أعلن المكتب الإقليمي لمجلس الذهب العالمي تراجُع الطلب على الذهب خلال الربع الأول من العام الحالي في منطقة الشرق الأوسط وعالمياً، من ناحية الوزن والطلب، بسبب الارتفاع الحاد في سعر الذهب، مشيراً إلى أن الطلب على المعدن الأصفر في السعودية تراجع من ناحية الوزن بنسبة 25 في المئة إلى 21 طناً. وتراجع الطلب في الإمارات بنسبة 19 في المئة، فيما انخفض بنسبة 30 في المئة في بقية دول الخليج، وذلك مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقال مكتب الذهب في تقريره الأول للطلب على الذهب العام الحالي، إن السعودية تراجعت إلى المرتبة السابعة عالمياً في حجم الطلب على الذهب في الربع الأول هذا العام. وأوضح التقرير أن الاستثناء من هذا الانخفاض في المنطقة كان من نصيب مصر، إذ ارتفع حجم الطلب 15 في المئة، ليصل إلى 18 طناً في الربع الأول، وكان لارتفاع سعر الذهب تأثير ايجابي في قطاعي المجوهرات والاستثمار في سوق الذهب المصرية، إذ زاد إقبال المستهلكين على شراء المجوهرات الذهبية والاستثمار في الذهب لاعتقادهم بأن سعر الذهب سيرتفع أكثر في الفترة المقبلة. وأوضح التقرير أنه قابل هذا الانخفاض في حجم الطلب زيادة في قيمة مبيعات الذهب، إذ شهدت قيمة الطلب الدولارية زيادة بحوالى 7 في المئة في السعودية، كما ارتفعت المبيعات في الإمارات بنسبة 15 في المئة، أما أداء السوق المصرية فكان مميزاً وارتفعت المبيعات بنسبة 64 في المئة. وأوضح التقرير أن تقلب أسعار الذهب وارتفاعها كان له أثر كبير في الأسواق العالمية للمعدن الأصفر في الربع الأول من 2008، وبدا هذا جلياً في أسواق الهند وهي أكبر سوق للمجوهرات الذهبية في العالم، إذ تواصل انخفاض الطلب ليصل إلى نصف الكمية بسبب تذبذب سعر الذهب. وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي بالشرق الأوسط وتركيا وباكستان معاذ بركات إنه على رغم انخفاض استهلاك الذهب من ناحية الوزن في الربع الأول من هذا العام فقد ظل الذهب هو الملاذ الآمن للكثير من المستثمرين في وقت عدم الاستقرار والتضخم وانخفاض قيمة الدولار الأميركي. وأضاف أن الإقبال المتزايد على الاستثمار بالذهب أدى إلى ارتفاع الطلب في هذا القطاع، ولدينا قناعة بأن الطلب على الذهب من المستثمرين سيستمر في المستقبل القريب، إضافة إلى إقبال محبي المجوهرات الذهبية على شراء المزيد في ظل استقرار محتمل للأسعار. وذكر أن أحد العوامل التي كان لها تأثير في أداء أسواق منطقة الشرق الأوسط التغيّر في موعد المناسبات الإسلامية التي تتبع التقويم الهجري، بالنسبة إلى التقويم الميلادي، مثل موسم الحج وعيد الأضحى، اللذين أسهما في زيادة الطلب على الذهب في بداية عام 2007 على عكس 2008. وتوقع بركات أن تنشط أسواق المنطقة أكثر في الربع الثاني من هذا العام في حال استقرار الأسعار، كما أن الطلب على المجوهرات الذهبية، خصوصاً عيار 21 قيراطاً سيشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الربع الثاني، في السعودية وبقية دول الشرق الأوسط لاقتراب موسم العطلات والأفراح ومناسبات التهادي. +