أدت العاصفة الرملية التي اجتاحت المنطقة الشرقية أمس، إلى إغلاق المطار في وجه الرحلات القادمة والمغادرة، كما قام حرس الحدود في المنطقة بمنع الإبحار من صباح يوم الجمعة إلى حين تحسن الأحوال الجوية. وأعلن مصدر في مطار الملك فهد الدولي في الدمام أن"الرحلات الجوية من المطار وإليه، تم تأجيل جزء منها، وإلغاء جزء آخر، وتعليق الجزء الباقي"، مشيراً إلى أنه"تم فتح المطار في الساعة السادسة من مساء أمس". وأضاف أنه"تم تأجيل وإلغاء عشر رحلات، من بينها رحلة ركاب للخطوط المصرية، حولت إلى مطار الدوحة في قطر، ورحلة أخرى شحن للخطوط الهندية، حولت إلى مطار دبي، فيما تم إلغاء أربع رحلات قدوم، إحداهما لطيران الخليج، واثنتان من الرياض، وواحدة من المدينةالمنورة، وتأخير رحلتين إلى الرياض. وجدة". وأشار إلى أنه"تم تأجيل رحلتين مغادرة إلى الرياض والطائف، فيما تم تعليق عدد من الرحلات الدولية القادمة". وأضاف أن"مدى الرؤية كان أقل من كيلومتر واحد"، مشيراً إلى أن"سبب العاصفة الرملية هو مرتفع جوي، قادم من شرق البحر المتوسط، جراء اختلاف درجات الحرارة". وأضاف أن"العواصف الرملية تغطي غالبية مناطق الشرقية حالياً". وقال:"ربما يكون شح سقوط الأمطار خلال الشتاء الماضي تسبب في زيادة العواصف الرملية المتوقع حدوثها خلال شهري مارس وابريل من كل عام". منع الابحار من جانبه، أوضح مدير العلاقات العامة في حرس الحدود للمنطقة الشرقية العقيد محمد بن سعد الغامدي أنه"تم إصدار قرار بمنع الإبحار منذ صباح يوم الجمعة، بسبب سوء الأحوال الجوية"، مشيراً إلى أن"هذا القرار يشمل قوارب الصيد والنزهة، لأن الإبحار في مثل هذه الأجواء السيئة، قد يعرض من في المياه للأخطار، مضيفاً"وفيما يخص القوارب الموجودة أساساً في البحر، نصحنا أصحابها بعدم التوغل في المياه، وضرورة الاقتراب من الشاطئ، فيما نركز دائماً على القوارب الصغيرة، التي يؤثر فيها ارتفاع الأمواج بشكل كبير، خصوصاً انها لا تحتوي على أجهزة ملاحية". "الغبار"يستمر 40 يوماً إلى ذلك، قال مدير مرصد بريدة، في مجمع الأمير سلطان الدكتور خالد الزعاق ل"الحياة"إن"موجة الغبار التي تشهدها مناطق الشمالية والشرقية والوسطى في المملكة ستستمر 40 يوماً"، موضحاً أن"هذه الفترة تسمى بموسم"الكنة"الذي سيحل علينا الأربعاء المقبل". وتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري، والجفاف إلى"موجات غبار متتالية، تجعل من هذا العام عاماً للغبار". وأشار إلى"اننا نعيش مرحلة انتقالية، من طبيعتها حصول تخلخلات طقسية حادة، بسبب التصارعات الجبلية بين المرتفعات الشتوية والمنخفضات الصيفية، فيتولد عن ذلك تطرف حاد في درجة الحرارة بين الانخفاض والارتفاع، وثوران الغبار، وهبوب الرياح الهوجاء، التي لا تستقر على حال معين". وأشار الزعاق إلى"موجة جفاف أصابت العام الجاري في كثير من الأماكن، ما جعل هذه السنة مجدبة"، مؤكداً أن من"سيئات الجفاف ارتفاع في درجة الحرارة صيفاً، وانخفاضها شتاءً". وأوضح أن"تقلبات الظواهر الجوية من خسوف وكسوف ليس لها علاقة في تقلبات الطقس والمناخ، وما ينبغي الإشارة إليه هو ان السعودية شهدت تغيرات ملموسة في عناصر الطقس، وهي نتيجة للتغيرات المناخية الحاصلة على الكرة الأرضية، حيث نعيش عصر"الدفيئة"، وهو الاحتباس الحراري. وحول انجلاء موجة الغبار التي نشهدها هذه الأيام، قال إن"مرات الغبار ستكثر، وسيهاجمنا بشكل مباغت". وأضاف"الغبار ينقسم إلى نوعين"مستورد من الخارج ومستوطن في الداخل، والأول هو الذي يأتينا عبر الرياح الشمالية، ويذهب إلى المناطق التي افتقرت إلى نزول الأمطار، وهو من خارج الجزيرة"، مشيراً إلى انه"إذا ما تغلغل داخل الجزيرة، فإنه سينفث من أتربة في منطقتنا العربية، أما الغبار المستوطن فهو الذي يأتينا من مناطق داخل الجزيرة العربية، وهو محمل بالرياح الجنوبية، من الربع الخالي ووادي الدواسر".