قال أستاذ الفقه في جامعة الملك عبدالعزيز عضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن محمد سفر ل"الحياة":"إن ما منيت به المجتمعات الشرقية من تقليد للمجتمعات الغربية يجعل نظام الأسرة مخلخلاً ومفككاً ويعتريه عدم تحمل المسؤوليات، ومن هنا تولدت ظواهر اجتماعية في المجتمعات الإسلامية نتيجة للزحف العولمي كان لها مساس بنظام الأسرة والزواج". وأضاف"ظهرت مسميات جديدة للزواج تبعاً لهذا الزحف، ولا شك في أن هذه الزيجات لها أهداف ليست ثابتة، بل موقتة، تشبه إلى حد كبير المتعة الموقتة التي يحصل عليها المرء بالمقابل المادي، ولا يكون فيها التزام بين الزوج والزوجة، لأنها لا تقوم على روابط ثابتة ولا على مقاصد تشريعية ربانية". وأشار سفر إلى أنه نتجت من هذه الزيجات الجديدة ظاهرة التفلت والإباحية لكل من الطرفين، لأن أحد الطرفين سيترك الآخر بعد الانتهاء من الغرض الذي تزوج من أجله الطرف الثاني، مثل الانتهاء من الدراسة كما في زواج"المسفار". وأكد أن هذه الظواهر التي غزت المجتمعات الإسلامية يجب أخذ الحذر والحيطة منها، وأن يُنّبَّه عنها، وذلك لأن هناك الكثير من الشبان داخل الوطن بدأوا يطبقون هذه الظواهر والزيجات، ومعظمهم من شباب الجامعات المغتربين عن أسرهم، بحيث يقترنون لفترة محددة مع إحدى الفتيات، ومن ثم يذهب كل طرف إلى طريق. واقترح سفر تنظيم ندوات داخل مجالس الأحياء، ومحاضرات في الجامعات للطالبات، لأنهن أكثر من يُغَرَّر بهن، وفي الوقت نفسه يجب أن يُوعَّى الطلاب كذلك، ويحثَّوْن على الوازع الديني، ويُفَهَّمُون أن هذه الزيجات لا يمكن أن يرضاها الشاب لأخته أو لإحدى قريباته. وترى الاختصاصية الاجتماعية إيمان الدوسري أن هذه الزيجات تعتبر علاجاً لمشكلة بمشكلة أكبر منها،"إذ إنها لا تقوم على أسس سليمة". وشبهت الأنواع الجديدة من الزواج التي بدأت تظهر بزواج المتعة المحدد المدة، المنتهي بالطلاق. وأضافت"من الناحية الشرعية هذا الزواج باطل ولا تتوافر فيه أسس وأحكام الزواج في الإسلام، كما انه من ناحية اجتماعية سيؤدي إلى ازدياد إعداد المطلقات، لأن معظم هذه الزيجات تنتهي بالطلاق. كما سيسهم في انتشار معدلات الفساد".