أعرب مدير مؤسسة التعايش الهادفة إلى - تعزيز التفاهم بين اليهود والمسيحيين والمسلمين من خلال التعليم والتثقف والحوار وإجراء الأبحاث - جيمس كيندر أن التحدي الأكثر إلحاحاً والأكثر أهمية في ما يتعلق ب"تجسير"هذا الحد الفاصل بين الرسالات السماوية، وهو التأثير الهدام لما يسمى بالخبراء والمعلقين على القضايا الدينية من ناحية التأكيد على الاختلاف والخطورة وفقدان الثقة. وأكد في كلمته أمام مؤتمر الحوار العالمي الذي اختتم في مدريد أمس، أن الجميع يحق له أن يفخر بمناسبة اللقاء الذي تم في مدريد"فهنا، وفي قلب إسبانيا، نستعيد اليوم المثل العظيمة التي قدمتها لنا الأندلس، حينما نجح اليهود والمسيحيون والمسلمون في العيش جنباً إلى جنب والتحاور بحرية وود كبير. وهنا لا بد لي من إزجاء الشكر للفريق الإسباني الذي نجح في وضع الترتيبات العملية لهذا المؤتمر، وقبل كل ذلك أعبر عن شكري وتقديري لحكومة المملكة العربية السعودية ولرابطة العالم الإسلامي على ما قدموه من أجل إنجاح هذا الحدث المهم". وأضاف:"لكنني أعتقد أن علينا الإشارة إلى أن أجواء الود والصداقة والنيات الحسنة التي تشكل أساساً لهذه المداولات ليست هي العلاقات النموذجية التي تربط بين الأديان في عالمنا اليوم. فهناك توترات"فظيعة"بين أتباع الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية - وكذلك بين مختلف الطوائف داخل كل من هذه الديانات... والمؤكد أنكم تلاحظون أن وسائل الإعلام تهيمن عليها العناوين الرئيسية التي تؤكد الاختلاف وفقدان الثقة - وفي كل يوم وفي مختلف أنحاء العالم، تفقد الأرواح بسبب الكراهية التي تنتج من ذلك. وهذه الكراهية إلى جانب الجهل بالتقاليد الكريمة التي تتميز بها أدياننا والديانات الأخرى يشكلان مصدراً محفزاً لأيديولوجيتين متنافستين ومدمرتين. فمن جهة، هؤلاء الذين يؤمنون بدين معين يدفعون إلى التقهقر لاتخاذ مواقف أكثر صلابة - ويلجأ الناس إلى الأساسيات ويتبرمون من هؤلاء الذين لا يقبلونهم. ومن الجهة الأخرى، وفي عالمنا اليوم الذي يتميز بالاستنارة ويتجه نحو العولمة، حيث يقول العلم والتقنية إن لديهما الحل للعديد من التساؤلات التي تتم دراستها على مدار التاريخ عبر الديانات، يرى الكثيرون أن الدين هو المشكلة وليس الحل. وهنا يوجد حد فاصل جديد: ليس بين الديانات وإنما بين هؤلاء الذين يؤمنون بها وهؤلاء الذين يعتقدون أن الدين هو المشكلة". وقال:"أرجو أن تسمحوا لي بالبدء بما أرى أنه التحدي الأكثر إلحاحاً والأكثر أهمية في ما يتعلق بتجسير هذا الحد الفاصل بين الرسالات السماوية، وهو التأثير الهدام لما يسمى بالخبراء والمعلقين على القضايا الدينية من ناحية التأكيد على الاختلاف والخطورة وفقدان الثقة. إن العناوين الرئيسية التي تقول:"حملة صليبية جديدة ضد الإرهاب!"، أو"واحد من كل أربعة مسلمين يريد أن يصبح انتحاري!"، أو"مزيد من الاعتداءات اليهودية على الضفة الغربية!". ومحطات التلفزة التي تغذينا بصور مباشرة عن الوحشية والبشاعة، والصور النمطية التي تؤكد صراع الحضارات. ما هي الحقائق خلف هذه الصور النمطية؟ هذا هو ما سعينا إلى تأسيسه، ومن خلال شراكة غير ربحية مدتها 10 سنوات مع منظمة غالوب، فإننا نأمل أن نتمكن من تقديم المساعدة في محاربة بعض هذه الأساطير التي تدعم هذه الصور النمطية".