على رغم ما يواجه الإعلامي في ميادين عمله من صعوبات، إلا أنه يرفض بشكل قطعي ترك"مهنة المتاعب"وإيجاد البدائل، خصوصاً وأن عدم تجاوب بعض المسؤولين معه يعد سيفاً من شأنه بتر فكرة أو قضية لا تبصر النور طالما لم يزودها برأي رسمي. غير أن تلك الصعوبات والمواقف قد تتحول إلى ذكريات مضحكة ودروس يتعلم منها الكثير لتجنب الوقوع في الخطأ، ويتعلم كيف ينال مراده وإن أوصدت في وجهه الأبواب والنوافذ!. ويروي الإعلامي معتوق الشريف أحد المواقف التي يراها مثالاً على عدم احترام العاملين في مجاله:"أردت كتابة موضوع عن استقالة نائب رئيس أحد الأندية الأدبية، ومعرفة الدوافع وراء ذلك القرار، غير أنني فوجئت بعد النشر بإنكاره لما صرّح به، على رغم وجود تسجيل صوتي يثبت صحة المعلومات التي نشرت". ويضيف:"استطاع ذلك الشخص تأليب عدد من الكتّاب ليقفوا ضدي من خلال أعمدتهم الثابتة في عدد من الصحف، إضافة إلى أنه لم تتح لي فرصة إيضاح الحقائق، ما سبب لي الضرر في عملي"، لافتاً إلى أن زمرة من المثقفين ربطوا صفة"الكذب"بالإعلامي، خصوصاً أن الكثير من أفراد المجتمع لا يثقون في ما تطرحه وسائل الإعلام. ويرى الشريف أن من أبرز الصعوبات التي تواجهه في مضمار عمله تراجع المسؤول عن تصريحاته في اللحظات الأخيرة، وعدم رغبته في طرحها على لسانه، إضافة إلى عدم التزامه بمواعيده مع الإعلامي. وليس الشريف الوحيد الذي تضرر من تصرفات بعض الشخصيات، إذ إن الإعلامي سلطان الدوسري كان ضحية لتقدّم أحد الوزراء بشكوى ضده إلى مديره في العمل، نتج منها أصدار قرار بإيقافه، ويروي ما حدث معه قائلاً:"صرّح أحد الوزراء في منتدى جدة الاقتصادي عام2004 بتنفيذ أحد المشاريع مع نهاية العام، غير أنني أعدت نشر تصريحاته بعد مرور سنة ونصف السنة مضافاً إليها عدم وجود بوادر لتنفيذ ذلك المشروع، وكان الموضوع يدور حول"عدم وفاء الوزراء بما يصدرونه من تصريحات"، ما أثار حفيظة الوزير، ليدفع مدير التحرير إلى اتخاذ قرار سلبي ضدي على رغم صحة موقفي". أما الإعلامية أميمة سند فتتذكر موقفاً"استفزازياً"وقعت فيه منذ سنوات، إلا أنها تنفجر ضحكاً كلما استعادته في ذاكرتها، وتقول:"أردت استكمال تحقيق عن إحدى القضايا الاجتماعية، غير أنني احتجت إلى رأي ديني أعزز به التحقيق، وحينما تحدثت إلى أحد علماء الدين رفض بشدة الرد، واكتفى بقوله لي كلفي أحد زملائك الرجال كي يحدثني وأغلق الهاتف في وجهي من دون إعطائي الفرصة لتوضيح وجهة نظري". وتضيف:"يطالبنا عدد من المسؤولين بسرد تصريحاتهم بالحرف الواحد، ما يوقعنا في حرج معهم بعد نشر المادة، خصوصاً أن صياغة الصحيفة تلزمنا تعديل بعض الجمل لإخراجها بشكل مناسب". ويختلف الإعلامي سعيد الجابر قليلاً عن البقية، إذ يرى أن اختياره في أول تغطية إعلامية سعودية لرحلة إلى حدود الفضاء يعد من أكبر المغامرات القوية التي تركت في نفسه أثراً إيجابياً كبيراً. مشيراً إلى أن تخوّف المسؤولين من التواصل مع الإعلاميين من شأنه أن يكون سبباً في عدم تقبّل المجتمع لهم، إذ بإمكانهم كسب الإعلام في صفهم عبر تحدثهم بشفافية وأريحية.