يحتفل كثير من الدول في الثامن من آذار مارس باليوم العالمي للمرأة. وفي بعض الدول مثل الصين وروسيا وكوبا يحصل النساء على إجازة. وجاء هذا اليوم كاحتفال عالمي بعد انجازات اقتصادية وسياسية واجتماعية حققتها المرأة في كثير من الدول. وترى الأممالمتحدة أن المرأة هي العامل الرئيس للسلام والتنمية في المجتمعات البشرية... وشهد ميثاق الأممالمتحدة في عام 1945 أول معاهدة دولية تقر مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة، ومنذ ذلك الحين والأممالمتحدة تعمل على تقدم وضع المرأة في العالم. جاء كل ذلك بعد حركات جماعية غامرت بها كثير من النساء فاستحققن هذا اليوم كاحتفال عالمي بعد مشقة فلم يكن منحة لهن. السؤال هنا: هل وصلنا نحن إلى هذه المرحلة التي تجعلنا نستطيع أن نضم أنفسنا إلى هذا الاحتفال؟ هل ما زلنا نحتاج إلى أن نقوم بإنجازات تثبت مقدرتنا وكفاءتنا بعد كل ما أثبتته بعض النساء على الصعيدين المحلي والعالمي؟ أعتقد أنه ما زال الوقت باكرا لهذا النوع من الاحتفال، أولاً أننا في حاجة إلى إثبات أنفسنا في هذا المجتمع الذي يغلب عليه الفكر الذكوري في كلا الطرفين النساء والرجال، حتى لو كنا جميعاً مقرين أنها من حقوق المرأة الأساسية ولا حاجة إلى المرور في مشقات خاصة، بعد التقدم والتطور الذي يحصل في العالم من حولنا، ولكن بما يخص مجال المرأة، فالتقدم بطيء جداً مقارنة بالتطور الذي حصل في المجالات الأخرى. السبب الثاني في نظري لا أجد أنه من العدل، لكي أنادي بحقوقي أن أنسب نفسي لانجازات قامت بها نساء أخريات ما لم يكن لي دور، صحيح أنهن قمن بها باسم جميع النساء، ولكننا لازلنا نعيش في مجتمع يعتمد فيه النساء بشكل عام على الرجال في الأمور الخاصة، فتجد كثيراً من الموظفات يلجأن إلى أزواجهن للتدخل في حل مشكلات حصلت لهن في العمل أو المطالبة بخدمات معينة، فتتفاجأ رئيسة العمل بمكالمة من زوج الموظفة ليتكلم بالنيابة عنها! وصلت المرأة السعودية في كثير من المجالات إلى القمة، ولا اختلاف في ذلك، ولكن كإنجازات فردية... فعلى الصعيد العام لا تزال هناك الكثير من السلبية والاستسلام... أو كثير من المطالبة وقليل من العمل... ولا أعني بكلامي هذا أنها لا تستحق أن تنال حقوقها كاملة، أو أنها تحتاج إلى الدخول في مناكفات وتثير بلبلة... ولكن لكي يبرز مكان المرأة ويُعظّم شأنها بالشكل التي تستحقه يجب أن يبدأ التغيير في طريقة تفكيرنا واستعدادنا، أن نضع أنفسنا في صعوبات حتى لو لم تظهر نتائجها إلا على المدى البعيد، فلتكن هي البداية لتقدمنا. [email protected]