انتشرت في الصحراء، المحيطة في النعيرية، مئات المخيمات المخصصة للإيجار اليومي، بأسعار تتراوح بين 250 ريالاً و1500 ريال بالنسبة للمخيمات الكبيرة المفروشة، فيما يتواصل توافد الزوار على المحافظة، من مختلف مناطق المملكة، والدول الخليجية. وبدأت هذا العام، وبشكل ملاحظ، مخيمات التأجير تأخذ اتساعاً في العديد من المواقع الحيوية في المحافظة، وتبقى طيلة فترة الإجازة، بحيث يأتي المتنزه، ويختار المكان الأنسب لأسرته، ويحرص الكثير من المتنزهين على أن يكونوا قريبين من الخدمات الضرورية، كخيام بيع الحطب والمواد الغذائية ومحطات الوقود. وتستفيد المخيمات من الخدمات التي يقدمها المخيم الربيعي الثامن، من توفير المياه المحلاة، وخدمة النظافة للمتنزهين، والخدمات الصحية، وكذلك الخدمات الأمنية، كما يمكن للمتنزه الحصول على الخدمات المجانية، التي يستطيع الحصول عليها، بمجرد الاتصال على هاتف المخيم المعلن، لتوصيل المياه المحلاة إلى مقر المتنزه، والخدمات الطبية، المتمثلة في العيادة الطبية دائمة المقر، في المخيم الربيعي، أو سيارة الإسعاف الجائلة بين المخيمات بصحبة أحد الأطباء، بعد أن تم تزويدها بمجموعة وافرة من الأدوية لعلاج المتنزهين. وشهدت أسواق المحافظة، وسوق الخميس الشعبية، التي اكتسب شهرة واسعة، وأصبحت مقصداً لكثير من الزوار، لمشاهدة وشراء ما يُعرض فيها من مصنوعات، أبدعتها يد المرأة البدوية في النعيرية، كما تباع في السوق الأشياء التراثية، وبخاصة ما يُستخدم للأبل مثل"الشداد"المصنوع من ليف النخل، والخشب الذي يضعه صاحب الإبل على ظهرها، قبل ركوبها، و"الخرج"المصنوع من صوف الأغنام، ويوضع على جانب الأبل، كوسيلة لحمل الأشياء، وهو يُشبه إلى حد ما الشنطة اليدوية، ويوجد أيضاً"الشمايل، والمراير، والجنايب"، وكلها تستخدم للإبل، وتتوافر بشكل كبير داخل السوق، وأيضاً"الصميل"، وهو ما يُصنع من جلد الأغنام، لحفظ اللبن والحليب، ويتم خض الحليب بواسطته، حيث يعطي اللبن طعماً مميزاً ولذيذاً، ويباع في السوق أيضاً"السمن البري، والاقط". وأكد سعيد المنصوري أحد المتنزهين الخليجيين من دولة الإمارات، أن"أيام الشتاء فرصة لا تعوض، واستغلالها في الراحة والاستجمام يعود على الإنسان بالفائدة الصحية". ويقول إن برنامجه اليومي في المخيم"يعتمد على زيارة معارفه في المخيمات القريبة"، كما يقوم بجولة بسيارته في الصحراء،"لمشاهدة الطبيعة، بالإضافة إلى الذهاب إلى شراء حاجات الرحلة من الأسواق التجارية، وخصوصاً شراء ما يستلزم من الأسواق الشعبية، مثل السمن البري، والأقط، وغيرها من الأشياء التراثية المتوافرة في السوق الشعبية في النعيرية". وأضاف أن"الكثيرين يفضلون قضاء وقتهم داخل مخيماتهم، واحتساء الشاي والقهوة"، مؤكداً أنهما"عنصران أساسيان، لا يمكن الاستمتاع بالرحلات والجلوس بدونهما". من جهته، قال محمد الخالدي من مدينة الجبيل:"هذه ليست المرة الأولى التي أتنزه فيها في محافظة النعيرية، أو ما يسميها البعض ب"عروس الربيع"، فهي مقصدي، خصوصاً في مثل هذه الأيام، وخلال إجازات الأسبوع، ويستمتع أبنائي في التنزه في البر، وإشعال النار، والجلوس بجانبها"، مضيفاً"نجد الخدمات التي تقدم مجاناً من جانب المخيم الربيعي ووجود مخيمات التأجير الجاهزة، التي تشجع على قضاء وقت ممتع في صحراء النعيرية". وأوضح أن"المخيمات التي تُعرض للإيجار كثيرة جداً، وتتوافر فيها جميع الخدمات، من مولدات الكهرباء، ودورات مياه، وبيوت شعر، وخيم مفروشة ومجهزة بكامل الفرش". من جانبه، امتدح علي المري من قطر جغرافية المحافظة و"عشق الزوار لها، حتى ذاع صيتها بين الخليجيين، وأصبحت وجهة سياحية، يفد إليها الكثير من الزوار والمتنزهين في كل عام، سواء في الربيع أو الشتاء، واستطاعت أن تكون إحدى أهم المحافظات السياحية في المنطقة الشرقية"، لافتاً إلى أن"اهتمام المسؤولين أدى إلى توفير الكثير من متطلبات الزوار، علاوة على ما يُقدم لهم من خدمات مجانية، وامتاعهم ببعض الفعاليات المصاحبة، كجائزة سباق الصقور، والاهتمام بالسوق الشعبية، باعتباره معلماً سياحياً مهماً لدى زوار المحافظة، الذين يحرصون على اقتناء بعض المأكولات الشعبية والأدوات التراثية". واعتبر فلاح العازمي من أهالي النعيرية الخروج للبر أمراً اعتاد عليه الكثير من الأهالي، ولذلك يخرج مع بعض أصحابه في جلسات سريعة، لا تستدعي إقامة خيمة، وتمتد لساعات عدة، مشيراً إلى أنه"في موسم إجازة عيد الأضحى، وإجازة الربيع، يتوافد الزوار والمتنزهون من المناطق كافة، ويكون لأهالي النعيرية، وبخاصة الشباب، حضور في المخيمات الصحراوية". وأضاف أن هواة ركوب الدراجات النارية، يجدون في بر النعيرية"متعة حقيقية، ربما لا توجد في أماكن أخرى، نظراً لطبيعة الأرض المنبسطة، والأجواء الربيعية الرائعة، التي تشهدها المحافظة في هذه الأيام، وتنتشر الكثير من محال تأجير الدراجات النارية في البر، وتلقى إقبالاً كبيراً في الأعياد، حيث يتدفق المتنزهون على المحافظة". وأضاف أن"إيجار الدراجة، يبلغ نحو 80 ريالاً في الساعة، و15 دقيقة ب25 ريالاً. ويبدأ العمل منذ ساعات الصباح الأولى حتى غروب الشمس".