أقدمت إحدى الفتيات في دار الحماية الاجتماعية في مكةالمكرمة أخيراً على محاولة الانتحار، بعد تناولها أكثر من نصف علبة من الأقراص الطبية، في محاولة لوضع حد لحياتها، بعد تهديدها بتسليمها لوالدها. الحادثة التي شهدتها دار الحماية الواقعة داخل دار المسنين، كادت أن تذهب ضحيتها فتاة تدعى ح. ز- 16 عاماً تعرضت للتعذيب من والدها وعمتها، بعد انفصال والدها عن والدتها، كما حرمت من التعليم أسوة بشقيقتها التي تصغرها بنحو عامين من الزوجة الثانية. وقالت إحدى الاختصاصيات النفسيات العاملات في دار الحماية فضلت عدم الإفصاح عن اسمها ل"الحياة"، إن الفتاة تعرضت لوسائل وممارسات"غير آدمية"و?"عنف جسدي ونفسي"شديد. وطالبت الاختصاصية بضرورة تسليم الابنة إلى والدتها قبل أن تقدم على الانتحار مرة ثانية، مضيفة:"إن الفتاة قضت نحو 18 شهراً في دار الحماية، والتي أقيمت في جزء من دار المسنين والعجزة، وتتلقى بشكل دائم تهديداً بتسليمها لوالدها إذا لم ترضخ لأوامر وتعليمات المشرفات". أما والدتها ح. ز.ه فطالبت بإنقاذ ابنتها من التعذيب الذي تتعرض له نفسياً وجسدياً، ما دفعها إلى محاولة الانتحار عبر تناول كمية من عقاقير العلاج النفسي، كادت أن تودي بحياتها وما زالت تتلقى العلاج في مستشفى الزاهر بالعاصمة المقدسة. وأوضحت الأم أن ابنتها خطفت وهي في المرحلة الابتدائية من قبل والدها، بمساعدة أشخاص آخرين، واختفت عنها لمدة تزيد على سبع سنوات، وعلمت من شقيقتها من زوجة الأب الثانية ما تعانيه ابنتها من تعذيب، ما دفعها للجوء إلى دار الحماية الاجتماعية من طريق شرطة منطقة مكةالمكرمة. واتهمت دار الحماية بأنها زادت من الضغط النفسي والجسدي على الفتاة، وبدأت تمارس ضدها الضغوط والتهديدات بتسليمها إلى والدها الذي كانت الدار تسمح له بزيارتها، في حين تحرم الأم من هذه الزيارة، ما دفع البنت إلى الإقدام على الانتحار، بعد أن أصبحت تعيش في رعب دائم بسبب والدها، الذي اتهمته بعدم كفاءته لتبني الفتاة، وحرمانها من حقها في التعليم، كونه شخصاً متسلطاً ويتعاطى المخدرات منذ زواجها منه، وحتى طلاقها، بحسب تأكيداتها. وناشدت الأم المسؤولين بحماية ابنتها ومعاقبة المسؤولين عما تتعرض له ابنتها واستعدادها للطلاق من زوجها الجديد، على رغم ما تعيشه من سعادة مقابل نجاة ابنتها، والعيش معها، وتعويضها مقابل العنف والحرمان الذي تعرضت له طوال الفترة الماضية. وأشارت إلى أن ابنتها كانت تتلقى تهديدات مستمرة من قبل أحد المسؤولين في الدار، إذا ما رفضت زيارة والدها الذي يحضر لتهديدها، كما اتهمت إحدى الاختصاصيات الاجتماعيات بأنها طلبت منها إحضار جهاز كمبيوتر محمول"لاب توب"، لوضع بعض البرامج الثقافية والتعليمية، مؤكدة أنها قامت بإحضار الجهاز إلى الدار على رغم قناعتها بعدم معرفة ابنتها باستخدامه لعدم إكمال تعليمها، واتهمت الاختصاصية الفتاة لاحقاً بإحضار أفلام مخلة، تبين أنها أفلام كرتونية خاصة بالأطفال، مؤكداً أن اتهامات الاختصاصية كانت نوعاً من الممارسات والضغوط النفسية على الفتاة. وطالبت أم الفتاة بالتحقيق في مصدر تلك الحبوب التي كادت أن تودي بحياة ابنتها التي ترقد في المستشفى، وتهدد بالانتحار مرة أخرى في حال تسليمها لوالدها. من جهته، رفض رئيس لجنة الحماية الاجتماعية في مكةالمكرمة عبدالصمد الصبحي، الإجابة عن استفسارات"الحياة"، معتبراً أنها استجواب وتحقيق، وقال:"ليس لدي ما أقوله ولا أستطيع الإجابة عن الأسئلة"، مؤكداً أنه لن يفيد أي جهة أخرى ترغب في الحصول على تفاصيل هذه القضية".