حققت تركيا إنجازاً "خارقاً" في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2002، بحلولها ثالثة، ثم غابت عن الساحة الدولية كما يلفت قائد منتخبها نهاد قهوجي، موضحاً أن مجموعة المدرّب فاتح تيريم عقدت العزم منذ البداية على تأكيد موقع تركيا الكروي من خلال"يورو 2008"... تحدٍ بلغ مداه بعد تجاوزها كرواتيا في الدور ربع النهائي، مثبتاً أن الفوز على تشيخيا، في الدور الأول، كانت خطوة في فرض الإيقاع التركي، أمام العالم أجمع. قبل لقاء ربع النهائي، وجّه الأتراك إشارات عدة الى الكروات وحذروهم من الاستهتار بقدراتهم، وذكروهم بأنهم"مناضلون حتى النفس الأخير...". هكذا عاد المنتخب التركي مجدداً ومن بعيد جداً. ولم يدع منافسه الكرواتي يستمتع بهدف إيفان كلاسينتش أكثر من نصف دقيقة، فعادل سميح شانتورك، وتسيّد وزملاؤه"تجربة"ضربات الترجيح. ومتابعو مسيرة المنتخب التركي في التصفيات عموماً، و"تخبّطه"أحياناً منذ بروزه المونديالي، تذكروا أن شيئين مهمين توقف عندهما الجمهور التركي عشية الإستحقاق الأوروبي، هما التأهل الصعب لكن المستحق للمنتخب، ووعد المدرب تيريم بتحقيق إنجاز مهم في هذه النهائيات. وكانت رحلة الوصول الى سويسرا والنمسا شاقة ومتعبة، ولم تبلغ الى مرتجاها إلا في اليوم الأخير، وبعد تجاوز البوسنة بهدف من دون ردّ في اسطنبول. لكن تيريم أيقن باكراً أن مشكلة لاعبيه نفسية، ويجب العمل جيداً قبل"سقوط مزعج"في النهائيات. ونجح بداية في التصفيات من خلال إسقاطه النروج على أرضها 2 ?1، فحرمها بطاقة التأهل الثانية، خلف اليونان. عناصر تيريم آمنت بنظرياته وإقتنعت بأنها قادرة على"تحقيق المعجزات"واضعة نصب عيونها الصفحات البيض في"مونديال 2002"، حيث كان كل تطور إيجابي بعد الدور الأول"إضافة عزيزة". ويستند تيريم الى دعم إعلامي وجماهيري تعزز بعد إقصاء كرواتيا، اذ يسود اقتناع في الشارع التركي بعد بلوغ نصف النهائي الأوروبي للمرة الأولى،"إنهم قادرون على إسقاط ألمانيا غداً"، على رغم معوقات الإصابات والتوقيفات في صفوف المنتخب"العتيد". ويرتكز تيريم في طموحاته الى سجله الحافل، إذ قاد تركيا للنهائيات للمرة الأولى عام 1996، بعد 42 من خوضها مونديال سويسرا عام 1954، فاتحاً الباب أمام بلاده لدخول القارة من الباب الواسع، فبلغت ربع النهائي بعد أربعة أعوام. ومع فريق غلطة سراي، نجح تيريم في حصد كأس الاتحاد الأوروبي عام 2000، ممهداً الطريق أمام أندية أخرى لقول كلمتها مثل فنربخشه. في سويسرا والنمسا يستفيد تيريم من جمهور كبير قوامه الجالية التركية في البلديين والقادمين من ألمانيا، ما يجعل لاعبيه"عربات نار في الميدان"... وحتى الآن كسب المنتخب الشجاع أكثر من نصف الرهان، والمهم أنه استفاد من أخطاء الماضي وتفادى"العصبية الزائدة"التي كلفته الإخفاق في التأهل الىپ"يورو 2004"ومونديال 2006.