاليات العالمية، لإبرازها كشريك مؤثر لجميع دول العالم. عالمياً شعار التغيير أصبح السمة الأبرز لهذا العصر، ما شعار مجلس إدارة غرفة الرياض في دورته المقلبة؟ - سننتهج شعار دعم الشباب، فنحن في غرفة الرياض انتهينا من مرحلة التغيير، وذلك بوجود بعض الأسماء الشابة في عضوية مجلس الإدارة، وفي الأيام المقبلة سنركز على الاستفادة من أفكارهم المتطورة في دعم النشاطات التي تقدمها الغرفة لقطاع الأعمال، مع الأخذ في الاعتبار دعمها بما يتناسب مع طبيعة المستجدات العالمية والاقتصادية. المرأة فشلت في انتخابات غرفة الرياض، ونجحت في انتخابات غرفة جدة، في رأيك لماذا هذا الفشل؟ وهل لطبيعة المجتمع دور في ذلك؟ - لا اعتقد أن للبيئة دوراً في عدم نجاح المرشحات لعضوية مجلس الإدارة، فالبيئة الاجتماعية متماثلة في جميع المناطق السعودية، ومن هنا أتوقع أن السبب الرئيسي لعدم نجاح المرأة في انتخابات غرفة الرياض يعود إلى أن لديها غرفة تجارية متكاملة، تقدم نشاطات ملحوظة، وتستقطب جميع الفعاليات النسائية، وتتعامل مع أغلب الجهات الحكومية المختصة بقضايا المرأة، إضافة إلى أنها تعد الجهة المسؤولة عن جميع المجالس النسائية التابعة للغرف السعودية، والمراقب لغرفة الرياض يلاحظ الدور الريادي لسيدات الأعمال. ابنتك هدى تقدمت لترشيح نفسها في انتخابات غرفة الرياض، ولكنها لم توفق، هل قدمت لها أي نوع من الدعم خلال فترة الانتخابات؟ - لم أقدم لها أي دعم، هي تقدمت للترشح برغبتها، ودخلت المنافسة ولم توفق، ومسألة النجاح أو الفشل أمر طبيعي في مفهوم الانتخابات، فكل مرشح معرض لأن يفشل أو يحوز ثقة الناخبين. ألم تقدم لها بعض النصائح الانتخابية بحكم تجربتك الثرية في هذا المجال؟ - بصفتي الأب أحرص دائماً على تقديم النصائح بشكل مستمر لأبنائي في جميع أمور الحياة، وليس في موضوع الانتخابات فقط. يرى البعض أنه يتم حسم انتخابات الغرف من خلال حجم المجاملات أو العلاقات الشخصية، ما تعليقكم على ذلك؟ - انتخابات الغرف في السعودية لا تخضع للمجاملات على الإطلاق، فنحن لدينا نظام يحفظ المنافسة، والناخبون يختارون المرشحين من دون مجاملة، بل من خلال كفاءة المرشح، والجدوى المتوقعة من برنامجه الانتخابي، من هنا لا اعتقد أن العلاقات الشخصية يمكن أن تُبعد شخصاً أو تمنح شخصاً عضوية المجلس، بل أكاد أجزم بأن قناعة الناخبين بما سيقدمه المرشح، هي خريطة النجاح لدخول عضوية مجالس الغرف. كيف ترد على من يدعي أن بحث رجال الأعمال عن عضوية مجلس الإدارة في الغرف، يأتي ضمن خططهم الهادفة إلى تحقيق أهداف تجارية، أو تعزيز علاقاتهم مع الجهات الحكومية، أو اقترابهم من صناع القرار؟ - أنا أرى أن ما يدفع رجل الأعمال للترشيح لانتخابات الغرف هو الرغبة الجادة في خدمة الوطن من خلال تطوير قطاع الأعمال، وذلك في حال توافر الوقت، والكفاءة، لأن إدارة الغرف التجارية تشكل عبئاً كبيراً على رجال الأعمال، لذا لا أتصور أن هناك رجال أعمال يسعون إلى دخول الغرف لتحقيق أهداف تجارية، أو لتعزيز علاقات حكومية، لأنهم يستطيعون الحصول على هذه الأهداف من خلال اللقاءات وحضور المناسبات التي تنظمها الغرف، التي تشهد وجود وفود تجارية، ومسؤولين في الحكومة. سجلت العوائل التجارية في السعودية خلال الفترة الماضية، غياباً ملحوظاً عن إدارة مجالس الغرف التجارية، بعد أن كانوا من أوائل المؤسسين لهذه المجالس، ما سبب هذا العزوف من وجهة نظرك؟ - اعتقد أن عدم وجود الوقت الكافي هو السبب الرئيسي في عزوف بعض العوائل التجارية، وإن كان هناك وجود مقبول لبعض البيوت التجارية المعروفة في السعودية في الوقت الحالي، ولكن الانشغال أصبح هو سمات العصر، إذ لا يستطيع كثير من الناس التعامل معه. هناك مطالبات بعدم حصر إدارة مجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية على غرفة الرياضوجدة، والشرقية، هل تم طرح هذا الموضوع للمناقشة بين ممثلي القطاع الخاص؟ وهل حان الوقت لمنح الغرف الأخرى الفرصة في إدارة هذا الكيان؟ - هذه المطالبات تُبحث الآن في مجلس الغرف السعودية، إذ يناقشها كل القائمين على الغرف السعودية، مع الأخذ في الاعتبار درس كل العوامل المحيطة بهذه القضية، ونحن ننتظر النتائج، ولن نتردد في الموافقة على أي قرارات يمكن أن تطور نشاطات بيوت التجارة في البلاد. بعد الانفتاح الاقتصادي الكبير الذي تشهده السعودية حالياً، والاتجاه إلى تقديم تسهيلات استثمارية لرجال الأعمال الأجانب، ما مدى جدوى منحهم الفرصة لترشيح أنفسهم لعضوية مجلس الإدارة في الغرف السعودية؟ - اعتقد أن الضوابط الحالية للترشيح لعضوية مجلس الغرف، نظام مناسب، ولا أرى ضرورة لمنح المستثمرين الأجانب هذه الفرصة، لأنه ليس لدينا نقص في رجال الأعمال السعوديين القادرين على ملء هذه المراكز، وتطويرها. هل الغرف السعودية تلعب دوراً مؤثراً في اتخاذ القرار الاقتصادي من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية؟ - بلا شك الغرف السعودية تلعب دوراً مهماً مع الجهات المختصة، في اتخاذ الكثير من القرارات التي تهم قطاع الأعمال، وذلك إما من خلال تقديم الغرفة توصيات قابلة للتفعيل، أو أن تطلب الجهات المختصة آراء ومقترحات رجال الأعمال حول بعض الأنظمة والضوابط المتعلقة بطبيعة القطاع الاقتصادي. أنت أحد المشاركين بشكل فعال في مجالس الأعمال السعودية والمتخصصة في تسهيل التبادل التجاري بين السعودية ودول العالم، كيف تُقوّم هذه المجالس، وما الآليات المناسبة لتطويرها؟ - مجالس الأعمال من القنوات المهمة التي لعبت دوراً بارزاً في التعريف بطبيعة الاقتصاد السعودي، وإيصال المعلومات الخاصة بمميزاته إلى المستثمرين الأجانب، وفي الوقت نفسه لعبت المجالس دوراً في تثقيف رجال الأعمال السعوديين بالمستجدات الحديثة التي يمكن أن تطرأ في دول العالم، وبالتالي مجالس الأعمال من أهم القنوات وأكثر تحقيقاً للعوائد الجيدة، وتطويرها يتطلب منا اختيار أعضاء مؤثرين يسهمون في إجبار الدول الأخرى على التفاعل بشكل أكبر من السعودية، والبعد عن اختيار أشخاص غير مؤهلين، وهذا لا أراه إلا نادراً. أخيراً هل غيّرت الأزمة المالية العالمية من النهج الاقتصادي الذي يتبعه عبدالرحمن الجريسي، أو أسهمت في إحداث تغييرات مهمة في السياسات الخاصة بإدارة شركاته؟ - الأحداث والمتغيرات العالمية، خصوصاً الأزمات المالية، تتطلب منا إعادة النظر في خططنا الاستراتيجية وطرقنا الإدارية بشكل مستمر، والتعامل مع تداعيات الأزمة التي يشهدها العالم حالياً يجب أن يكون بشكل متوازن، وعلى رجل الأعمال أن يدرس جميع قراراته ليكون في مأمن، ويحفظ مكتسباته من الكوارث الاقتصادية. كما يجب على رجل الأعمال أن يستفيد من السياسة الاقتصادية المتوازنة التي اعتمدت عليها السلطات النقدية في السعودية، التي جعلت الاقتصاد السعودي أقل الاقتصادات المتأثرة جراء الأزمة العالمية، ومن هنا فإن نهجي الاقتصادي أصبح أكثر توازناً من قبل.