"لست رجلاً"هي الجملة الوحيدة التي بدأ بها حديثه،"لست رجلاً من منظور والدتي ووالدي وإخواني وأخواتي"، لست رجلاً لأني لا أضرب زوجتي، ولا أهددها بالطلاق كل يوم، بل كل ساعة كما يطلبون منى حتى أسحب من قلبها الطمأنينة فتخاف وتراعي أسرتها أكثر وتحرص على إرضائي بكل ما أوتيت من قوة! لست رجلاً في رأيهم لأني أستشيرها وأقدرها وأحترمها، لن أقول أحبها"على رغم انني أحبها من جل قلبي"، لأن الحب لدينا نوع آخر من الضعف، لذلك أحجب هذه الكلمة بكل حرص، وأفضل كلمة"أعزها"تراها أقل وطأة من الحب... حاربت كثيراً وحاولت مراراً ان أشرح لأمي ولإخواني وأخواتي المتعلمين والمتعلمات أن الرجولة لا تعني سحب الأمان ولا التهديد بالطلاق، خصوصاً عندما تكون الزوجة تراعي الله في زوجها وبيتها واطفالها، تحترمني احتراماً نابعاً من حبها لي ورغبتها في إكمال حياتها معي، فهي تهتم بي وبكل صغيرة وكبيرة في حياتي، تراعي حق الله في امي التي لا تتواني عن تحقيرها وسبها والتدخل في بيتنا من دون داعٍ، وعلى رغم ذلك فزوجتي تلوذ بالصمت وتنسحب في هدوء. أمي تقاطعني منذ ثلاث سنوات، لأنها طلبت مني طلبا ًغريباً ولم أستجب لها، طلبت مني يا سيدتي ان اطلق زوجتي حتى تتمكن من رفع رأسها في العائلة وبين الجيران، لأن أم صالح جارتنا أمرت ولدها بطلاق زوجته واستجاب لها من دون مناقشة، واحتلت بعد ذلك الحدث مكانة كبيرة في العائلة، جعلت كل زوجات اولادها الآخرين يسارعن الى تقديم فروض الولاء والطاعة لها حتى لا يلاقين المصير نفسه! أخبرتها مراراً انني كنت وما زلت أتألم لأنني كنت أرى والدي يمد يده عليها، وانني أشعر بالنار تغلي في عروقي عندما اسمع ان اختي المطلقة عانت من الضرب والتهديد والحرمان من الأطفال لسنوات طويلة، ولم تفلح في مسعاها لمشاهدة اطفالها الا بعد ان استرضت والدة زوجها لسنوات طويلة، أخبرتها ان الألم الذي شاهدته في عينيها وعلى قسمات وجهها دفعني ان اقسم الا اعامل زوجتي مطلقاً بهذه الطريقة، ومع ذلك فأنا في نظرهم لست رجلاً! وتفسيرها الوحيد هو"تعني زوجتي"ليست افضل من والدتك التي ضربت مراراً، ومن اخواتك حصة ومنيرة وليلى، فكلنا ضُربنا وهددنا ومع ذلك تحملنا! تنسحب مني الحروف عندما احاول ان اشرح لها بأنك من المؤكد كنت تتمنين الا تُضربي والا تُهددي، وانك من اعماق قلبك كنت تتمنين لبناتك حياة اخرى غير الحياة المفعمة بالخوف والهلع ومحاولة استرضاء الآخرين للحصول على حقوق مشروعة، فتشيح بوجهها عني وكأنها لم تسمعني، مرددة"أصلك انت ما انت راجل"! قاطعوني جميعاً واتهمونني بالعقوق، على رغم اني لا اقصر في حق والدتي، وازورها كل جمعة، وارسل لها ربع راتبي، على رغم انها ليست في حاجة إليه، فمعاش والدي يكفيها ويزيد على حاجتها، وعلى رغم ان الزيارة تصيبني كل مرة بحال من الحزن الشديد، خصوصاً بعدما تجرأت وتركت منزل الأسرة، وسكنت في سكن منفصل هروباً من المشكلات والهمز واللمز وضرب الأولاد، أو كما يقولون تربيتهم التي يقوم بها القاصي والداتي، حتى أصابتهم حالات نفسية من جراء الآراء المتضاربة والتربية المقصود بها فقط استفزازي واستفزاز زوجتي! ختم كلامه بأسئلة عدة: هل ما فعلته - كما يقول إمام الحي - يعتبر عقوقاً؟ وهل من حق أمي أن تأمرني بطلاق زوجتي من دون سبب؟ وهل من حق كل أفراد عائلتي تربية اطفالي على طريقتهم بقسوة بالغة؟ وهل أنا لست رجلاً كما يصفونني؟ [email protected]