حققت مبيعات الذهب في السوق السعودية زيادة بنسبة 14 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغت 4.84 بليون ريال، بحسب المكتب الإقليمي لمجلس الذهب العالمي في دبي. وقال المكتب في تقرير إن الزيادة في السعودية تحققت على رغم أن حجم الطلب من ناحية الوزن انخفض بنسبة 15 في المئة، كما شهدت المنطقة أيضاً ارتفاع المبيعات في الإمارات بنسبة 20 في المئة، وبقية دول الخليج بنسبة اثنين في المئة، أما الأداء المميز فكان للسوق المصرية في الربعين الأول والثاني أيضاً، إذ ارتفعت المبيعات ب 48 في المئة. وقال التقرير الذي حصلت"الحياة"على نسخة منه إن ارتفاع وتقلب أسعار الذهب أثر في حجم الاستهلاك بالطن في الربع الثاني من 2008، بخاصة على المجوهرات، على رغم وصول متوسط سعر أوقية الذهب ل896.29 دولار، فيما كان وصل لأعلى سعر في منتصف آذار مارس الماضي، وهو 1011 دولاراً أميركياً للأوقية، ليرتفع سعره عن الفترة ذاتها من العام الماضي بنحو 34 في المئة". وأبان التقرير أن استهلاك الذهب انخفض بنحو 11 في المئة في الإمارات، و24 في المئة في بقية دول الخليج العربي، أما عن مصر فكان هنالك استثناء مماثل للربع الأول، إذ قدرت زيادة استهلاك الذهب بنسبة 10 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي، من ناحية الوزن. وقال التقرير إن التضخم كان له اثر واضح في القوة الشرائية لمستهلكي المعدن الأصفر في السعودية وكل المنطقة، التي مازالت أفضل من مناطق أخرى في العالم. وأشار إلى أن حركة العمرة والسياحة الداخلية في السعودية زادت في الربع الثاني من 2008، مع الاستعدادات لموسمي الزواج والتهادي التي تبدأ بانتهاء الفصل الدراسي الثاني، ما أثر وبشكل ايجابي في زيادة مبيعات المجوهرات. وأضاف أن من العوامل الأخرى التي تؤثر في أداء الأسواق بالمملكة والمنطقة إقبال المستهلكين على شراء هدايا من المجوهرات الذهبية خلال فترة ما قبل العطل الصيفية، إضافة إلى تكثيف الحملات الترويجية في هذه الفترة في السعودية والإمارات. وأشار إلى أنه كان من الواضح أن الذهب عيار 21 قيراطاً الأكثر طلباً في سوق المجوهرات الذهبية بالمنطقة تأثر أكثر من غيره من المجوهرات الذهبية، بخاصة التي تحمل أسماء علامات تجارية، نظراً لقيام هذه الماركات بعمل حملات ترويجية لمنتجاتها، وعادة ما تتزامن هذه الحملات مع موسم الأعراس والإجازات والعمرة ايضاً. أما بالنسبة لقطاع الاستثمار بقطاع التجزئة في السعودية فما زال جيداً وأفضل من العام الماضي، على رغم الارتفاع الكبير في سعر المعدن الأصفر، مشيراً إلى أن اتجاه العملاء نحو الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية مازال يلقى رواجاً. وقال مستشار منطقة الخليج المدير العام للسوق السعودية في مجلس الذهب العالمي بشر دياب، إن ارتفاع سعر الذهب وتقلبه وكذلك زيادة التضخم كانت لها أثر في انخفاض الطلب من ناحية الوزن، ولكنها في الوقت نفسه زادت من ناحية القيمة، مشيراً إلى أن ثقة المستهلك النهائي وقوة الاقتصاد السعودي ومعظم اقتصادات المنطقة كان لهما الأثر الكبير في زيادة الاستهلاك في الربع الثاني، خصوصاً مع التحضير لموسم التهادي والأفراح، وكذلك قوة الحملات التسويقية المشتركة مع كبار تجار ومصنعي المجوهرات الذهبية. وتوقع أن يكون الأداء في الربع الثالث جيداً مقارنة بالسنة الماضية أيضاً، لبدء احتفالات الصيف ومهرجانات التسوق، خصوصاً في مدينة جدة، التي يروج لها مجلس الذهب العالمي كبوابة للذهب على مستوى المنطقة ككل، لتميزها كمركز وممر لأكثر الذهب والمجوهرات الذهبية مع الكثير من الفعاليات المختلفة في المملكة، والتي تتبوّأ الآن المركز السابع عالمياً. وأوضح أن قوة الاقتصاد السعودي، وزيادة ثقة المستهلك باقتناء الذهب والمجوهرات مع تعزز قناعته عند ارتفاع السعر العالمي للذهب، إضافة للحملات التسويقية والتطويرية للمنتجات الذهبية كل هذا سيساعد في إقبال المستهلكين على الذهب والمجوهرات التي ستبقى إحدى أهم وسائل حفظ الثروة والمدخرات، خصوصاً لتوافر التشكيلات الواسعة من المنتجات المحلية والعالمية العصرية. وأوضح أنه كان لارتفاع سعر الذهب تأثير واضح في تشجيع المستهلك في مصر، لاقتناء المجوهرات الذهبية، إضافة إلى الاستثمار في الذهب، لاعتقادهم بأن سعر المعدن الأصفر سيستمر في الارتفاع. وذكر أن ارتفاع أسعار المعدن الأصفر اثر سلباً وطاول جميع الأسواق العالمية، إن الارتفاع الكبير في أسعار المعدن النفيس عالمياً ونسبة التضخم التي شهدتها الهند أثرا سلباً في حجم الطلب في كل من قطاعي المجوهرات والاستثمار، إذ شهدت الهند في الربع الثاني من 2008 انخفاضاً ملحوظاً في حجم استهلاك المجوهرات الذهبية بنسبة 47 في المئة، وعلى صعيد الاستثمار وصل الانخفاض الى41 في المئة، أما على صعيد الاستهلاك بالدولار الأميركي فشهدت الهند انخفاضاً يصل إلى 29 على المجوهرات وآخر لغاية 20 في المئة على الاستثمار. وشهدت دول العالم الكبرى في استهلاك الذهب في الربع الثاني من 2008 أداء متبايناً لاستهلاك الذهب والاستثمار فيه، فمثلاً كانت مصر والصين هما الدولتان اللتان شهدتا ارتفاعاً في حجم استهلاك الذهب بالطن في الربع الثاني من 2008، فيما سجلت دول أخرى انخفاضاً كبيراً في حجم استهلاك الذهب، ومنها الولاياتالمتحدة الأميركية ب 30 في المئة، وتايوان 20 في المئة، والمملكة المتحدة 20 في المئة، وبقية دول الخليج 24 في المئة. وأشار التقرير إلى أنه على رغم هذا فإن هذا العام شهد زيادة في قيمة استهلاك الذهب بالدولار في معظم دول العالم مقارنة بالعام الماضي، ما يعطي انطباعات جيدة عن الأداء الاقتصادي. يذكر أن حجم استهلاك المجوهرات الذهبية بالطن في منطقة الشرق الأوسط، والذي يعد 90 في المئة من حجم تجارة الذهب في المنطقة، انخفض بنسبة 12 في المئة في الربع الثاني من 2008، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.