شد مسلسل سنوات الضياع الذي يعرض على شاشة mbc انتباه المشاهد العربي على رغم حلقاته الطويلة، وتذمر المشاهدين من كثرة الاعتراضات الإعلانية أثناء الحلقة الواحدة، حتى إن الوقت المخصص للإعلان تفوق على دراما المسلسل الشهير. وكثر الحديث عن قصة هذا المسلسل الذي بدأ عرضه منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، وتعرف المشاهدين على جنسيته وشخصياته وتعاطف الكثير مع الثقافة التركية في هذا المضمار، فالقصة مثيرة والأداء ممتع، على رغم الأطناب في القصة والانتقال في الأحداث من مشهد إلى آخر من دون أن يشعر المشاهد انه يتابع"فيلماً هندياً"وهي المقولة العربية الشهيرة لكل مسلسل أو فيلم بعيد عن الواقع. تلك المقدمة كانت موضع جدل وسجال بين العديد من الأصدقاء إذ أصر البعض على أن المسلسل التركي"سنوات الضياع"أسهم بدرجة كبيرة في تعاطف المشاهد العربي مع منتخب تركيا في نهائيات كأس أوروبا المقامة حالياً في سويسرا و النمسا، بينما البعض الآخر أرجع ذلك التعاطف الكبير لعوامل أخرى منها"إسلامية تركيا"وتواجد الكثير من العمالة التركية في الخليج، إضافة إلى أن تركيا من المنتخبات"الكادحة"في أوروبا، وطبيعي أن تتعاطف معها الجماهير العربية وسط نتائجها المذهلة في يورو 2008. والحقيقة البعيدة عن الجدال والمساجلات هي أن تركيا استعادت عافيتها في مضامير عدة، وبدأت تشق طريقها في مضامير جديدة منها كرة القدم، فالمنتخب التركي أو كرة القدم التركية كانت حملاً وديعاً للمنتخبات الأوروبية، وكانت شباكها تستقبل وابلاً من الأهداف عندما تلعب مع منتخبات الصف الأول في القارة العجوز ونهوضها وتفوقها هو عهد جديد لها وليس قديماً، وبدأ هذا التفوق في نهائيات كأس العالم 2002 عندما أحرزت المركز الثالث وأبهرت الجميع آنذاك. الشاهد أن المنتخب التركي في نهائيات كأس العالم 2002 وعلى رغم نتائجه المبهرة في أكبر تظاهرة كروية في العالم لم يجد هذا التعاطف من الجماهير العربية ولم يلاحظ تعاطف العرب لا من قريب ولا من بعيد مع الكرة التركية آنذاك على رغم إنجازه الكبير. فما الذي تغير في يورو 2008؟ المناصرون لنظرية تأثر المشاهد العربي بالمسلسل التركي"سنوات الضياع"يؤكدون أن سبب التغيير في تدفق العاطفة العربية تجاه الترك في نهائيات أوروبا الحالية نابع من التعاطف الكبير للثقافة التركية التي أبرزها مسلسل سنوات الضياع والذي بدأ قبل يورو 2008 بنحو شهرين ونصف الشهر ويستندون في رأيهم إلى الفرق الواضح في الاهتمام العربي بين المنتخب التركي في كأس العالم 2002 وبطولة أوروبا الحالية، فالكفة تميل لمصلحة الأخيرة وبمراحل. وليس أمام المعترضين على تلك النظرية إلا البحث عن برهان ينقض برهان المولعين بمسلسل"سنوات الضياع". وقبل أن تصل هذه المقالة لخط النهاية فأنني سأتبرع للمعترضين ببرهان ساطع وواضح كوضوح الشمس في رابعة النهار على أن الاهتمام العربي بالمنتخب التركي ليس وليد مسلسل سنوات الضياع وإنما هو تعاطف عفوي وطبيعي جداً وهذا الدليل هو أن النجم نهاد قهوجي أشهر في العالم العربي من بطل مسلسل سنوات الضياع الذي لا أعرف إلا اسمه في المسلسل"يحيى"ولكن هذه الحجة فيها قولان فقد يخرج لنا من يقول ان بطلة المسلسل"لميس"أشهر من نهاد قهوجي في العالم العربي على رغم أن الأخير يلعب لنادي فياريال الاسباني وأصحاب هذا الاتجاه يستدلون بالعراك الأسري بين الأزواج داخل البيوت في الأوقات التي يعرض فيها المسلسل هل فهمتم؟ [email protected] +