يُفتتح في المكتبة البريطانية في لندن، اليوم، معرض "مقدسات : اكتشف ما نشترك فيه"، والذي سيجمع مخطوطات نادرة إسلامية ومسيحية ويهودية تُظهر مدى التقارب بين هذه الأديان التوحيدية الثلاثة. ويأمل منظمو المعرض في دحض الصورة النمطية التي تكرّست منذ 2001 ومفادها أن الصراع في العالم اليوم هو بين المسلمين والغرب. ويفتتح دوق أدنبره الأمير فيليب، زوج الملكة اليزابيث الثانية، والأمير رشيد، شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، المعرض الذي سيستمر حتى 23 أيلول سبتمبر المقبل. والملك محمد السادس والأمير فيليب هما راعيا هذا المعرض الذي ستساهم"الجمعية المغربية - البريطانية"في تمويل ربع كلفته، في حين تتولى جمعيات يهودية ومسيحية وإسلامية بقية التمويل. واختار منظمو المعرض وضع نسخ ومخطوطات من القرآن الكريم والإنجيل والتوراة جنباً إلى جنب لإظهار مدى التشابه والاختلاف بينها. وقالت دنيا فرمان فرمانيان الناطقة باسم"الجمعية المغربية - البريطانية"، ل"الحياة"إن الجمعية هي صاحبة فكرة مشروع المعرض منذ ثلاث سنوات، وإن هدفها إظهار"أن ما يجمع بين الديانات السماوية الثلاث أكثر مما يفرق". وقالت إن المغرب بلد مسلم لكنه في الوقت ذاته يحمي أتباع الديانات السماوية جميعهم، وإن الإسلام المغربي هو إسلام متسامح. ولفتت إلى أن"العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كان أول من طرح فكرة حوار الأديان العام 1980 ثم زار الفاتيكان قبل أن يزور البابا يوحنا بولس الثاني المغرب العام 1985، في أول زيارة يقوم بها لبلد مسلم". وسيضم المعرض أقدم مخطوطة للتوراة الكتب الخمسة الأوائل من العهد القديم يُعتقد بأنها كُتبت في فلسطين في القرن العاشر الميلادي، وأقدم مخطوطة كاملة للعهد القديم باللغة اليونانية يُعتقد بأنها كُتبت في فلسطين أيضاً في العام 350 ميلادي، ونسخة من"القرآن المائل"نسبة إلى خطّه بخط مائل تعود إلى القرن الثامن الميلادي خلال السنوات المئة التي تلت هجرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة، ونسخة من التوراة في لشبونة، أحد أبرز الأمثلة على تأثر اليهود بالفن الإسلامي صفحاتها تزخر برسوم وزخرفات إسلامية وقد تم خطها العام 1482، قبل 15 سنة من طرد اليهود من البرتغال. وستكون هناك أيضاً كسوة للكعبة تعود إلى السلطان العثماني عبدالمجيد الأول العام 1858، ومصحف من سبعة مجلدات خُطّت بأحرف من ذهب للسلطان بيبرس استغرق خطها ثلاث سنوات بين 1304 - 1306. وقال المسؤول عن المعرض في المكتبة البريطانية غراهام شو إن وضع المخطوطات اليهودية والمسيحية والإسلامية جنباً إلى جنب"يبيّن مدى ما تشترك فيه هذه الديانات من ناحية التعاليم النصية... ونأمل بأن يزيد هذا المعرض الوعي العام بالأديان الثلاثة".