أكد مستثمران أن الاستراحات باتت منذ انتشارها قبل نحو عشرة أعوام أكثر المواقع الترفيهية استقطاباً للعائلات السعودية. وأرجعا ذلك إلى ما توفّره الاستراحات من خصوصية وما تحويه من مساحات خضراء وملاعب وأحواض سباحة. ورأى المستثمران في حديث مع"الحياة"أن الخيارات"الترفيهية"التي كانت متاحة قبل ظهور الاستراحات لم تمنح الأسر السعودية القدر الكافي من الخصوصية،"فسكان المدن الداخلية كانوا يلجأون عادة إلى التخييم في الصحراء أو مدن الألعاب، فيما كان قاطنو المدن الساحلية يختارون ارتياد الشواطئ، وهذه المواقع كلها كانت مكشوفة ولا توفر القدر المطلوب من الخصوصية للعائلات". ولاحظا أن منع الرجال من دخول غالبية الأماكن الترفيهية في البلاد،"فرض على الرجال والنساء في الأسرة الواحدة ألا يرفهوا عن أنفسهم مجتمعين، وهو الأمر الذي انتفى مع ظهور الاستراحات". وقالا إن الإقبال على الاستراحات في الأيام العادية مرتفع ويصل إلى 70 في المئة أما في المواسم مثل الأعياد فتصل نسبة التشغيل إلى 100 في المئة. وقال المستثمر في مجال الاستراحات في الرياض عبدالله السليمان ل"الحياة":"العائلات السعودية صارت بعد ظهور الاستراحات في شكل واسع منذ نحو عشرة أعوام قادرة على تنظيم رحلات ترفيهية لأفرادها". وأضاف:"إن الاستراحات تعد ملاذاً مفضلاً للعائلات، لانخفاض أسعار إيجاراتها مقارنة بأماكن الترفيه الأخرى، كما أنها تمكّن أفراد العائلة من الاجتماع بشكل دوري". وأوضح أن الاستراحات شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات العشر الماضية،"إذ كانت تقتصر في الماضي على منزل بسيط وفناء واسع". وتابع:"تصميم الاستراحات اليوم يختلف كثيراً عما كانت عليه في السابق، إذ تحتوى غالبية الاستراحات على أحواض سباحة وملاعب خضراء، إضافة إلى العاب ترفيهية للأطفال، إلى جانب عدد من غرف الاستقبال والنوم". وأشار إلى أن الكثير من الاستراحات تحرص على تقديم خدمات إضافية منها"عقد اتفاقات مع مطاعم ومحال حلويات لتلبية رغبات المستأجرين بتوفير عدد كبير من الخيارات بخصوص طعام الولائم وخلافه". وزاد:"هناك شريحة كبيرة من المواطنين يفضلون إقامة حفلاتهم الاجتماعية كعقد القران والزواج وغيرهما في الاستراحات لانخفاض أسعار إيجارها مقارنة بقصور الأفراح وقاعات الفنادق، إضافة إلى أن هناك عائلات أخرى صارت تفضّل أن تكون حفلات زفافها عائلية ومقتصرة على عدد قليل من المدعوين، وهو ما زاد الإقبال على الاستراحات". وأكد أن معدلات الإقبال على الاستراحات مرتفع جداً"هناك عدد من العوامل التي تجذب المواطنين لاستئجار الاستراحة، منها موقعها الذي لا يفضّل أن يكون بعيداً عن العمران، وأن تكون الطرق الموصلة إليها معبدة، وأن تقع قريباً من محال تجارية ومطاعم". وأضاف:"إن إدارة الاستراحات توفّر عدداً كبيراً من الخيارات أمام الزبائن، منها الإيجار اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي". ولفت إلى أن أكثر طلبات الإيجار اليومي تكون في عطلة نهاية الأسبوع. ويتفق معه المستثمر في مجال الاستراحات في الرياض محمد الزهراني بقوله:"الإقبال كبير على استئجار الاستراحات من العائلات، خصوصاً في منطقة الرياض". وعزا هذا الإقبال إلى الخصوصية التي توفّرها الاستراحات لمرتاديها. وقال:"في الغالب تتميز الاستراحات بكبر مساحتها قياساً بالمنازل التي يقيم بها المواطنون، إضافة إلى توفيرها شيئاً من الخصوصية للعائلة، لذا فهي الأكثر طلباً من الأسر السعودية التي ترغب في ترفيه أفرادها". وأضاف:"وجود الرجال والنساء في الأسرة الواحدة معاً في مكان واحد ميزة، وهو ما لا تستطيع توفيره الأماكن الترفيهية الأخرى". وأشار إلى ظاهرة"التجمعات العائلية نهاية الأسبوع في الاستراحات"، لافتاً إلى أنه"منذ عشر سنوات أصبح هناك توجه كبير لتنظيم التجمعات العائلية في الاستراحات بشكل منتظم". وذكر أن معدلات التشغيل مرتفعة طوال أيام السنة، خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع،"وأستطيع القول إن الاستراحات صارت قناة للترفيه الأسبوعي للعائلات السعودية، خصوصاً في منطقة الرياض". وأفاد الزهراني بأن هناك فئة أخرى تستأجر الاستراحات لإقامة ولائم عشاء أو غداء،"هناك من يستأجر الاستراحة لنصف يوم لإقامة وليمة عشاء أو غداء".