يواصل معرض الرياض للكتاب لليوم الثاني استقباله لعدد كبير من الزوار، على مختلف فئاتهم واتجاهاتهم. وعلى رغم ما يشهده الزائر من تنظيم ومحاولة من اللجنة المنظمة لتلافي القصور في الدورة الماضية، إلا أن الرواد يواجهون بعض المشكلات الصغيرة، مثل صعوبة الحركة داخل أروقة المعرض، والوصول إلى الأجنحة، نظراً إلى الازدحام، الأمر الذي يصيب الزوار بالتوتر خصوصاً من النساء، اللاتي لايقدرن على الحركة بيسر. الأمر الآخر الذي يمكن للزائر أن يلاحظه، ما يمثله معرض الرياض من فرصة كبيرة بالنسبة للناشرين، بصفته"أكبر سوق شرائية للكتب في المنطقة"، بحسب ما عبر أحد الناشرين، وهو أمر إن كان مدعاة للفخر، بحسب عدد من الزوار، إلا أنه يدفع بعض الناشرين إلى رفع أسعار بعض الكتب. ويؤكد بعض الناشرين أن هذه الدورة تشهد تطوراً في العرض والفسوحات لمطبوعاتهم، التي تجاز في الغالب، لكنهم يفاجأون بعد العرض"بسحب بعض الإصدارات منهم رقابياً، ما يسبب لهم الحرج أمام الزوار. وذكر أحد الناشرين أن مصادرة الكتب"غير مجدية في الوقت الحالي، فالناس تستطيع الحصول على ما تريده من الإنترنت بسهولة ومن دون رقيب". ويوضح أكثر من ناشر أن"الرقابة في المعرض غير مقننة وتبدو بلا قيود، فمنع بعض الكتب لا مبرر له، ولا يخضع سوى للأهواء الشخصية، التي تستخدم نفوذها لفرض رأيها وإثبات وجودها". وعبر ناشرون عن أسفهم،"لانصياع إدارة المعرض لرغبات"المحتسبين"الفردية غير المبررة، وتجاوبهم مع أي اعتراض غير مدروس". ويقول صاحب دار"عويدات"إنه تعرض كثيراً للمساءلة،"من جهة غير رقابية عن بعض الكتب التي يعرضها، وهي كتب تربوية متخصصة لتوجيه التربويين في كيفية التعامل مع مشكلات التربية الخاصة بالاطفال، ولفت انتباههم العناوين التي تناولت مواضيع مثل"لا للتجاوزات الجنسية"،"لا لسوء المعاملة"وغيرها، وكانوا يعترضون على العناوين من دون التعرف على المضامين". وأضاف أن وجود الرقابة يتصادف أحياناً مع وجود زوار على مقدار من الوعي، يقومون بشرح مضامين بعض الكتب للرقابة، وإيضاح أهميتها بالنسبة للمتخصصين وسواهم، وأحيانا تقتنع الرقابة". ويقول الدكتور عبدالله العسكر، الذي كان يتجول في المعرض، إن اللجنة المنظمة وفقت تنظيمياً في إدارة هذه الدورة،"ولكن بمقارنتها مع العام الماضي، يتضح أن الرقابة هذا العام أكثر نشاطاً من العام الماضي، وكذلك الكتب المعروضة في عام 2007 أفضل منها هذا العام من حيث الكيف وليس الكم". وأشار إلى أنه كان يتوقع من معرض هذا العام"أن يكون أكثر مرونةً من حيث الرقابة، والسبب يعود إلى أننا نعيش في ثورة تكنولوجية أدت إلى إلغاء جميع الحواجز". وحول أسعار الكتب، أكد العسكر انه لمس تفاوتاً في أسعار بعض الكتب، بين معرض القاهرة ومعرض الرياض،"فالكتاب الذي تشتريه من معرض القاهرة ب"20"ريالاً تجده في معرض الرياض ب"40"ريالاً أي الضعف، وهذه الزيادة غير مبررة ويجب التفاهم مع الناشرين حيالها". وما يلاحظ أن الناشرين اكتسبوا خبرة في معرفة توجهات القارئ السعودي، وبالتالي توفير ما يرغب فيه من كتب، فيشاهد الزائر تنوعاً وتغيراً في طبيعة الكتب المعروضة، التي جاءت بديلاً عن تلك التي كانت تغرق المعرض في دوراته السابقة. من جهة أخرى، أثار تخصيص اليوم الأول من المعرض للعائلات تذمر الكثير، وشوهد مئات الزوار يحتشدون عند بوابة المعرض، في محاولة للدخول، لكن تم منعهم. الأمر الذي جعل الإقبال داخل المعرض شحيحاً. اللافت في الأمر أن من كان يصر على الدخول، هو من الشريحة التي تدعو إلى عدم الاختلاط في المعرض.