أعلنت وزارة الحج عن اختيارها قضية"الاستطاعة في الحج في ضوء المقاصد الشرعية والشخصية"، لتكون عنواناً لندوة الحج الكبرى لعام 1429ه، استجابة لما ورد في توصيات الندوة في الدورتين المنصرمتين 31 و32، لأهمية إلقاء الضوء على تأصيل فقه الاستطاعة في أحكام الشريعة الإسلامية عموماً وفي أحكام الحج خصوصاً. وقال الأمين العام لندوة الحج الكبرى المستشار في مكتب وزير الحج الدكتور هشام بن عبدالله العباس:"إن اختيار هذه القضية يأتي نتيجة الحاجة الماسة لإبراز هذا الجانب في فقه الحج، إذ تتضافر صعوبات عدة منها: ضيق الزمان والمكان، وتزايد أعداد الحجاج، واختلاف قدراتهم، وتنوع لغاتهم وعاداتهم ومذاهبهم، ولعل ذلك من أسرار النص على اشتراط الاستطاعة في فرض الحج في قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا". وأوضح العباس أن الأهداف الرئيسة للندوة تتضمن إبراز مبادئ السماحة والتيسير التي اتسمت بها أحكام الشريعة الإسلامية عموماً وأحكام الحج خصوصاً، وإظهار البعد الإنساني والاجتماعي في الإسلام من خلال ما شرع فيه من أحكام الحج التي ترفع الحرج عن النساء والصبيان والمرضى وذوي الظروف أو الاحتياجات الخاصة، والتأكيد على ضرورة اهتمام الحجاج عند أداء نسكهم بتحقيق مقاصد الشريعة المتعددة في الحج، وتوضيح جوانب الاستطاعة في الحج وآثارها الفقهية في مناسك الحج. وأشار الأمين العام لندوة الحج الكبرى إلى أن الندوة تهدف أيضاً إلى بيان"أثر الاستطاعة في الفتوى في مسائل الحج، وإبراز العديد من الأبعاد الجغرافية والمناخية والصحية واللغوية والنفسية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بجانب الاستطاعة في الحج في واقعنا المعاصر، وتحديد الاجتهاد وإعادة النظر في فقه الاستطاعة في الحج في ضوء مستجدات هذا العصر، ودعوة الحكومات الإسلامية والقائمين على أمر الجاليات المسلمة في جميع الأقطار للالتفات إلى جانب الاستطاعة في الحج، وبحث الآليات والكيفيات الكفيلة بتحقيقها في واقع الحجاج ومن ذلك الالتزام بتحديد نسب الحجيج، ليكون مشهد الحج مشهداً إسلامياً حضارياً بارزاً يليق بعظمة الإسلام ورسالته السمحة، وأخيراً توضيح دور المملكة العربية السعودية في تسهيل وتيسير أمور الحج وتحقيق مقاصده وجهودها الدائبة في تحقيق أمن الحجاج وسلامتهم". وعن محاور الندوة، أكد الدكتور العباس أنها تنقسم إلى خمسة محاور تحقق أهداف الموضوع المقترح للندوة، إذ يتناول المحور الأول تأصيل الاستطاعة في ضوء مقاصد الشريعة، عبر تناول مفهوم الاستطاعة قديماً وحديثاً في ضوء المقاصد الشرعية والواقع المعاصر، والمشقة المؤثرة في أحكام الاستطاعة، وتأثر الفتوى بمفهوم الاستطاعة والنوازل المستجدة. فيما يتناول المحاور الثاني مفهوم الاستطاعة في الحج، مستعرضاً الاستطاعة الفردية في الحج قديماً وحديثاً، والسعتين المكانية والزمانية وعلاقتهما بالمقاصد الشرعية والواقع المعاصر، والأحوال الأمنية وعلاقتها بالمقاصد الشرعية، كما يتناول المحور الثالث حج بعض فئات المسلمين في ضوء الواقع المعاصر، وتحديداً حج النساء الكبيرات في السن والمرضى والصغار وذوي الاحتياجات الخاصة، عبر بحث واقعه وأحكامه في ضوء المقاصد الشرعية والواقع المعاصر. أما المحور الرابع، فيستعرض مسائل لها أثرها في أحكام الحج، وتغير الفتوى في ضوء مقاصد الشريعة، من خلال مناقشة كثرة أعداد المسلمين، ومدى إمكان أداء الحج نفلاً بعد أداء الفريضة، والأنظمة في الحج والالتزام بها"تصريح الحج، ومنع الافتراش مثالاً"في نظر الشرع ومقاصده، وأحكام الدماء في الحج وطرق أدائها قديماً وحديثاً ومدى انسجامها مع مقاصد الشريعة، والرحلات الجوية وأثرها في الفتوى على الإحرام من المواقيت المحددة شرعاً، والزحام وأثره في أحكام الحج، والطواف في البيت الحرام وأداء سننه عند ازدحام المطاف بالحجاج، وضيق المكان بمنى ومزدلفة وأثره في الفتوى في أحكام الحج. ويستهدف المحور الخامس والأخير التعريف بالمشاعر وتطويرها خصوصاً"المسعى"ومكانته وأهميته في إتمام شعائر الحج، ودواعي تطويره، وجهود المملكة العربية السعودية في تطوير المشاعر لتسهيل أداء شعائر الحج وتحقيق مقاصده.