وسط تحذيرات شرعية وصحية كما هو الحال في كل عام بدأ الكثير من ممتهني بيع زكاة الفطر، وهي غالباً ما تكون من الرز الوجبة الرئيسة في المجتمع السعودي، في اتخاذ مواقع متعددة على الشوارع الرئيسة في مختلف مدن السعودية. وتأتي التحذيرات الشرعية من مختلف العلماء والفقهاء منبهة إلى ضرورة التأكد من مصدر الشراء وصلاحية زكاة الفطر ومقدارها صاعان من طعام الناس، ولا يجوز إخراجها نقداً ولا تجزَّأ أبداً، وذلك:لقوله صلى الله عليه وسلم:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أوصاعاً من شعير". كما يحذر من يبيعها بعد إعطائها له إلى التاجر نفسه بنصف القيمة مثلاً، وعلاج ذلك أن يتحرى الإنسان ويجتهد في توصيل زكاته لمن يستفيد منها، ولو أعطيتها لفقير يستحقها وباعها بربع القيمة فقد برئت ذمتك منها.كما يفتي العديدون أنه لا يجوز لأحد أن يتولى جمع زكاة الفطر أوكفارة الإطعام نقداً، لما في ذلك من مخالفة السنة، إلا إذا شاء أن ينوب عن أصحابها في شراء الحبوب أو الطعام وتقسيم ذلك على مستحقيه.كما ينبغي أن يكون الهدف من إخراج الزكاة نقداً سرعة التخلص من ذلك، والتنصل من مسؤولية توصيل الحبوب أو الطعام لمن يستحقه من دون التحقق والتدقيق. ويؤكد مشرف الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام فرع منطقة مكةالمكرمة ومدير المكتب التعاوني للجاليات للدعوة والإرشاد في شرق جدة علي بن مقبول العمري أن شعيرة زكاة الفطر هي شعيرة مهمة جداً وفيها من الدروس والعبر ما لو تم تطبيقه لما وجد أي محتاج في المجتمع. ومن الدروس المهمة في هذه الشعيرة أنها لا تختص بهبة المال للمحتاج والفقير ولكن عملية تقديم الزكاة من قوت أهل البلد فيه درس وفائدة كبيرة، إذ إن مقدم الزكاة يتعرف على المحتاج ما يجعل تواصله معه طوال العام كما أن ذهابه إلى السوق بحد ذاته هو عبادة يؤديها هذا المزكي، إضافة إلى أن عملية البحث عن المحتاج والذهاب إليه في منزله هي أيضاً عبادة ورؤية حال هذا المحتاج مدعاة إلى أن يبادر المزكي إلى حمد الله وشكره على النعمة التي هو فيها . ويؤكد مدير إدارة المواد الغذائية في أمانة العاصمة المقدسة سمير الزيادي أن الأمانة درجت في السنوات الماضية على تخصيص بعض المواقع لبائعي الزكاة والذين تتم الرقابة عليهم بشكل دقيق لضمان جودة ما يبيعون، إضافة إلى اشتراط أن يكون القائم بذلك العمل سعودي الجنسية.وحذر الزيادي من شراء الزكاة بالأوزان، مشيراً إلى أنه تمت خلال هذا الشهر مصادرة أطنان عدة من الرز الفاسد يجري تجهيزها لبيعها كزكاة للفطر من بعض العمالة وهناك عمليات دهم مستمرة لمنع مثل تلك السلبيات التي تتكرر في كل عام.