تمكن فريق طبي سعودي مشترك في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة والتجميل والترميم، من كلية الطب في جامعة أم القرى، ومستشفى النور التخصصي، ومستشفى الملك عبدالعزيز في مكةالمكرمة، أخيراً، من إجراء عملية جراحية معقدة استمرت 21 ساعة متواصلة، لمريض عراقي يبلغ من العمر 70 عاماً، في مستشفى النور التخصصي. وأوضح رئيس الفريق الطبي الأستاذ المساعد واستشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في كلية الطب الدكتور أمين بن زيد الحرابي، أن المريض كان يعاني لسنوات عدة من ورم جلدي خبيث في منطقة الصدغ والأذن، على رغم خضوعه لخمس عمليات جراحية مختلفة خارج السعودية. وأشار الدكتور الحرابي إلى أن هذا النوع من الأورام الخبيثة هو من الأورام المعروفة التي تصيب منطقة الوجه، مضيفاً"إن انتشار الورم بحجم كبير، إضافة إلى مضاعفات العمليات السابقة، والعلاج بالأشعة، شكل صعوبات رئيسة أمام الفريق الطبي الذي قام بإجراء العملية، والتي تكللت بالنجاح التام، بتوفيق الله عز وجل، ثم بالعزيمة، ووجود الكوادر الطبية السعودية المتخصصة والمؤهلة علمياً وعملياً". وقال رئيس الفريق الطبي:"تمت معاينة المريض في مستشفى النور التخصصي، وتبين أنه يعاني ورماً خبيثاً أدى إلى تشوهات كبيرة في منطقة الصدغ والأذن، وتورم في الغدد اللمفاوية للرقبة، وبعد إجراء الفحوصات المعملية والإشعاعية المناسبة تقررت الخطة الجراحية المتقدمة، والتي قسمت على مراحل عدة استغرقت قرابة 21 ساعة متواصلة". وأوضح الدكتور الحرابي أنه تم خلال المرحلة الأولى إجراء شق حنجري لتأمين مجرى التنفس من طريق القصبة الهوائية، ومن ثم إجراء عملية تشريح واستئصال للغدد اللمفاوية المصابة بالمرض من منطقة الرقبة، بعد ذلك قام جراحو الرأس والرقبة باستئصال الورم الخبيث من منطقة الصدغ والأذن، مراعين إزالة الورم مع أطرافه بالكلية، وتجهيز المنطقة المصابة جراحياً للمرحلة اللاحقة. وأضاف:"بعد ذلك جاء دور فريق جراحة التجميل والترميم الذي أجرى المرحلة الثانية من العملية، والمتعلقة بترميم منطقة الوجه المصابة، بعمل جراحة مجهرية دقيقة، لأخذ رقعة متكاملة من منطقة البطن، تحتوي على طبقات الجلد الكاملة والعضلات والأوعية الدموية، ومن ثم نقلها إلى منطقة الصدغ والأذن، وتوصيل الشرايين والأوردة الدقيقة لتأمين الدورة الدموية، وضمان حيوية ونمو الرقعة المزروعة. وأكد الدكتور الحرابي أن العملية الجراحية خلت من أي مضاعفات تذكر، وتم نقل المريض إلى العناية المركزة لمدة 24 ساعة كإجراء روتيني في مثل هذه العمليات المعقدة والطويلة، ومن ثم نقله إلى جناح قسم الجراحة لاستكمال العناية الطبية اللازمة.