في زمننا رجال، ولكن ليسوا كأي رجال، هم كالمنابر الساطعة بأضواء الخير على طريق الهداية، ينيرون السبيل لكل ضال عن الطريق القويم، أجرهم احتساب، وأمنيتهم دعوة صادقة من قلب أواب، شيمتهم الوقار، عطرت ألسنتهم بذكر العزيز الغفار وسيد الأبرار، هم كالذهب المتلألئ، مهما طغى الغبار عليه يبقي سلعة زاهية ثمينة، دخلوا حرباً ضد الفساد، بعزيمة قوية كالأوتاد، بدأوا نزالاً قواعد خصمه من رماد، فكان الخصم فيه فلذة الأكباد، نظروا فأغراهم المظهر الآخاذ، في جنس حبب لخير العباد. فبنافخ للكير ومارد عذابه في سعير، انتهكت محارم الجبار بلا خوف وكل استقرار في أرضه بلا وقار، فأصبحت المحرمات عادات، في زمن كثرت فيه المفسدات، يزين الشيطان للعباد، فيصبحون لسحره كالجماد، فأصبح السواد يتفشى في القلوب في زمن ظهرت فيه العيوب، فصار الفساد غاية يصل إليها كل مبتغٍ بلا راية، فاختلفت المعاني والصور لاختلاف الدهور والعبر، فهناك دوماً رجال نصروا لأنهم يأمرون وينهون، بالطيب واللينة هم معروفون، كلامهم عبر، وحديثهم درر. أحمد بن محمد كشحة - المدينة المنورة