تتعرض المنطقة الشرقية اليوم لموجة من الغبار الكثيف، نتيجة نشاط وسرعة رياح جنوبية الاتجاه، ثم تتحول الى شمالية في اليومين المقبلين بإذن الله، الذي يساعد على انخفاض نسبي بدرجات الحرارة، فيما تتأثر المنطقة بحالة من عدم الاستقرار والاضطرابات الجوية، التي من المحتمل ان تكون قوية خلال الفترة القادمة، كما تتهيأ فرص هطول أمطار رعدية متفرقة تشمل حاضرة الدمام، حيث يتحول الطقس تدريجياً من غائم جزئياً إلى غائم، وتشهد مياه البحر في الخليج العربي ارتفاع الامواج الى 3 أمتار، وتشير التوقعات الى امتداد الحالة نحو وسط المملكة واجزاء من دول الخليج، وذلك بسبب منخفض جوي مندفع من الجهات الشمالية للخليج، يعمل على زيادة نشاط الرياح المثيرة للغبار، وانخفاض مدى الرؤية الافقية وتكاثف السحب الممطرة، مع تعمق المنخفض الخماسيني المندفع من الصحراء الكبرى بأفريقيا، ويتزامن ذلك ايضا مع تراجع الرطوبة النسبية، في حين تكون الاجواء غير مستقرة اليوم في مناطق الشرقية والرياض والقصيم وحائل. من جهته، يشير الباحث العلمي المختص في المناخ والفلك عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الى انّ حالة الطقس بدت متسارعة في التقلبات المؤثرة في السعودية ومنطقة الخليج العربي، بالإضافة لمصر ودول شرق البحر الابيض المتوسط، متوقعا ان تنشط الرياح الغبارية والعواصف الرعدية وهطولات الامطار، وقال: ان المؤشرات وفقا الى بعض نماذج وخرائط الطقس الاقليمية والعالمية كانت مع ترجيج موعد هذه الحالة في نهاية مارس الجاري، مرورا بالاعتدال الربيعي وفق الموعد الفلكي في 21 مارس، فيما استجد تحرك منخفض جوي خماسيني عبر افريقيا، ملتقيا بتيارات مندفعة من الجهات الشمالية، الذي يعني متغيرا في الاحتمالات السابقة على نحو مباغت، وبما يؤدي الى حدوث اضطرابات جوية تتسم بالطابع الربيعي المعتاد، وقد تشتد الحالة خلال اليومين القادمين بحسب ما يطرأ لاحقا، والذي يعتمد بعد المشيئة الإلهية، على مدى قوة التيارات الهوائية وسرعة الرياح، وبالتالي تكون التهيئة آنياً عند تفاعل العناصر الجوية مجتمعة. ويوضح الشمري أنه لا يمكن استباق التنبؤات بشكل محدد، ذلك لان الخصائص الجوية تتصف بأنها حادّة ومفاجئة بفترة النقلة بين الفصلين، التي تتكرر موسميا في منتصف وحتى نهاية مارس على نحو تقريبي، كما يؤخذ في الاعتبار الظروف الطقسية المعاشة حاليا، وبدت غير مستقرة عموما، في حين يتفاوت مؤشر مراكز ومواقع الرصد في توصيف الحالة المرتقبة، باستثناء التطابق في ملامح معتادة في هذا الفصل من حيث العواصف الرعدية ونشاط حركة الرياح مرتبطا بالتذبذب في درجات الحرارة، كما يتضح ان هنالك مبالغة في توقع احوال مناخية متطرفة، والتي تخرج عن المألوف في طبيعة المواسم المناخية في شبه الجزيرة العربية، لأن العواصف الرملية تكون بين خفيفة الى متوسطة القوة وهو النمط المعتاد في الاغلب، ولا يمنع من بعض الاستثناءات النادرة، قد تكون متغيرة علاقة بمؤثر الاحتباس الحراري، ومستجدات منظومة المناخ على مستوى الكرة الارضية، والذي يؤثر في حدتها وتقارب مددها المتوالية بانعكاسات نسبية التأثير محليا. في سياق متصل، يوضح الباحث في الطقس والفلك سلمان آل رمضان ان الفرصة ما زالت مواتية لمزيد من الأمطار بإذن الله، حتى موعد الاعتدال الربيعي بعد اسبوع، وذلك متى ثبتت المؤشرات الحالية في هذه التنبؤات للحالة القادمة، وقال: انه على رغم الإحساس بدرجات الحرارة المرتفعة، يستمر ترقب التغير في انتظار أيام قد تتكرر متوافقة مع ما يعرف ب (برد العجوز)، فيمكن أن تنخفض الحرارة بشكل نسبي والذي لن يبلغ مستوى البرودة في هذا الزمن مقارنة بالمؤشر السببي لتلك المقولة، مشيرا الى ان الفترة الحالية تمثل فترة من الايام التي تتسم بطبيعة تمازج الفصول، وذلك بين انسلاخ فصل الشتاء وقدوم فصل الربيع، حيث تتقلب اتجاهات الرياح مثيرة للأتربة والغبار، وهنالك إمكانية أمطار، خاصة على الكويت وسواحل عُمان والإمارات، تكون بصورة أخف على المنطقة الشرقية، وربما تكون الفرصة أفضل قرب نهاية هذا الأسبوع، كما تتسع الفرصة لتشمل مساحات أكبر من مناطق السعودية.