سُعِدت كثيراً وأنا أستمع إلى لغة التنافس بين الجماهير الهلالية والنصراوية حول أيهما أجمل: حفلة اعتزال سامي الجابر أم ماجد عبدالله؟ كان النقاش على أوجه محتدماً بين أيهما أكثر جماهيرية وأيهما أفضل تنظيماً، قال الهلالي إن الحملة الإعلانية المسبقة كانت أكثر تنظيماً وأن مواقع الحصول على التذاكر كانت باكرة، فيما قال النصراوي إن تذاكر ماجد انتهت بشكل سريع وأن الاحتفاء الجماهيري كانت أكثر براعة مستدلاً بوقوف الجماهير في الدقيقة 9 ورفع أيديهم مثلما يفعل السهم الملتهب بعد كل هدف يحرزه، كان الحديث حامياً فتدخل المشجع الاتحادي ملوحاً بحفلة حمزة إدريس متوعداً بأنها ستكون الأفضل معولاً على فن الجماهير الاتحادية المتخصص في التشجيع. ها هي الجماهير تتنافس على أيها"الأجمل"وهو تنافس أفضل من النقاشات السابقة لدى المشجعين السابقين حين كان النصراوي يعاير الهلاليين بخماسية الشارقة فيرد الهلالي:"نسينا هزيمة نيسان"، فيبدأون في النقاش حول أي الهزيمتين كان"أقسى وأمرّ"وأي"الفشيلتين"كانت أكثر إيلاماً لدي الطرفين. ذلك الجيل الذي كان يتبادل التهم ويردد بأن الصحافي الفلاني صاحب الميول الزرقاء كتب ما لم يكتبه مالك في الخمر، فيما يرد الثاني بأن الصحافي ذا الميول الصفراء قال ما لا يكتب في صحيفة محترمة، كان التنافس بين الجماهير أيضاً حول"أي الكاتبين أكثر تشجيعاً"فكان الكاتب الذي يكتب أقذع الاتهامات وأكثرها سوءاً هو من يصبح الأكثر جماهيرية فركب البعض هذه"الموجة"وأضحى أكثر سوءاً ممن يقبعون في المدرجات ويوزعون"السباب"يمنةً ويسرةً على كل لاعب وكل إداري في لحظة"انفعال"عابرة. أقرأ بين ملامح"المشجعين الجدد"اختلافاً كبيراً فهم جمهور لا ينساق وراء كاتب رأي أو تصريح عضو شرف بل مشجع مستقل لديه المساحة الكافية عبر"الإنترنت"و"القنوات الفضائية"ليقول رأيه مجرداً كما يراه هو لا كما يراه"الآخرون"، وهو مشجع شاهد ريال مدريد وبرشلونة وتابع مانشستر يونايتد وتشلسي وشغوف بميلان وإنتر واليوفنتوس، مشجع يعرف لغة الملعب وتكتيك المدربين ومهارات النجوم، ولذلك فلا يمكن لكاتب أو لمسيِّر ناد أن يقنعه بتصريحات"ركلات الجزاء وظلم الحكام"... ولكي تتأكدوا عليكم أن تتابعوا منتديات الأندية الجماهيرية التي خسرت المباريات البارزة وتتابعوا"صوت الجماهير"فعلى رغم أن هناك من يسير على"الأسلوب القديم"إلا أن هناك أصواتاً ل"المشجعين الجدد"ممن يعرفون كيف يقوّمون الوضع من وجهة نظرهم الخاصة وبالمعطيات"الحقيقية"لا بمعطيات"التصريحات". "المشجعون الجدد"قادمون ومعدل"نموهم"في ارتفاع مستمر وفي سنوات قليلة مقبلة سيتجاوزن بعض"الديناصورات"الموجودة في الساحة الرياضية، وستكون لهم كلمتهم وسيبحثون عن حفلة"الفوز"بدلاً من"الشماتة في المهزوم". أخيراً، أقول كل ما سبق بعد أن حضرت"حفلة موبايلي"التي أقامتها لنادي الهلال بمناسبة انتصارات الموسم، وهنا أؤكد أن دخول الشركات الكبرى في مجال التنظيم له دور بارز في الارتقاء بالمشجع السعودي وهذا التيار يتسق تماماً مع تيار"المشجعون الجدد"بل ويعزز توجههم"الأجمل والأفضل"، فشكراً"موبايلي"وكم أتمنى أن أشاهد أكثر من"موبايلي"في بقية الأندية. [email protected]