اعترف لاعب الوسط في الفريق النصراوي الأول لكرة القدم محسن القرني بتهمة البرود في أدائه الفني داخل الملعب، مؤكداً في الوقت ذاته أن عرض نادي بوخارست الروماني لم يصل لطموحات إدارة النادي من جميع النواحي، خصوصاً أنه يرتبط بعقد مع النصر لمدة طويلة. وتحدث القرني في حواره مع"الحياة"عن الكثير من الأمور المتعلقة بناديه، والتي تهم الجماهير النصراوية على وجه التحديد... فإلى الحوار: كيف تقوّم مشاركة الفريق النصراوي هذا الموسم عموماً؟ - الفريق النصراوي هذا الموسم ظهر بشكل جيد، صحيح أنه ليس المأمول ولكنه أمر مقبول لدى الجمهور، خصوصاً أن النادي لم يحقق أية بطولة منذ عشر سنوات من الابتعاد عن منصات التتويج. وهل تعتقد أن بطولة واحدة كافية من وجهة نظرك للجماهير النصراوية؟ - في الأساس لا تقاس الأمور من هذا المنظور أبداً، هي بالتأكيد ستكون حافزاً في الموسم المقبل للمنافسة على كل البطولات. تلقيت عرضاً احترافياً من نادي بوخارست الروماني بداية الموسم، حدثنا عنه؟ - العرض من نادي بوخارست الروماني في البداية توفيق من الله قبل كل شيء، والأمر الآخر هو ثقة من المدرب الرماني مارينا، الذي طالب بضمي لكشوفات النادي، وكنت سعيداً للغاية بهذا العرض، خصوصاً أنه جاء من ناد بمستوى هذا النادي المعروف، لكنني في الوقت ذاته أرتبط بعقد احترافي مع نادي النصر، ولا يحق لي الانتقال إلا عن طريق الإدارة، التي كانت بأمانة متقبلة هذا العرض في البداية، ولم تمانع أبداً مسألة الانتقال، لأنها تريد لي كل خير، بيد أن النادي هو أيضاً له وجهة نظر في هذا الأمر. ولماذا لم توافق الإدارة على ذهابك للاحتراف هناك؟ - بصراحة وبحسب ما علمت من الإدارة أن العرض لم يكن مناسباً للنادي ولي بشكل يرضي الطموحات كلاعب سيحترف في الخارج وسيخسره ناديه. وهل مازلت تحلم بالاحتراف مستقبلاً خارجياً في حال وجود عروض رسمية؟ - هذا أمر طبيعي جداً وكل لاعب في بداية عمره يرغب في الاحتراف خارجياً وهذا الطموح موجود عندي ولن يتوقف إلا في حال توقفت عن الركض الرياضي وتركت الكرة أما في غيرها فلا. مضى عليك في الفريق الأول خمس سنوات وأنت تشارك، بيد أن الجمهور لا يزال لا يعرف المركز الذي ترتاح فيه وتبدع من خلاله؟ - لم أقض إلا ثلاث سنوات مع الفريق الأول، معظم وجودي في المركز الذي عرفت فيه وهو صانع ألعاب أو وسط أيمن، ولعبت مع الفريق الأول في أكثر من مركز في وسط الميدان، لأن طريقة المدربين الذين أشرفوا على الفريق تختلف من مدرب لآخر بحسب حاجة الفريق ونزولاً عند الظروف. الجماهير تتهكم بأنك لاعب بارد جداً في أدائك داخل الملعب وتكثر من استعراض مهاراتك كيف ترد على ذلك؟ - هذا السؤال كثيراً ما يواجهني به جمهور النصر بشكل دائم، نعم صفة البرود موجودة لدي وأعترف بهذه النقطة السلبية لدي، ولكن أكثر ما يزعجني هو تكرار عدم الجدية في الأداء أو أنني أستعرض مهاراتي كما يقولون، وهذا الأمر غير صحيح البتة، والدليل على ذلك أنني أتواجد كلاعب أساسي في كل مباراة، وإلا لما أشركني المدربون الذين أشرفوا على الفريق، والموسم الماضي كان محسن القرني بدأ يتجاوز كثيراً كل السلبيات الموجودة لديه. مدرب الفريق الهولندي فوكي بوي كان يؤمل عليك الشيء الكثير وتشارك معه أساسياً، كيف تقوّم الفترة التي كان يشرف فيها على الفريق؟ - لم أصل بعد للمرحلة التي أقوم فيها مدربين على قدر كبير من الكفاءة والخبرة، بيد أنه من المدربين الكبار، صحيح أنه لم يوفق مع النصر ولكن متأكد بأنه سيوفق مع أي ناد آخر، وأنا من اللاعبين الذين أفتخر بأنني تدربت على يديه فترة ليست سهلة على الإطلاق. ولماذا لم تشارك مع الأرجنتيني دانيال آساد بشكل مستمر؟ - بالعكس شاركت مع دانيال آساد بشكل كبير، وكان مدرباً يعتمد علي في حال جاهزيتي الفنية واللياقية والبدنية، ودليل ذلك مشاركتي في مسابقة كأس الأمير فيصل من بدايتها وحتى المباراة النهائية أمام الهلال. وأي المدربين تفضل الهولندي فوكي بوي أم الأرجنتيني دانيال آساد؟ - بصراحة كلا المدربين له مميزاته وطريقته في التدريب وتعامله مع الجهازين الإداري واللاعبين، ولكن ربما أسهمت الظروف في نجاح دانيال آساد في السعودية أكثر من فوكي بوي، الذي يطبق الطريقة الأوروبية أكثر، أما طريقة دانيال آساد فهي الاعتماد على كرة أميركا الجنوبية، ناهيك عن أن له سابق معرفة بالأجواء الرياضية هنا في الأندية من خلال تدريبه للنصر قبل سنوات عدة. ومن هو المدرب الذي قدمك للفريق الأول ومنحك الفرصة لأن تشارك كلاعب أساسي؟ - أذكر أن أول مدرب صعدت معه للفريق الأول وكان وقتها عمري 18 سنة هو المدرب الروماني ردنيك ماريانا، وهو الذي استدعاني للفريق الأول في السن نفسه وكانت أول مباراة لعبتها أمام نادي الرياض، ومن ثم عدت لدرجة الشباب إلى أن تدرجت ووصلت للفريق الأول. مع الفريق الأولمبي تشارك بشكل جيد والعكس صحيح مع الفريق الأول؟ - هذا الأمر غير صحيح، ولكن يبدو أن الجمهور تابع بشكل كبير كأس الأمير فيصل بن فهد، والتي ظهر فيها الفريق بشكل قوي، والتي كانت أقرب لنا من أي بطولة محلية أخرى. في النصر يوجد أكثر من سبعة لاعبين في منطقة الوسط أين تجد نفسك بينهم؟ - أنا دائماً لا أحب أن أقوم نفسي أبداً لأن هذا يرجع للمدربين في المرتبة الأولى، وإدارة النادي والجمهور، الذي وصل فكره الرياضي ووعيه إلى درجة كبيرة من الفهم والإدراك والتفريق بين الرديء والجيد، وتبقى هذه المسألة عائمة تحتاج إلى شخص خبير في كرة القدم الحديثة والمتطورة. كيف ترى المستويات التي قدمها اللاعبون الأجانب في الفريق الموسم الماضي؟ - منهم من نجح ومنهم من أخفق، ولكن حتى اللاعب الذي لم ينجح في نظر الجمهور والنقاد، قد يكون لظروف معينة لم تساعده في التغلب على التكيف مع الأجواء هنا. ولكن التونسي عبدالكريم النفطي لم يقدم مع الفريق ما يوازي الهالة الإعلامية التي سبقت حضوره إلى الرياض؟ - من وجهة نظري أجد أن النفطي لاعب كبير والدليل أنه حاز على نجومية اللاعبين المحليين في الدوري التونسي قبل موسمين وصحيح أنه قدم مستوى متواضعاً وأتوقع بأنه ينجح في أي ناد آخر في المستقبل. ولكن هل استفاد النصر من هذا الثلاثي؟ - أعتقد أن البرازيلي إلتون هو العلامة الواضحة في الفريق بشكل كبير وساهم في تحقيق الفريق الأولمبي لكأس الأمير فيصل بن فهد، أما المرداسي فأعتقد أن الجميع يدرك بأنه مر في فترة طويلة بإصابة حرمتنا من خدماته وهو لاعب كبير وحاول أن يؤدي ما عليه. وهل عبدالكريم النفطي حدّ من وجودك في الخريطة لأنكما تلعبان في الخانة نفسها؟ - هذا الأمر غير صحيح أبدا، هذا الموسم الذي يختلف معي بأنني لاعب عائد من إصابة قوية في الرباط الصليبي، ولذلك توقفت عن المشاركة فترة طويلة، وأي لاعب يمر بهذه الظروف سيعاني عند العودة لأجواء المباريات. كيف ترى العمل الذي قام به الجهاز الإداري المشرف على الفريق الأول؟ - إدارة النادي عملت واجتهدت طوال الموسم والدليل البطولة التي حققناها، وبالتأكيد فالأخطاء واردة وهي من طبيعة البشر ولا بد من حدوثها، المهم التخطيط والعمل للمستقبل. ماذا يحتاج النصر حتى يعود لتحقيق البطولات؟ - توجد في النصر عناصر ممتازة، وكان فقط ينقصها الثقة ولكن مع تحقيق البطولة بدأوا يتشربون الثقة من جديد ولله الحمد ونحتاج إلى لاعبين أجانب في بعض المراكز المعينة مع اللاعبين المحليين الموجودين حالياً وبإذن الله تعود البطولات للعالمي. وما سلبيات الموسم؟ - أعتقد بأن الشيء الذي يضرنا كلاعبين ويزعجنا هو مسألة التوقفات الكثيرة خلال الموسم، وفي أكثر من مناسبة وهو ما أدى إلى انخفاض مستوى الدوري بشكل عام. وما أكثر الإيجابيات التي شاهدتها الموسم الماضي؟ - عودة نظام الدوري بالنقاط عكس ما كان سابقاً، لأنه يجدد الإثارة والتحدي والمتابعة الجماهيرية والإعلامية، حتى تكون كل مباراة وكأنها أشبه ما تكون بلقاءات الكؤوس. كيف تقوِّم الخطوة التي قام بها بعض أعضاء الشرف، الذين أرسلوا بعض اللاعبين الصاعدين إلى البرازيل للتدريب هناك؟ - هذه خطوة رائعة جداً وأشكر أعضاء الشرف، الذين تكفلوا بها وأتمنى أن يوفق من سيذهب إلى هذا المعسكر، وذلك لأن الفائدة في النهاية ستكون للنصر. شاركت بفعالية في الدورة الأولى للمنتخبات الأولمبية، كيف رأيت هذه الدورة؟ وهل استفدتم منها كلاعبين؟ - أنا سعيد للغاية بأن كان لي شرف تمثيل المنتخب في هذا المحفل، خصوصاً وأنها البطولة الأولى في هذه السن، وحقيقة كانت البطولة جيدة لنا كلاعبين، وهي فكرة نجحت قبل أن تبدأ وعلى رغم الانتقادات حول توقيتها فقط لا غير، إلا أننا استفدنا كلاعبين منها كثيراً وأثرت في مستوانا للأفضل. ولكنك ما زلت بعيداً عن المنتخب الأول؟ - لن أتحدث عن الأسباب ولكن أعد في الموسم المقبل بأنني سأبذل كل ما بوسعي، وذلك حتى أتشرف بخدمة الوطن.
