أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى تحول المملكة إلى «منصة عالمية» لمحاربة الأفكار المتطرفة والإرهابية، وقال خلال ملتقى «دور أتباع الأديان في تعزيز السلام والوئام» الذي اختتم أعماله بجنيف أمس الأول، بحضور ممثلين عن الأديان السماوية: «يجب ملاحقة التطرف في الفضاء الإلكتروني وعلى أتباع الديانات والثقافات مقاومة الأطروحات الإقصائية وكذلك النظريات الكارهة مثل الإسلاموفوبيا التي تُعتبر المقاوم الأول لجهود محاربة التطرف كما تمثل عائقا قويا للاندماج الإيجابي للأقليات المسلمة ملقيا باللائمة فيها على رهانات المصالح الذاتية لبعض المنافسات السياسية. ونبه د.العيسى إلى أن هذه التحديات لن تؤثر على جهود الرابطة في محاربة التطرف والإرهاب، وقال: «الأفكار المتطرفة خدمها العالم الافتراضي حتى اخترقت الحدود دون تأشيرات دخول ولا تراخيص عمل، وبرهن للحضور بالأمثلة أن المتطرفين ضعفاء الحُجّة وأنه لا قدرة لهم على مواجهة الحقائق وأنهم لا يعملون إلا في منطقة الفراغ، مؤكدا أن نسبة التطرف في الدين لا يتجاوز النسمة الواحدة من أصل مائتي ألف نسمة والعدد في تراجع لأقل من ذلك بفعل جهود محاربة التطرف. ثقافة السلام قال الأسقف إيفان جيركوفيش المندوب الدائم لبابا الفاتيكان في كلمته: إن التسامح بين الأديان يعزز ثقافة السلام، ويجب دعم وتعزيز ثقافة الاحترام لجميع الأديان وحمايتها، وأكد القس الدكتور اولاف توايت أهمية أن يلتزم الجميع بالسعي إلى السلام في هذا العالم، لا سيما في هذه الفترة الحرجة لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. العائلة الإبراهمية وتحدثت الدكتورة فوزية عشماوي الأستاذة بجامعة جنيف عن محور العائلة الإبراهيمية وإرساء قيم التعايش السلمي، قائلة: «اليهود والمسيحيون والمسلمون يأتون من نفس الجذع ومن نفس الأب المؤسس وهو إبراهيم عليه السلام، وهو ما يؤمن به أتباع الديانات الثلاثة؛ أما المسيحيون واليهود فإن الإسلام يعترف بأنهم أهل الكتاب ويعترف بكتبهم التوراة والإنجيل على أنها من الكتب المقدسة. وأكدت عشماوي أهمية البحث عن القواسم المشتركة بين الأديان الثلاثة وإبراز أسس الحوار بين الأديان للعيش في سلام؛ وأشارت إلى أهمية أن يقيم أتباع هذه الديانات الثلاث حوارا مثمرا وليس حسب التفسيرات الخاطئة والصور المشوهة والقوالب النمطية والصور المبتذلة الموروثة عن الماضي، وحذرت من محاولة البعض تأجيج الصراع بين أهل الأديان السماوية. لا.. للإكراه الدينى وقال ميشال قران جون: «على كل طرف معاملة الآخرين بنفس الطريقة التي يرغب هو بأن يُعامَل بها، كما يجب أيضا إدانة جميع أشكال العنف بكل أشكاله وأنواعه ومسمياته، واستشهد بأطروحات الكاتب الإيطالي كاستيليوني الذي يعتبر من ضمن المؤسسين لسلام الأديان و يناهض الإرهاب ويرفض الإكراه الديني الذي يؤدي إلى تأجيج التطرف والإرهاب، وكذلك إثارة النزاعات والفتن، وندد بأفعال الجماعات التي تقوم بممارسة العنف ضد المسلمين في ميانمار داعيا إلى التدخل لإنقاذ الأقليات. الاختلاف.. سنة الحياة وفى نفس السياق أكد فرانك هانش على عدم إكراه وإجبار الآخرين على اعتناق معتقد ديني، مشيرا إلى أن ذلك يشكل مسألة خطيرة لأن الله لو أراد ذلك لجعل جميع الناس لهم ديانة واحدة لكن يجب علينا الاعتراف بالتعددية الدينية وحرية المعتقد الديني لأن الإنسان هو الذي يقوم بتعزيز هذا الموقف في إطار موقف فكري محدد. وأشار هانش إلى أن كل إنسان له جانب روحي وقدسي ولكل إنسان القدرة على إخراج هذه الطاقات الدينية التي تكمن داخله من خلال الجانب النفسي، ومراقبة الذات والضغط على النفس ومن خلال التركيز، وهذا هو الهدف الذي ترمي إليه الأديان والتخلق والتسامي بالأخلاق فالكنائس والمعابد ما هي إلا أماكن تهدف إلى التركيز والتخلق والتسامي والتعايش بسلام. أبرز توصيات الملتقى * تكثيف اللقاءات بين علماء الأديان لدراسة المسائل والإشكالات العالقة * التحرر من مؤثرات الصراع التاريخي بين أتباع الأديان * نشر ثقافة السلام والتفاهم * رفض الترويج لثقافة العنف والكراهية والإقصاء * البعد عن تسميم الفضاء الإعلام بالصراعات الدينية. * تعزيز التعاون والتنسيق بين مؤسسات الأديان * احترام الخصوصيات الدينية أو الثقافية للأقلية والأكثرية * مد يد العون للاجئين والمشردين وضحايا الحروب والصراعات