غطت موجات غبار عالقة سماء المنطقة الشرقية منذ ساعات الصباح الباكرة أمس، وتسببت في عدم وضوح الرؤية الأفقية بشكل كبير في الكثير من مناطقها، وأدت إلى منع أصحاب القوارب من الإبحار، إلا أنها لم تؤثر على حركة الطيران. وقال الناطق الإعلامي لحرس الحدود بالمنطقة الشرقية العقيد بحري خالد العرقوبي، إنه تم منع القوارب الصغيرة من الإبحار وممارسة الصيد حفاظا على سلامة الصيادين، وجرى تنبيه أصحابها سلفا إلى سوء الأحوال الأجوية التي زودتنا به الأرصاد وحماية البيئة، مضيفا أن المنع لم يشمل القوارب الكبيرة. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية أسعد سعود أنه توجد مراجعات مستمرة للمستشفيات بسبب تردي الأجواء وعادة يتم إحصاؤها بعد عودة الأجواء إلى وضعها الطبيعي، مشيرا إلى أن الأمر غير مقلق، وأنه تم وضع كافة استعدادات الشؤون الصحية لمثل هذه الحالات. وفي ذات السياق، كشف مصدر مسؤول في مطار الملك فهد الدولي بالدمام، أنه لم يتم تغيير جدول الرحلات أو تأجيلها أو تحويلها لمطار آخر، حيث أقلعت جميعها دون تأخير على كافة الرحلات الداخلية والخارجية. وحذر مختصون في علم الفلك من موجة غبارية ستشهدها المنطقة الشرقية خلال الفترة المقبلة تستمر لمدة 3 أشهر، وهو ما يتطلب أخذ الحيطة والحذر خاصة ممن يعانون من تبعات الغبار سواء من مرضى الربو أو أصحاب المزارع، كما أن الرياح قد تؤثر على حركة الملاحة ورحلات الطيران. وأوضح الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق ل"الوطن" أمس، أن المملكة تعيش في الفترة الحالية مراحل دخول موسم الصيف بشكل فعلي ومن علاماته ارتفاع درجات الحرارة، حيث تتسم الأجواء بالحرارة نهارا والاعتدال ليلا، مؤكدا أن ذلك الاعتدال يميل للحرارة نوعا ما. وتوقع الدكتور الزعاق أن يصل ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية وذلك بعد شهرين ونصف من الآن، فيما تقدر درجة حرارة هذه الفترة بالأربعين مئوية وهي آخذة بالارتفاع تدريجيا، مضيفا أن المنطقة ستعيش الفترة المقبلة أولى مراحل موسم رياح البوارح، وهي رياح تهب من الجهة الشمالية، وتكون رتيبة نوعا ما، يبدأ هبوبها مع شروق الشمس، وتشتد في فترة الظهيرة وتخف حدتها حال غروب الشمس. ومن المتوقع أن تستمر هذه الرياح لمدة 3 أشهر. فيما أوضح رئيس المجموعة التخصصية لدراسة المناخ والبيئة والمياه في الجمعية الجغرافية السعودية الدكتور عبدالله المسند، أن رياح البوارح تتسبب في تدني مدى الرؤية الأفقية في بعض الأيام إلى أقل من 400 متر، الأمر الذي يتطلب أخذ الحيطة والحذر من الجميع خلال فترة الرياح عبر اتباع تعليمات الأمن والسلامة والبرامج الوقائية في مثل هذه الحالات، حيث إن تدني الرؤية الأفقية يؤثر على حركة الملاحة والمناطق الزراعية التي تتضرر من زحف الرمال تجاهها وهو ما يترتب عليه خسائر مادية في بعض المحاصيل الزراعية، كما أن المستشفيات تسجل زيادة في أعداد مرضى الربو والحساسية الذين تأثروا نتيجة شدة هذه الرياح.