هددت فتاة مكة التي حاولت الانتحار قبل نحو أسبوعين بوضع حد لحياتها إذا ما أصرت دار الحماية أو المستشفى الذي ترقد فيه على تسليمها لوالدها، الذي اتهمته بالتسلط وممارسته وزوجته التعذيب بحقها. وقالت ح. ز في حديث إلى"لحياة"، إنها أقدمت على محاولة الانتحار إثر تهديدها من قبل الدار بتسليمها لوالدها من خلال تناولها أكثر من 20 حبة من المهدئات، تمكنت من الحصول عليها من صيدلية الدار في غفلة من الممرضة المسؤولة، مشيرة إلى أنها أبلغت مشرفة القسم نيتها على الانتحار، ولكن الأخيرة قابلت كلامها باللامبالاة، وقالت لها"إذا انتحرت سنكتفي بخطاب يوضح قيامك بالانتحار من دون أي مشكلات". وطالبت الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً، بتدخل حقوق الإنسان لحل معاناتها وتسليمها لوالدتها أو البقاء في الدار، في وقت أخلت فيه الدار مسؤوليتها عنها بعد الحادثة، ما جعل مصيرها غير معروف بعد أن أبلغتها أن الشرطة هي الجهة المسؤولة عنها، بحسب قولها. وذكرت أن والدها وزوجته مارسا ضدها جميع أنواع العنف بموجب تقرير طبي صادر من أحد المستشفيات الحكومية تحتفظ"الحياة"بنسخة من رقم التقرير، إضافة إلى حرمانها من حقها في التعليم أسوة بشقيقتها من زوجة والدها الثانية، بحجة عدم اكتمال ملفها الموجود لدى والدها والمسلم له من قبل خالها، مشيرة إلى عدم تدخل أعمامها لحل معاناتها بحجة أن والدها له الحق في أي تصرف نحوها. وذكرت والدتها أن حال ابنتها الصحية في تحسن وتم عمل منظار وأجريت لها التحاليل اللازمة والتي أكدت تحسناً ملحوظاً في حالتها. من جهته، طالب خال الفتاة عبدالله الزهراني الهيئة العامة لحقوق الإنسان والشؤون الصحية بالتدخل السريع لحل تلك المشكلة، عبر تشكيل لجنة للنظر في معاناتها وتسليمها لوالدتها وفق رغبتها حتى لا تحاول الانتحار مرة أخرى، خصوصاً وأن لديه تقارير طبية تثبت تعرضها للحروق والضرب و"العض"من قبل والدها وزوجته التي كانت تعمد إلى وضع قدمها في وجه الفتاة وتلقينها ألفاظاً بذيئة تسيء إليها، إضافة إلى رفع والدها السلاح في وجهها تهديداً لها. وقال في حديث إلى"الحياة":"إن ابنة شقيقتي كانت تتلقى التهديدات والإهانات في دار الحماية، إضافة إلى تعرضها للضرب من قبل بعض النزيلات، ما جعل الإدارة تتخذ قرار وضعها في غرفة مستقلة". وأضاف:"منذ فترة أرغمت الفتاة على النزول لمقابلة والدها في الدار، غير أنها حينما شاهدته أصيبت بحالة هستيرية بعد أن تذكرت ساعة اختطافها أثناء ذهابها للمدرسة، ولم تفلح محاولات المشرفات في تهدئتها التي استمرت قرابة ست ساعات"، لافتاً إلى أن دار الحماية أبلغت والدتها بمحاولة انتحار ابنتها بعد الحادثة بيومين.