خرج الصحفي السعودي ياسر المعارك الذي صدر قرار "لجنة النظر في المخالفات الصحفية" بوزارة الإعلام منعه من مزاولة العمل الصحفي مدى الحياة , عن صمته وكشف ل"سبق" عن تفاصيل مثيرة حول قضيته أمام اللجنة , كانت أول المفاجآت -كما قال المعارك- أنه لا يعرف البته أن هناك قضية ضده أمام "لجنة المخالفات", وأنه لم يستدعى أمام اللجنة , ولم يخطر بها بأي طريقة رسمية , ولم تطأ قدمه الدور الخامس في وزارة الثقافة والإعلام التي بها "اللجنة" الا عندما ذهب لتسلم قرار الوقف مدى الحياة, والمفاجأة الأكبر - على حد قوله- أنه عرف بصدور القرار برسالة جوال من صديق قبيل الفجر , وتوقع أنها "مزحة", وأكد "المعارك" أنه يملك كافة المستندات التي تثبت أنه أجرى الحوار مع الدكتور الصقير. وكانت "سبق" التقت أمس - الأحد- مع رئيس تحرير "الرياض" تركي السديري التي شملها الحكم بالغرامة والاعتذار , كذلك التقت بالدكتور صالح الصقير صاحب الدعوى ونشرت كلام كل منهما كاملًا , وكان لا بد من الالتقاء بالطرف الثالث في الدعوى , صاحب الحكم الأقسى ياسر المعارك , وفيما يلي نص الحوار معه الذي خص به "سبق" *ما هي قضيتك التي حكم فيها بمنعك من ممارسة العمل الصحفي مدى الحياة؟ أجريت حوارا مع الدكتور صالح الصقير , و استقيت معلومات الحوار من خلال ما وردني من معلومات عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصقير إلى بريدي الإلكتروني, إضافة إلى التسجيل الصوتي و بعد نشر المادة الصحفية أتفاجأ بأن د.الصقير ينفي تصريحه بمعلومات اللقاء. ومن هنا بدأت الإشكالية و للمعلوم الصحافيون يتعرضون لمثل تلك المواقف فبعض المسئولين ينكر تصريحاته التي أدلى بها و الشواهد كثيرة, ويعرفها زملائي الصحفيين . *متى علمت أن هناك قضية مرفوعة ضدك أمام "لجنة النظر في المخالفات الصحفية" بوزارة الإعلام؟ بصراحة وهذه مفاجأة من العيار الثقيل, أنا لم اعرف نهائيًا عن وجود قضية ضدي ,و لم يتم استدعائي أو إبلاغي بأي طريقة للمثول أمام اللجنة, و لم أوكل محاميا عني أو أدافع عن نفسي أمام "لجنة النظر في المخالفات الصحافية" , رغم أن رقم هاتفي الجوال ووسائل الإتصال ني معروفة لدى الجميع ,خصوصًا الوسط الصحافي ,فأنا عضو في "هيئة الصحافيين السعوديين", و عضو سابق في "الجمعية السعودية للإعلام والإتصال" ولي حضوري المستمر عبر الشاشة الفضية في القنوات المختلفة. و قد علمت بصدور القرار ضدي من رسالة جوال sms ,وردتني فجر الثاني من شهر ذو القعدة الجاري ,تفيد بصدور قرار بإيقافي عن الكتابة الصحافية بشكل نهائي, فاعتقدت في بداية الأمر أنها مزحه كون القرار لم يصدر, وفي الصباح تلقيت إتصالًا من صديق آخر يؤكد صحة الخبر , ولك أن تتخيل دعوى تستمر لأكثر من عامين ولا أعلم عنها شيئا, ويصدر فيها قرار بحرمان مدى الحياة. *هل تمتلك وثائق المعلومات تؤكد ما ذكر في الحوار وأنك أجريت حوارا مع د. الصقير؟ نعم لدي الوثائق التي استندت عليها في حواري مع الدكتور الصقير, و تلقيتها منه بشكل مباشر , سواء عبر بريده الإلكتروني المعروف أو التسجيل الصوتي. *خلال مسيرتك في العمل الصحافي ما هو أسلوبك في التعامل مع مصادرك في الحصول على المعلومات ؟ الصحافي ينطلق في عمله المهني معتمدًا على مبادئ أساسية تبدأ بالمصداقية و جرأة الطرح وحماية مصادر المعلومات وعدم الكشف عنها و حرية الرأي دون المساس بحرية الآخرين. و اعتمد بشكل مباشر على استسقاء المعلومة من مصادرها الصحيحة و أقوم بتوثيق المعلومة, إما بالتسجيل الصوتي ,أو عبر مراسلات البريد الإلكتروني مع الشخص صاحب العلاقة. وفي عصر الثورة المعلوماتية وتطور وسائل الإعلام تقنيًا تخلت وسائل الإعلام عن المصادر التقليدية و أصبحت تعتمد على التقنية الرقمية في صلب عملها الإعلامي. *ياسر المعارك أكاديمي خريج إعلام صحافي متمرس و مهني حصل على جوائز صحافية – 2007 – 2008 فما هو الخطأ المهني الذي وقعت فيه لتحرم من ممارسة المهنة مدى الحياة؟ لا يوجد خطأ مهني فالصحافي ,لا يقصد التجريح أو النيل من سمعة أحد, بل يقوم بتقصى الحقائق. وأعتقد أن وصف الصحافة " بمهنة المتاعب " لم يأتي من فراغ..!! *حق النشر و حق التوضيح و حق التصحيح حقوق مكفولة نظاماً خاصة في قضايا متخصصة ترى لماذا لم يلجأ الطرف الآخر لأعمال حق التصحيح و التوضيح؟ بالعكس فالصحافة تحترم الرأي و الرأي الآخر و قد تم نشر تعقيب الدكتور الصقير في عدد رقم 14245. *هل تتوقع أن هناك أطراف أخرى تشابكت في القضية مما خرج بها من موضوع نشر إلى موضوع محاسبة ومحاكمة؟ ليس لدي جواب كوني لا امتلك أي معلومة عن "لجنة النظر في المخالفات الصحفية" فأول زيارة لي لمقر اللجنة في الدور الخامس من وزارة الاعلام كانت عندما استلمت القرار الصادر ضدي بالحرمان مدى الحياة من لجنة النظر في المخالفات الصحفية. *الحرمان من العمل الصحفي مدى الحياة ...كيف شعورك و أنت تسمع هذا القرار؟ بصراحة لم أصدق الخبر نهائيًا ,و صعقت عندما تأكدت من صحة الخبر. *هل هناك نص ما في نظام المطبوعات و النشر على مثل هذه العقوبة "المنع من مزاولة المهنة مدى الحياة"؟ لا يوجد نص بهذه العقوبة, و للأمانة معالي وزير الإعلام عبد العزيز خوجه, لم يوقع القرار بل كان بتوقيع وزير الشئون الاجتماعية يوسف العثيمين, كونه يحل وزيرا للإعلام بالإنابة. و أنا كلي ثقة بأن الوزير خوجه سيعيد النظر في قرار الإيقاف مدى الحياة وأنا اعتبره قرارًا تعسفي يمس كل صحافي يطمح بخدمه وطنه , وهو قرار قاتل لكل قلم حر, فلم أتمكن من الدفاع عن نفسي, و لم أتمكن من كتابة مذكرة أدفع فيها عن نفسي. *ما موقف رئيسك الحالي خالد المالك رئيس تحرير "الجزيرة"؟ القضية ليست قضية جريدة "الجزيرة" , و إن كنت تقصد شخص خالد المالك, فهو الصحافي الشهم صاحب المواقف المعروفة , و أعتقد أن "المالك" لا يسأل عن موقفه كونها معروفه بالإيجابية. *وهيئة الصحفيين السعوديين هل انت واثق انها ستقف معك؟ هيئة الصحافيين السعوديين, هي القلب النابض لكل إعلامي, و الحضن الدافئ و الملجأ الآمن, و أجزم أن لها كلمه حول قرار الإيقاف مدى الحياة كونها قضية رأي عام وليست خاصة. بل و تسيء لسمعة المملكة الإعلامية. *ما هي خطواتك المستقبلية؟ لا أريد أن استبق الأحداث, فثقتي بوزير الإعلام الدكتور عبدا لعزيز خوجه بلا حدود ,و قد صرح معاليه في حوار تلفزيوني أن في عهده لن يوقف صحافي.