في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير والدراسات الموضوعة حول"الفشل الكلوي"، أن معدلات الإصابة بالمرض في ازدياد، يشدد المتخصصون في مجال التثقيف الصحي وطب الأسرة وخدمة المجتمع على وجود ما سموه ب"فجوة وعي بين المجتمع ومرض الفشل الكلوي"، في ظل غياب الخطط التثقيفية الصحية التي من المفترض أن تبث بين أفراد المجتمع الوعي بأن هذا المرض لا يقل خطورة عن غيره من الأمراض، التي يعتبرها كثيرون"خطيرة". ودعا عدد من مديرات مراكز الخدمة الاجتماعية في إدارة الرعاية الصحية الأولية في المنطقة الشرقية إلى"سرعة تنفيذ مجموعة من الحملات التوعوية"و"عمل خطوط هواتف استشارية". في حين يؤكد متخصصون أن"ضعف الوعي الصحي"هو السبب الرئيسي في ارتفاع نسب الإصابة بأمراض الكلى، يليه ارتفاع نسبة مرض السكري، إلى جانب مشكلة عدم التشخيص المبكر للحالة المرضية، وعدم اتباع نظام غذائي متوازن. وينتقد اختصاصي أمراض الكلى الدكتور أحمد الكشي عدم توفير معلومات عن الأمراض إلا من خلال نشرات تعريفية بسيطة. ويقول:"ما يصاب به الشخص من فشل في الكلى لا يقل خطورة عن الأمراض المزمنة المنتشرة، إذ إن حل"الزراعة"عبر التبرع من أشخاص آخرين قلل من أهمية انتشار الوعي والتثقيف، وهذا ما نلمسه على مستوى بسيط جداً كالنشرات التعريفية في المرض وأسبابه، فقليلاً ما تتوافر لدى المراكز والمستشفيات". ولم تختلف معه في الرأي مديرة الخدمة الاجتماعية في مراكز الرعاية الصحية في المنطقة الشرقية زكية الصقعبي، التي أشارت إلى أن الحلول الوقائية لم تطرح بشكل شامل،"وهذا يكون على حساب نسبة ارتفاع المرض، فالحلول الواردة هي فنية، إذ إن زراعة الكلى لا تعتبر حلاً لتقليل نسبة انتشار المرض المزمن". وتطالب رئيسة لجنة الطبيبات في المنطقة الشرقية الدكتور حصة العليان، بضرورة وضع خطة للتثقيف الصحي، منوهة إلى أن الندوة بدأت بالتواصل مع المستشفيات والجهات المعنية لمعرفة كيفية تنظيم الخطة والبدء في تفعيلها. وتضيف:"درسنا ذلك بعد أن اكتشفنا أن نسبة مصابي الفشل الكلوي تشهد ارتفاعاً مستمراً، من دون أن ينقص معدل جهل المصابين بالأسباب التي تؤدي للمرض، ما يعني تفاقم المشكلة". وأوضحت أن الخطة الطبية الإرشادية تقوم"على سرعة إيجاد هاتف استشاري يستقبل الاستشارات الطبية في الأسبوع ساعتين يومياً في البداية، لمعرفة توجهات الناس ومدى المعرفة الطبية بالمرض". ويحذر عدد من العاملين في مجالات طب الأسرة والمجتمع من المخاطر التي قد تلحق بغير المصابين بأمراض الفشل الكلوي في حال استمرار مجالات التثقيف الصحي وعدم إقامة حملات توعية، فالباحث في مجال طب الأسرة والمجتمع محمد الممدوح يؤكد وجود فجوة بين المجتمع ومرض الفشل الكلوي. وأضاف:"كثيراً ما نلاحظ الانحسار العاطفي من المجتمع لمريض الكلى، لأن الناس تعتقد أنه مقارنة مع أمراض أخرى لا يعتبر خطيراً، ما ينم عن انعدام مستويات الوعي الصحي وافتقاد عقد المحاضرات وطرح أوراق عمل حوله في ملتقيات ومؤتمرات طبية". +