دمشق - ا ف ب، رويترز - قتلت قوات الأمن السورية أمس ستة أشخاص، بينهم أربعة خلال جنازة حاشدة للقيادي الكردي المعارض مشعل تمو شارك فيها عشرات الآلاف، غداة اغتياله في القامشلي شمال شرق البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن قوات الأمن أطلقت النار على جنازة تمو في القامشلي الذي شارك في تشييعه أكثر من 50 ألف شخص، وتحولت جنازته إلى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل. وأضاف: «سقط أربعة شهداء إثر إطلاق الرصاص على موكب تشييع الشهيد مشعل تمو»، عضو «المجلس الوطني السوري» الذي شكلته المعارضة أخيراً لتوحيد صفوفها ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وردد مشيعو تمو أمس هتافات ضد الأسد، وحطموا تمثالاً لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد في بلدة عامودا، ورفعوا على منصة التمثال نعش المعارض المغدور الذي لف بالعلم الكردي والورود. وأثار قتل تمو غضب الأكراد السوريين الذي يمثلون نحو 10 في المئة من سكان البلاد ويؤيد كثير منهم الانتفاضة ضد حكم الأسد. وقال ناشط إنه يخشى أن يؤدي قتل تمو إلى تشجيع الأكراد على حمل السلاح، ما يدفع البلاد أكثر نحو حرب أهلية. وأضاف: «هذا هجوم إرهابي، اغتيال ارهابي. ربما يشعر الأكراد أنهم يريدون الثأر. نحن غاضبون جداً». وكان تمو (53 عاماً) اغتيل أمام منزل صديق له في القامشلي برصاص مسلحين أصابوا أيضاً ابنه مارسيل بجروح خطيرة، في حين أكدت دمشق أن من قتله هم أفراد «مجموعة ارهابية مسلحة». واعتقل تمو في آب (أغسطس) 2008 وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف السنة بتهمة «إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية»، إلا أنه أفرج عنه في حزيران (يونيو) الماضي. ورفض بعد خروجه من السجن عرضاً بالحوار مع النظام ووقف إلى جانب المحتجين ضد الأسد، بحسب بيان أصدره «اتحاد تنسيقيات شباب الكرد في سورية». وفي جنازة أخرى في ريف دمشق، «استشهد طفل يبلغ من العمر 14 عاماً متأثراً بجروح اصيب بها وجرح 14 شخصاً، وذلك جراء إطلاق الرصاص على مشيعي شهداء دوما الثلاثة الذين قتلوا الجمعة بإطلاق الرصاص» بحسب المرصد، الذي ذكر أيضاً أن شاباً من مدينة الضمير في ريف دمشق «استشهد (أمس) داخل المعتقل» بعدما كانت أجهزة الامن اعتقلته الخميس خلال حملة مداهمات في المدينة. وانتشرت في حمص «قوات عسكرية كبيرة في ظل قطع الاتصالات عن معظم أحياء المدينة، وشوهد جنود الجيش قرب مصفاة حمص ينتشرون بأعداد كبيرة وعلى الطرق الرئيسة المؤدية إلى المدينة». وأكد المرصد أن «الاتصالات الخليوية والأرضية قطعت عن مدينة القصير في حمص وهناك مخاوف من تنفيذ عملية عسكرية نتيجة منع الحواجز للناس من الدخول والخروج وبعد حشد عشرات الدبابات خلال الايام الماضية في قرى محيطة بالمدينة».