دمشق - أ ف ب - أكد نشطاء ومحللون أن اغتيال المعارض الكردي البارز مشعل تمو في مدينة القامشلي (شمال شرق) سيدفع بالأقلية الكردية إلى المشاركة بفعالية أكبر في حركة الاحتجاجات التي يواجهها النظام السوري. وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الى أن الشارع الكردي الذي شارك بالثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدايتها «قد ينتفض وينضم الى الاحتجاجات بشكل حقيقي». واعتبر مدير المرصد أن «الشارع الكردي إن انضم الى الحراك بأعداد فعالة فإن ذلك سيؤثر في الوضع في سورية في شكل كبير». وفور شيوع نبأ الاغتيال نزل الآلاف الى شوارع القامشلي للتظاهر احتجاجاً على اغتيال القيادي الكردي، مرددين هتافات مطالبة بإسقاط النظام، كما أفاد ناشطون. وشارك نحو 50 ألف شخص السبت في تشييع القيادي الكردي المعارض الذي تحولت جنازته الى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام. وأطلقت قوات الأمن النار على جنازة تمو في القامشلي ما أسفر عن سقوط قتيلين. كما نظمت تظاهرات عدة في المناطق الكردية كما في القامشلي وعامودا والدرباسية والمالكية في شمال سورية كما في المناطق الواقعة على الحدود التركية والعراقية بحسب النشطاء الذين دعوا الى الخروج بتظاهرات «من أجل مشعل راية الحرية». وذكر الصحافي والناشط السياسي الكردي الذي يتخذ من النروج مقراً له مسعود عكو أن حادثة اغتيال القيادي مشعل تمو الذي انضم الى المجلس الوطني السوري، التحالف الرئيسي للمعارضة «سيكون لها الأثر الأكبر على عموم الثورة السورية وبخاصة في المناطق الكردية». وأثارت حادثة اغتيال تمو ردود أفعال واسعة في الغرب كما طالبت الولاياتالمتحدة الأسد «بالرحيل مباشرة». واقتحم عشرات المعارضين السفارات السورية في كل من لندن وفيينا وبرلين وجنيف. وقام ثلاثة أشخاص بالصعود الى شرفة السفارة السورية في العاصمة البريطانية ورفعوا العلم الكردي. ويطالب الأكراد الذين يمثلون 10 في المئة من السكان ويبلغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة بأداء دور في الحياة السياسية بالبلاد «وبالاستقلال الإداري» بالإضافة الى الاعتراف بهويتهم، كما يوضح القادة الأكراد. ويوجد في سورية 12 حزباً كردياً محظوراً، كلهم علمانيون، وأكثرهم تأثيراً هم حزب يكيتي والحزب الديموقراطي الكردي في سورية (بارتي) وحزب يزيدي الكردي والاتحاد الديموقراطي (القريب من حزب العمال الكردي). وسبق لاشتباكات دامية أن وقعت في آذار (مارس) 2004 لمدة خمسة أيام بين الأكراد وعناصر من قوى الأمن في شمال سورية وبخاصة في القامشلي وفي حلب مما أسفر عن مقتل 40 شخصاً بحسب مصادر كردية و25 قتيلاً بحسب السلطات السورية. وتدعو منظمات دولية للدفاع عن حقوق الإنسان دمشق في شكل دوري لوضع حد «للقمع» الذي تمارسه على الأقلية الكردية كما تدين اعتقال القادة الأكراد وحظر أي شكل من أشكال التعبير السياسي والثقافي الكردي. وحاولت السلطات السورية التي اعتبرت لوقت طويل أن الأكراد يشكلون تهديداً على الهوية العربية مراعاة الأكراد في بداية موجة الاحتجاجات حيث تم إصدار مرسوم في نيسان ينص على منح الجنسية السورية للسكان الأكراد الذين حرموا منها عقب إحصاء تم في عام 1962. ووصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال تصريح صحافي الأحد مشعل تمو «بالشهيد». واعتبر أن الهدف من وراء اغتياله «إحداث فتنة في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي ظلت طيلة الأزمة نموذجاً للتعايش والأخاء بين سكانها».