أكد أن الهولندي فوكي بوي أضاع النصر . أساد : النفطي وإلتون مطالبان بالتضحية ... ولاعبو النصر بحاجة لأساسيات الكرة

جاءت عودة المدرب الأرجنتيني دانيال أساد إلى نادي النصر بمثابة المفاجأة لكثيرين من متابعي الكرة السعودية، كونه قدّم مع"العالمي"أفضل مستوياته الفنية قبل ان يرحل تاركاً ذكريات جميلة، عودة أساد من جديد للنصر أفرحت أنصاره، بيد ان المدرب"المرح"لم يكن يتوقع ان يرى الفريق الأصفر بهذه الأسماء، خصوصاً ان غالبية اللاعبين الذين قادهم آنذاك رحلوا من الفريق، ليفاجأ بلاعبين جلهم من الشباب، ما دفعه للتحدي من جديد وتأكيد قدرته كمدرب عالمي، أساد كشف الكثير من الأسرار داخل البيت الأصفر في حواره الشيق مع"الحياة". فليكم نص الحوار:
كيف وجدت النصر بعد أن عدت إلى تدريبه من جديد؟
- أنا سعيد جداً بالعودة مجدداً، وأنا رجل لدي عزيمة وأعشق التحدي، وسأثبت أنني مدرب جيد مع الزمن، وعودتي ستكون مفيدة للنصر الذي أعرفه كثيراً من خلال عملي السابق، على رغم أن مجموعة اللاعبين تغيرت تماماً.
في المرة السابقة غادرت من دون أن تحقق لقباً أو بطولة للنصر، هل سيكون مصيرك مماثلاً هذه المرة؟
- لا يوجد مدرب في العالم يقود فريقاً من دون الطموح لنيل الألقاب والبطولات، وعودتي هذه المرة بالتأكيد هي للحصول على بطولة مع نادي النصر.
هل تتوافر في النصر الآن مقومات الفريق البطل؟
- لا تنحصر مقومات البطولة في النادي كإدارة فقط، ولكن الإدارة واللاعبين والمدرب وحتى الجماهير يجب أن يتحدوا خلف هدف واحد، ومع العمل الجاد سيكون لدينا ما نحتفل به.
كان أول لقاء لك أمام الشباب ويومها تعادل الفريق ثم الانتصار على القادسية، ثم الهلال والتعادل بهدف لمثله، إذاً هناك تذبذب في المستوى، كيف ستحقق بطولات كما تقول؟
- هذه اللقاءات الثلاثة لم يتخللها إلا أربعة تدريبات فقط، فمن الصعب جداً أن يتمكن المدرب من إجراء أي تغيير على تشكيلة أو طريقة لعب الفريق. أنا عقدي سينتهي بعد ما يقارب خمسة أشهر وهذا يجعل التغيير في الفريق وسط معمعة الدوري صعباً للغاية.
لو رجعنا للقاء الهلال لوجدنا أن الأوضاع الفنية للنصر أفضل ولكن لم يستطع أن يصل إلى مرمى الدعيع إلا من ركلة جزاء لماذا؟
- في الواقع كلامك سليم، ولكننا لعبنا آخر عشرين دقيقة ناقصين، وعلى رغم ذلك كنا نمتلك زمام الوسط وامتلكنا الكرة، ويجب ألا يغفل الجميع أننا لعبنا أمام الهلال الفريق الكبير ببطولاته وإنجازاته، الآن أنا لدي التصور الكامل للإيجابيات التي سنطورها والسلبيات التي سنحاول تلافيها في المستقبل القريب.
في الوقت الحالي لا يفصل النصر عن القمة في الدوري إلا ست نقاط فقط، هل سيكون الفريق قادراً على الوصول إلى الصدارة؟
- أنا لا أفكر إلا في كسب اللقاء الذي سألعبه بغض النظر عن بقية الظروف، أنا أحب أن أفكر خطوة بخطوة، لو كنت أدّرب مانشستر يونايتد أو ميلان من الممكن أن أفكر في ستة لقاءات مقبلة أو في الفرق بيني وبين المتصدر، خصوصاً أنني لم أتسلم الفريق إلا في لقاءات قليلة، وهذا لا يساعدني، فأنا لم أكمل شهراً مع الفريق حتى الآن.
هل تعتقد بأن توقفات الدوري ستؤثر في الفريق الذي بدأ يلعب للانتصار، وبدأت روح البطولات تدب في أوصاله كما تقول؟
- أنا لا أحمّل المسؤولية على توقف الدوري لو خسرنا، فكل الأندية ستتوقف معنا، ولو فرضنا أننا انتصرنا بعد التوقف سيقول الناس إن التوقف جاء مفيداً، ولو خسرنا قالوا العكس، لذا من الواجب علينا أن نستغل فترة التوقف كما يجب لمواصلة التطور.
هل وضعت برنامجاً لتفادي تداخل لقاءات الدوري وكأس الأمير فيصل؟
- أنا لا أعتقد أن هذا التداخل سيكون عائقاً بأي شكل، فأنا أمتلك 40 لاعباً جاهزاً منهم 6 في المنتخب الأولمبي. وطلبت جدول اللقاءات، ولدي تصور كامل عن كل ما سيأتي، لذا أنا أتكلم من منطلق وضوح الصورة أمامي.
يبدو أنك غير راض عن الأجانب الثلاثة المرداسي والنفطي وإلتون؟
- لماذا حكمت بعدم رضاي.
ما قرأته لك في الصحف من تصريحات كان يشير إلى ذلك، هل اللاعبون لا ينفذون تعليماتك؟
- بالنسبة إلى إلتون والنفطي، فالأول لاعب مهاري ولديه إمكانات رائعة جداً، أما الثاني فهو ذكي جداً، ويجيد صناعة اللعب، ويمتلك إمكانات هائلة، وأنا معجب بهما، وأطلب منهما التضحية ومساندة زملائهما في الوسط، فأفضل لاعب في العالم"كاكا"يعود من الأمام ليساند زملاءه، وهذا واجبه كلاعب في الفريق. هذه الجزئيات الصغيرة هي التي تجعل الفريق يظهر بالشكل الجيد، لذا أنا أطلب منهما أن يصنعا التوازن في الفريق وهما ينفذان ما أطلبه منهما تماماً، وأنا أعتمد عليهما لأنهما من أفضل اللاعبين، وكما ذكرت لك يجب أن يضحيا لأن كرة القدم لعبة جماعية، نحن نمتلك ظهيري جنب قليلي خبرة ولم يتعلما من كرة القدم الشيء الكثير حتى الآن، لذا يجب أن يساندهما إلتون والنفطي، فأنا أعتمد عليهما كثيراً.
البعض يقول إنه بعد رحيل فوكي بوي تسلمت فريقاً جاهزاً صنعه المدرب السابق؟
- سأعطيك أشرطة اللقاءات التسعة التي لعبها الفريق مع فوكي بوي، وشاهد الأهداف التي تأتي في ربع الساعة الأول من اللقاء التي تكون من كرات ثابتة في الغالب، تابع كيف أنهم في كل اللقاءات لم يكونوا يجيدون لعب ثلاث نقلات جيدة، وأيضاً لا يوجد دور هجومي جيد لأظهرة الجنب، فكيف يكون هذا فريقاً جاهزاً.
إذاً... هل كان وجود فوكي في الفترة السابقة غير مجدٍ للفريق؟
- مع احترامي لرأيك بعدم جدوى وجوده مع الفريق، فأنا أقول إن لكل شخص حرية التعبير عن رأيه، وأن يقول ما يريد، فالمدرب الحالي فقط هو الذي يكون قادراً على الحكم على المجموعة التي يدربها وعلى أخطائها وسلبياتها وإيجابياتها، وأنا لا يعنيني أن أنتقد فوكي بوي، لكن ما يهمني هو أن أصحح الأخطاء التي يقع فيها الفريق، وهي كثيرة للأسف، ومع الوقت سيتعرف الجمهور والإعلام على النصر الجيد، ويؤسفني أن أقول إن فوكي بوي لم يترك فريقاً جاهزاً.
وماذا ينقص الفريق الآن؟
- للأسف هناك لاعبون موجودون في الفريق لا يمكنهم اللعب لا لياقياً ولا فنياً، ولو كنت صريحاً معهم لقلت لهم اتركوا كرة القدم وجربوا أي شيء آخر كالدراسة أو أية رياضة أخرى، أنا صريح حتى مع ولدي حينما كان لاعباً، هنا تدخل مدرب اللياقة بابلو الذي بدى غاضباً وقال هناك لاعبون في الفريق الأول ما زالوا بحاجة إلى من يعلمهم أساسيات كرة القدم والنصر من المفترض ألا يقبل إلا الصفوة.
هل من الممكن أن تذكر لي أسماءهم أو عددهم؟
- بالطبع لا يمكن ذلك، ولقد تحدثت مع الإدارة عن هذه الحال، واتفقوا معي حول هذه الأسماء التي لا تجيد كرة القدم التي هي في الواقع عالة على الفريق.
هل سيستمر مدرب الفريق الأولمبي الهولندي فان داجيك، خصوصاً أن هناك أخباراً تسربت عن خلاف بينكما؟
- لا يهمني ولا يرجع لي استمراره من عدمه.
هل ستكون مدرباً للفريق في بطولة الأمير فيصل بن فهد؟
- حتى نكون صريحين قالت لنا الإدارة بعد وصولي الى الرياض إن هناك مدرباً للفريق الأولمبي وأنا سأكون مدرباً للفريق الأول وبإمكانه الاستعانة بلاعبي الفريق الأول لو شئت، ولما ذهب ستة لاعبين إلى المنتخب الأولمبي أصبح لدي تقريباً 16 لاعباً ولدي أربعة مصابين فأصبح العدد 12 ومدرب الأولمبي ليس لديه سوى سبعة لاعبين فقط، لذا قلت له أن يضم اللاعبين الذين معه إلى فريقنا حتى يكتمل الفريق ليتدرب فريقاً واحداً على الأقل، ولذا قلت للإدارة يجب أن ندمج المجموعتين لأن هذا هو الصحيح، وأنا سأحدد من يلعب في الدوري أو في كأس الأمير فيصل لأن النادي لديه أمل كبير في كأس الأمير فيصل، لذا نحرص على اللعب في الدوري وفي كأس الأمير فيصل وأن نربح فيهما، وهذا ما اتفقت مع مدرب الأولمبي عليه.
هل كنت تهدف من خلال دمج المجموعتين إلى إبعاد الطاقم الهولندي نهائياً عن الفريق؟
- لا أظن أن ذلك وارد، بل اجتمعت معه بعد قرار الدمج وكنا متفقين على أن يشرف مدرب الفريق الأول على الفريقين، وأنا حقيقة حزين على أنهم لا يدربون ولكن ما العمل فهذه قوانين اللعبة، فأنا لو انتهى عقدي والفريق غير جيد وأنا أحضرت معي مثلاً مدربين للأولمبي والشباب حتماً سيأتي المدرب الجديد ويبعدهما.
ذكر أنك عاطل عن العمل وأنك عملت في شركة استيراد وتصدير كيف سينجح النصر مع مدرب عاطل عن العمل؟
- لا يعقل ذلك، فلو كنت موظفاً ألا يحق لك أن تأخذ إجازة لقضاء وقت مع عائلتك وحينما تعود كيف يكون جهدك ألن يكون أفضل؟ أنا أحببت أن أرتاح وأن امنح عائلتي وقتاً أقضيه معهم، فأنا دربت كثيراً من الأندية في بلدان عدة، ألا يكفي أنني قضيت الكثير من الأعياد بعيداً عن عائلتي. لقد أمضيت سنتين وأنا أدرب بعيداً عن عائلتي. الكل يعرف المدرب الشهير بيانكي ولا يعرف أن له عاماً وهو لا يدرب، فهل من المعقول أن يقول أحد عنه إنه مدرب عاطل وإمكاناته غير جيدة، وحينما انتهى عقدي مع الفريق الذي دربته في السلفادور وحققت معه بطولة الدوري عامين متتاليين كان ذلك في آب أغسطس الماضي وهذا كان قبل 3 أشهر فقط، وحينها منحت الوقت لعائلتي وافتتحت شركة استيراد وتصدير وألقيت عدداً من المحاضرات على المدربين الأرجنتينيين، وليس من السهل أن تدرب فرق النخبة في الأرجنتين فما بالك بأن تدرب مدربيهم؟ هذا شيء كبير، وهناك دائماً أمور أهم من كرة القدم، فحفيدتي لم أشاهد خطواتها الأولى إلا عن طريق الإنترنت، وعلى رغم أنني حاولت ترك الكرة والتدريب إلا أنني احترمت اتصالات النصراويين وأوفيت بوعدي لهم.
وهل تحصلت على عروض في هذه الفرق؟
- قبل أن أحضر عرض علي المسؤولون في نادي فيليز سارسفيلد في الأرجنتين تدريب الفريق، كما عرض علي الانتقال إلى ديبورتيفو كالي في كولومبيا وكنت على وشك التوقيع قبل أن يأتي عرض النصر، الذي كان بالقيمة المادية نفسها إلا أنني فضلت تدريب النصر واعتذرت للفريق الكولومبي.
هناك أخبار وإشاعات تشير إلى أن أساد يقبل التدخل الإداري، والدليل أنه في لقاء النصر والشباب كان مشعل المطيري أساسياً وعبده برناوي احتياطياً، ولكن تفاجأ الجميع بإشراك برناوي أساسياً، وهذه الأخبار من داخل النادي، بعكس الفترة السابقة التي كان يطرد فيها أساد المسؤولين من غرفة الملابس؟
- دع الجميع يتحدث، الإدارة لا تتدخل أصلاً في شؤون الفريق الفنية، وهم الذين أعطوني الصلاحيات للعمل في الفريق كما أريد. ولو شئت فاسأل المترجم عن هذه الواقعة، فقد أكذب عليك أنا ولكن ما مصلحة المترجم في الكذب عليك؟ فنحن في التدريب نشرك برناوي مع الأساسيين عشرين دقيقة ثم أستبدل به مشعل المطيري، وقبل الاجتماع التكتيكي بخمس دقائق أحدد من سيلعب ومن سيبقى احتياطياً.
إذاً... ماذا حدث حتى تغير رأيك بهذه السرعة؟
- مشعل المطيري لاعب شاب وأنا معجب به، وقلت انه سيلعب أساسياً وكان جيداً أمام الهلال، وأنا راض عنه جداً، وعلى رغم أنه طرد لم أعاتبه وأنا أحبه كثيراً، وربما كان ذلك التغيير بغير قصد، فهما لاعبان كبيران وجيدان، وقد تحدث معك هذه الحالة في صحيفتك فتكتب بالخطأ شيئاً ما، وللعلم لم يحضر ذلك الاجتماع يوم المباراة أحد من إدارة النادي، فمن أين أتيتم بهذه المعلومة هذه الأخبار تخلق البلبلة بين الإدارة والمدرب واللاعبين.
النصر كاد يتعثر أمام الوطني بسبب الأخطاء التكتيكية في توظيف اللاعبين داخل الملعب؟
- قبل السؤال يجب أن تعرف كم كان ينقص النصر في هذه المباراة، بالتأكيد الجميع يعلم عدد اللاعبين المنضمين لقائمة المنتخب السعودي الأولمبي فهم 6 عناصر، أضف إلى ذلك غياب البرازيلي إلتون لإصابته، والمهاجم محمد الشهراني الذي احتفل بزواجه أخيراً، وهذه الغيابات تأثرنا بها على رغم أن الفريق المقابل لم ينقصه أي لاعب وهو خصم جدير بالاحترام، وكان المهم بالنسبة إليّ النقاط الثلاث وتحققت، ونحن استفدنا في هذه المباراة عودة المهاجم عبدالرحمن البيشي، إلى جانب الظهير الأيمن ماجد هزازي، وهؤلاء سيدعموننا في الاستحقاقات المقبلة.
أنصار الفريق يخشون من أن تتكرر النتائج الكبيرة في المواجهة المقبلة أمام الاتحاد، كيف تصف هذه المواجهة؟
- دعوني افرح بنقاط الوطني أولاً، وتفكيري منصب حالياً على الفريق الأولمبي الذي سيشارك في كأس الأمير فيصل بن فهد، وتحديداً في مباراة الغد أمام الوحدة، التي نسعى من خلالها إلى تحقيق النتائج الإيجابية التي حققناها في مسابقة الدوري الممتاز.
هل هناك إضافة تود أن تقدمها في ختام هذا اللقاء؟
- حقيقة أحب أن أقول للجميع إنني أشعر براحة كبيرة وفرح شديد جداً بالعمل في النصر والمملكة، ولدي ثقة بلاعبي الفريق والمجموعة كاملة، وسيأخذون هم الثقة في الإعلام، وغير ذلك فللجميع الحق في قول ما يريدون، والنتيجة هي ما يهم.