قبيل بدء الإجازة الصيفية الرسمية، حذر عضو جمعية"أواصر"تعنى برعاية الأسر السعودية في الخارج الدكتور عبدالعزيز الغريب، من"إقبال العديد من الشبان السعوديين على الزيجات الخارجية الموقتة بمختلف إشكالها، سواء كان الزواج مسياراً، أو صيفياً، أو دراسياً، أو عرفياً، أو سياحياً، أو مسفاراً، وغيره من الزيجات غير المكلفة والسريعة"، منبهاً إلى أن"تلك الزيجات أحدثت هزات عنيفة داخل المجتمع السعودي، وتهدد بخفض نسب الأعراس الرسمية إلى النصف سنوياً"، فيما يتم تسجل 115 ألف عقد زواج سنوياً، لدى المحاكم والمأذونين، بحسب إحصاءات وزارة العدل. وأرجع الباحث في الشؤون الاجتماعية الغريب، في حديث ل"الحياة"، إقبال الشبان السعوديين على توقيع عقود مثل تلك الزيجات الموقتة في الخارج، إلى"فتاوى بعض العلماء والدعاة التي أحلتها، ودفعتهم إلى استسهالها، وهي في الحقيقة لا تمت إلى مؤسسة الزواج بصلة"، داعياً إلى أن"يعيد العلماء النظر في قضية الزيجات الموقتة من جديد، خصوصاً أن الواقع الفعلي والممارسات الحقيقية لهذه الزيجات تكشف عن السلوكيات الأخلاقية الخاطئة لدى الشبان، والدوافع الغريزية والجنسية التي تقف وراءها، وتورط بعضهم في قضايا زيجات، بسبب جهلهم بأنظمة تلك البلدان". واعتبر أن"المجتمع السعودي مجتمع ديني، تمثل فيه الفتوى مرجعية كبيرة في القبول بين الناس، لذا يجب أن يستعين العلماء بالفقه الاجتماعي، وليس التركيز على شروط الزواج في المنهج التقليدي فقط"، مضيفاً:"لو ذهب احد هؤلاء المشايخ الذين أحلوا تلك الزيجات، هذا الصيف، إلى إحدى الدول الشرق آسيوية، لتراجع عن موافقته على تلك الزيجات الموقتة، لكثرة الأخطاء الشرعية والأخلاقية التي تمارس من وراء تلك الفتاوى"، موضحاً أن"من الأسباب التي جعلت بعض العوائل السعودية تنقطع بها السبل في الخارج، الزواج الموقت الذي يتورط فيه الشاب السعودي نتيجة لجهله ببعض أنظمة وقوانين تلك الدول، إذ يبدأ في رغبة الزواج من أجل الإشباع الجنسي، ومن ثم يدخل في مرحلة الإنجاب، وينتهي بمأساة إنسانية"، مطالباً"السفارات السعودية في الخارج بالقيام بدورها في خدمة وحماية المواطنين، خصوصاً بتوعية الشبان بإجراءات وشروط الزواج القانونية، قبل أن يتورط فيه". في الإطار ذاته، طالب ب"تسهيل تقديم المشاريع المالية إلى الشبان المقبلين على الزواج، فتلك المبالغ التي تصرف للمساعدات تتناسب مع زيجات قبل 20 عاماً مضت، وليس مع زمن 2008"، معتبراً أن"البطالة وجودة التعليم، ومشكلات الإسكان الشعبي، والتقاليد والأعراف في زيجات ذوي القربى والزيجات العرقية تسهم بشكل كبير في تعثر العديد من الزيجات في السعودية"، لافتاً إلى أن"الانفتاح الإعلامي والثورة الرقمية خلقا أزمة نقص ثقة متبادلة بين الجنسين"، داعياً إلى"إقامة حملات توعوية دينية وثقافية واجتماعية تستهدف توعية الشبان والفتيات أخلاقياً، خصوصاً أن مجتمعنا يموج بتغيرات كبيرة تربك حياتهم".